عبد المنعم إسماعيل يكتب: من سايكس بيكو إلى ترامب والحل الصفري
![](https://alomah.net/wp-content/uploads/2023/09/عبد-المنعم-إسماعيل.jpg)
المتابع للواقع العربي والإسلامي يكاد يتفطر قلبه دما من شدة الحسرة والألم على ما وصل إليه واقع المواطن العربي والأمة العربية والإسلامية بشكل عام.
كيف يقبل عقل المسلم المعاصر الصورة الذهنية لربعي بن عامر الذي خاطب رستم قائد الفرس المتجبرين حين قال له جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.
كيف انحدر الواقع العربي والإسلامي حتى أصبحت الأمة العربية والإسلامية تعيش فريسة بين ذئاب المجتمع الدولي سواء اتباع بريطانيا العظمى أو فرنسا أو أمريكا أو روسيا والصين أو إيطاليا وألمانيا أو أي شعب من الشعوب الصفراء الصهيوصليبية؟
هل يصدق عقل ان الأمة العربية التي حين أسلمت فتحت بلاد الشرق والغرب بالإسلام واسقطت الإمبراطورية الرومانية والفارسية في اقل من عقد من الزمان بل فتح العرب المسلمون بلاد الأندلس وجنوب فرنسا عام 103هجرية هي نفسها الأمة التي استسلمت
أمام أطماع غربان أوروبا قبل مائة عام حتى أشرف سايكس بيكو على تقسيم بلاد العرب والمسلمين بين غربان النظام الدولي فيما يعرف بحدود سايكس بيكو الوضعية؟
غير أن المسلم العاقل حين يقرأ التاريخ والسنة النبوية يجد مفاتيح فهم الواقع ففي الأثر عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: يقول سيدنا عمر بن الخطاب: اللهم إنِّي أعوذ بك من عجز التّقي وجلد الفاجر.
فجور غربان النظام الدولي
في واقعنا المعاصر على المحيط العالمي للأمة العربية والإسلامية نجد فجور غربان النظام الدولي وعجز الأمة العربية والإسلامية على كافة الأصعدة وظهر قمة الفجور في زيادة أطماع غربان النظام الدولي عامة والأمريكي بصفة خاصة في جغرافيا الأمة العربية والإسلامية وهذا اللهث الأمريكي يظهر من خلاله الأثر الفعلي لحقيقة حديث النبي صلى الله عليه وسلم
عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت»
رواه أحمد وأبو داود.
الخلاصة:
لولا عجز الأمة العربية والإسلامية عامة من المواطن العربي البسيط في بيته إلى حكام البلاد العربية خاصة الغنية ما كان فجور دونالد ترامب عاليا أمام الجماهير العالمية.
إن دونالد ترامب يمثل راس الصهيونية العالمية المعاصرة ولولا رؤيته لعجز الحكومات خاصة الغنية التي تمتلك المليارات وبحور الغاز والنفط غير أنهم يعيشون هزيمة نفسية منعت عنهم الشعور بقيمة العروبة بالإسلام والسنة النبوية الشريفة وفهم الصحابة رضوان الله عليهم.
إن العرب بالإسلام والسنة ومنهج الصحابة رضوان الله عليهم يمتلكون كل شيء طبيعة النواة الصلبة للأمة التي هي مصدر عزهم ومجدهم الحقيقي المقاوم لأطماع شيطان البيت الأبيض الصهيوني.
ليس امام العرب والمسلمين في قضية المسلمين الأولى فلسطين المقدسة المحتلة الا تأييد الرؤية المصرية الواضحة وهي رفض التهجير للشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة واعتماد صفرية الحل مع غربان الصهيونية العالمية سواء في البيت الأبيض أو تل أبيب ( تل الربيع المحتل )
على عقلاء الامة العربية والإسلامية عامة والحركة الإسلامية خاصة التراص في صف واحد مع عموم الأمة العربية والإسلامية خاصة بعد سقوط شيطان إيران في سوريا ووجود حكومة عربية سنية رشيدة في دمشق الأموية العزيزة.
إنقاذ فلسطين والأحواز
على كافة أطياف الأمة العربية والإسلامية من العلماء والدعاة والقادة والمفكرين والمثقفين والإعلاميين وهيئات التعليم والأوقاف والأزهر والمجامع الفقهية في عموم الأمة العربية والإسلامية السنية بعيدا عن شياطين إيران الذين لولاهم لسلمت الأمة من براثن الاحتلال الخميني والنصيري بل الصهيوني الخبيث عليهم جمع الجهود ومعايشة التوافق المجتمعي بعيدا عن هوس النزاعات البينية الاستهلاكية المدمرة الناتجة عن متغيرات السياسة أو توابع الولاءات الحزبية الخاصة بكل كيان لأنها بطريق غير مباشر خادمة لبني صهيون عامة وترامب شيطان البيت الأبيض خاصة الذي يفكر بشكل فاجر في احتلال غزة وتغيير الواقع على الأرض الفلسطينية المباركة مستثمرا حالة الخلاف والنزاع والصراع المكنون في دول الأمة العربية والإسلامية .
إن إنقاذ العراق والأحواز من الاحتلال الإيراني لا يقل أهمية عن إنقاذ فلسطين لان الأحواز العربية هي بمثابة حائط الصد عن العراق وكلاهما بوابة العز للأمة العربية والإسلامية.
كيف لمسلم أن ينسى طنجة وجزر الامارات العربية المتحدة المحتلة من شياطين فارس وعموم بلاد العرب التي أسقطها الغرب فريسة بين كيانات متهالكة؟
لولا تجاهل الأمة العربية والإسلامية للأحواز المحتلة ما طمعت الصهيونية في فلسطين عامة وغزة الجريحة خاصة.