مقالات

عبد المنعم إسماعيل يكتب: عاشوراء سبب وفضل وبراء

سبب صيام عاشوراء:

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا هَذَا ؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ “رواه البخاري (1865).

فضل صيام عاشوراء:

صيام يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» رواه مسلم 1162.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ». رواه البخاري 1867

عقيدة المخالفة

روي عن النبي أنه قال: خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله ويومًا بعده. رواه أحمد في (مسند بني هاشم) بداية مسند عبدالله بن العباس برقم 2155. ورواه البيهقي في (السنن الكبرى) باب صوم قبل يوم عاشوراء برقم 4315.

الخلاصة

من منهج التربية المحمدية للصحابة رضي الله عنهم ربط الأمة الإسلامية بقضايا الأنبياء والمرسلين السابقين لتحقيق الشراكة الوجدانية ومعايشة حقيقة الولاء والبراء ذات الأثر الحقيقي الدال على ثبوت التوحيد في القلب أو التعايش مع سطحيته.

قصة موسى عليه السلام في القران كاد القرآن الكريم أن يتكلم عن موسى وبني إسرائيل لما تحمله النفسية المجتمعية لذاك المجتمع الغريب الذي ما خضع لكلام الله رب العالمين إلا بعد أن رفع الله الجبل فوق رؤوسهم كما قال تعالى: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. سورة الأعراف.

فلم يخضع قوم موسى إلا بعد أن رفع الله الجبل فوق رؤوسهم وهنا يجب أن يدرك ساسة الأمة العربية والإسلامية منهج التعامل مع الكيان الصهيوني والصليبي المغتصب لبلاد المسلمين حيث الطريق واحد والخصم عقيدته جاهلية واحدة إذا فكل محاولات نشر مفاهيم التوافق مع يهود وبني صليب تعتبر محاولات استهلاكية سوف ينتهي رصيدها يوما ما ولا سبيل إلا بامتلاك سياسة الردع النووي ثم السير نحو الضربة القاضية الموازية لرفع الجبل فوق رؤوسهم في الماضي يكون في الحاضر وحينها يقع وعد الله وينطق الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله خلفي يهودي تعال فاقتله .

عاشوراء وحتمية البراء من فراعنة العصر

بين أهل العلم رحمهم الله تعالى أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ومن هنا تتحدد بوصلة الفهم والعمل عند المسلمين حين ينطلقوا مهتدين بقول رسولهم محمد صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله عنهم: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ.

ونحن نقول نحن أحق بموسى عليه السلام من كل أدعياء النسب إلى بني إسرائيل وهم منهم براء.

بل ونحن أحق بنبي الله عيسى الذي رفعه الله إلى السماء منهم.

وهنا يتم القضاء على أكذوبة وحدة الأديان التي تسعى الماسونية العالمية إلى ترسيخ وجودها في واقع الأجيال المعاصرة فدين الأنبياء والمرسلين كلهم واحد هو الإسلام وإن تعددت الشرائع لعلاج قضايا كل قوم وخلل كل بيئة لحكمة يعلمها الله عز وجل .

فلا تلاقي بين طغيان اليهودية لمجرد الانتساب زورا لموسى عليه السلام ولا توافق مع النصرانية المحرفة الناتجة من خلل عقول الكنائس العالمية والقساوسة المنحرفين رغم كثرة تكذيب علاقتهم بعيسى كلمة الله الذي رفعه الله إليه.

عاشوراء وبوصلة الولاء والبراء

يوم عاشوراء يوم أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بمعايشة الولاء والبراء في الواقع المعاصر والمستقبل القريب والبعيد فلا همجية التعايش سبب لهجر قضايا العقيدة الإسلامية الصحيحة ولا هوس الوسطية المنحرفة كفيل بدمج الحق والباطل في خلطة علمانية كما يزعم شياطين النظام الدولي المعاصر تحت مسميات الإنسانية وما هي إلا إعادة إنتاج الجاهلية من جديد في صورة توافقية وضع مخططها إبليس ووقف على تنفيذها دعاة على أبواب جهنم لا يفهمون من الدين إلا اسمه ولا من العقل إلا رسمه.

عاشوراء بين المسلمين والشيعة

نحن أحق بالحسين منهم فلا قبول لمراسم الشيعة الذين غدروا بالحسين رضي الله عنه  ثم يزعمون الحزن عليه .

نحن أحق بآل البيت منهم فلا دجل الآيات الشيطانية الخمينية والنصيرية والداعشية يستطيع تغيير معالم البوصلة للإسلام والسنة. والصحابة. رضي الله عنهم أجمعين.

نحن أحق بحراسة الحق من الشيعة الذين يقتلون المسلمين تحت صيحات يا حسين ويحتلون البلاد تحت شعار واحسيناه وهدموا العراق والشام واليمن تحت فكر مظلومية آل البيت الذين هم منهم براء هذه عقيدتنا وهذا ديننا والله المستعان.

عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى