علاء أبو بكر يكتب: غزوة الرجيع.. على درب الصحابة يا أهل غزة
▪️التاريخ والموقع:
غزوة الرجيع وقعت في شهر صفر من السنة الرابعة للهجرة، أي بعد مرور أربعة أشهر على غزوة أحد. كانت هذه الحادثة معروفة باسم «بعث ماء الرجيع» ووقعت في منطقة قرب مكة.
▪️الطلب والخديعة:
جاءت قبيلتا عضل وقارة إلى المدينة وطلبتا من الرسول ﷺ إرسال بعثة من الصحابة لتعليمهم القرآن، وكان هدفهما الحقيقي استدراجهم، اختار الرسول ﷺ عشرة من الصحابة بقيادة عاصم بن ثابت رضي الله عنه، وانطلقوا في المهمة وفي الطريق، غدرت القبيلتان بالصحابة واستعانت بهذيل التي كانت تحمل ضغينة للمسلمين. هاجمتهم القبيلة، وطالبتهم بالاستسلام تحت وعد الأمان، لكن عاصم بن ثابت رفض، وقاتلوا حتى استشهد سبعة منهم.
▪️الأسر والمأساة:
بعد استشهاد السبعة، استسلم الثلاثة الباقون: خبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة، ورجل ثالث، لكنهم أدركوا أن الغدر مستمر عندما بدأوا في تقييدهم، حاول الرجل الثالث المقاومة، فقُتل على الفور، بينما اقتيد خبيب وزيد إلى مكة حيث بيعا كعبيد.
▪️الإعدام في مكة:
اشترى صفوان بن أمية زيد بن الدثنة ليقتله انتقاماً لمقتل أبيه أمية بن خلف في بدر. أما خبيب بن عدي، فصُلب خارج مكة. قبل إعدامه، طلب خبيب أن يصلي ركعتين وقال: “لولا أن تقولوا: إن ما بي جزع لزدت في الركعتين”. ثم دعا الله قائلاً: “اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً”.
▪️العبرة من الواقعة:
كانت هذه المأساة ضربة قاسية للمسلمين، بفقدان عشرة من خيار الصحابة في لحظة واحدة، وأظهرت حجم التحديات التي كانت تواجه الدعوة الإسلامية في بداياتها.