مقالات

عبد المنعم إسماعيل يكتب: قواعد الاستقرار المجتمعي

جاء القرآن الكريم عامة وسورة النساء خاصة لتضع أمام البشرية عامة والأمة العربية والإسلامية خاصة عدة قواعد للاستقرار المجتمعي ومنها:

القاعدة الأولى الرجولة:

قال تعالى : {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34]

من لزم الرجولة قام بها على ما دونها ومن فقدها نال بحسبها.

ومن مقتضيات الرجولة تحمل المسؤولية ومنها الإنفاق والكفالة المؤدية لحقوق الزوجية.

ما انحدرت الرجولة إلا وتعرضت الأسرة للفساد والخلل النفسي والعقلي والمجتمعي.

إذا أردت معرفة مستقبل كل أسرة فانظر إلى معايير الرجولة في قيادتها فإن وجدتها فقد وجدت قاعدة المكارم وان فقدتها فقد فقدت الحياة الحقيقية في الحال والمآل.

القاعدة الثانية صلاح المرأة:

قال تعالى: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب}: فمن صلحت قنتت وحفظت ونالت ومن فسدت هجرت وهلكت وهانت.

من القاعدتين السابقتين يظهر أهمية الرجولة وكأنها قاعدة الصلاح للمرأة المسلمة والمجتمع بأسرة.

الحکم العدل ومنهجية الإصلاح:

قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا}. سورة النساء: 35

القرآن الكريم يربي من يقرأ ومن بسمع على أهمية استشراف المستقبل المجتمعي حال وقوع إشكاليات من الطرفين أو من طرف منهما.

إشارة ربانية بحصرية النزاع بين الزوج والزوجة لإقصاء فاشية التدخل الأسري الذي ربما يكون سببا في الهلاك.

حديث القران الكريم عن احتمالية الشقاق يؤصل في المجتمع أهمية التصور السليم نحو استشراف المستقبل و البحث عن حل لأننا لم نقيم الزواج بين معصومين أو بين ملائكة كلا فالمجتمع بشري وورود الشقاق أو النزاع أمر وارد وعلاجه منضبط بقدر الله رب العالمين سبحانه وليس علينا الا بذل السبب وترك النتيجة على الله رب العالمين.

حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا:

إشارة ربانية بتحديد مهمة الأهل من الجانبين وأهمية وجود الحكم الحكيم المؤهل لعلاج الخلل فليس كل الأهل يصلحون حكما.

حديث القران عن حكما وليس حكام لمنع تشتيت عقول الزوجين حال تعدد العقول الساعية نحو الإصلاح

وهنا سعي القران إلى. جعل أسرار الحياة الزوجية بين رجلين لصيانتها من قبل وقال أو تدخل من لا ينفع.

إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما هنا إشارة إلى عدة مخاطبين هم:

أولا: الزوج والزوجة

ثانيا: الأطراف المحيطة أهل الزوج وأهل الزوجة

التصور السليم:

وهنا ملمح مهم جدا إلى أهمية تحرير الأطراف الأصلية والفرعية في استمرار أو توقف الحياة الزوجية وهذا ليس هدرا لقيم المجتمع المترابط ولكنه يعالج الأصل ليترك لهما حرية الصعود نحو المكارم المجتمعية.

إرادة الزوجين هما وقود إرادة المحيطين والعكس صحيح إذا نظرنا إلى قضية الخبرات المتراكمة.

مخاطر عشوائية المحيطين:

التأثر بموروث العادات والتقاليد والأعراف

المجتمعية ومنها العصبية القبلية أو العائلية

للمفاهيم المختلة أو المعتلة.

الإفراط في حقوق المحيطين أو في بعض التصورات المسيطرة على عقولهم.

أهمية حراسة الأسرة من لصوص البيوت وغربان القفز على المشاكل المجتمعية لأنهم سبب رئيس في زيادة الخلافات المجتمعية فكم من مشكلة انفجرت وتحولت لكارثة بسبب وجود المحيطين أو تدخل من ليس أهلا للإصلاح.

عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights