الأمة : أدلي انطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة من أمام معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة بملاحظاته للصحفيين ووسائل الاعلام حول القضية الفلسطينية وحرب الإبادة التي تتعرض لها غزة وقال :
دأبت سنويا منذ كنت أشغل منصب المفوض السامي للاجئين، على القيام بمهمة تضامنية خلال شهر رمضان المبارك لإلقاء الضوء على المجتمعات المسلمة التي تعيش في ظل محنة.
ولقد جئت في شهر رمضان هذا العام، إلى معبر رفح لإلقاء الضوء على محنة وألم الفلسطينيين في غزة والعقبات التي تحول دون التخفيف من مأزقهم.
التقيت هذا الصباح مع مدنيين فلسطينيين جرحى وعائلاتهم في المستشفى العام في العريش وقد تأثرت بشدة بقصصهم وتجاربهم وكل المحن التي تعرضوا لها، كما تأثرت بسخاء وتضامن مصر والشعب المصري.
العقاب الجماعي للفلسطينيين مرفوض
وأقول من جديد لا شيء يُبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني والآن أكثر من أي وقت مضى، حان الوقت لوقف إطلاق نار إنساني فوري حان الوقت لإسكات المدافع.
إن الفلسطينيين في غزة – الأطفال والنساء والرجال – يظلون عالقين في كابوس لا يتوقف لقد أُزيلت مجتمعات ودُمرت منازل عائلات وأجيال بأكملها تم محوهم والناس يُساقون إلى الجوع والموت جوعا.
إن رمضان هو وقت لنشر قيم الرحمة والوئام والسلام وإنه لأمر شنيع أنه بعد كل تلك المعاناة على مدى أشهر عديدة، يقضي الفلسطينيون في غزة شهر رمضان والقنابل الإسرائيلية لا تزال تنهمر والرصاص يتطاير والقصف لا يزال يضرب، وما انفكت المساعدات الإنسانية تواجه العقبات تلو العقبات .
وبينما أنا صائم معكم في شهر رمضان، فإنني أشعر بانزعاج عميق إزاء معرفة أن الكثير والكثير من الأشخاص في غزة لن يتمكنوا من تناول إفطار ملائم.
منع دخول شاحنات الإغاثة جريمة
هنا من هذا المعبر، نرى كل ما يدمي القلب ويبث الجزع صفوف طويلة من شاحنات الإغاثة الممنوعة من الدخول على جانب من البوابات وشبح طويل من المجاعة على جانبها الآخر ،الأمر أكثر من مأساوي. إنه اعتداء أخلاقي.
وأي هجوم إضافي سيجعل كل شيء أكثر سوءا و أكثر سوادا للمدنيين الفلسطينيين و أكثر سوءا للرهائن وأكثر سوءا للناس جميعا في المنطقة.
إن كل هذا يُبيّن أن الوقت قد حان بشدة لوقف إطلاق نار فوري، أقولها مرة أخرى حان الوقت لالتزام صارم من قبل إسرائيل بوصول كامل غير مُقيّد للبضائع الإنسانية في أنحاء غزة.
باسم روح التعاطف في شهر رمضان، حان الوقت للإفراج الفوري عن جميع الرهائن كما وأنني أحث كل عضو بالأمم المتحدة إلى دعم عملنا المُنقذ للحياة الذي تقوده الأونروا، العمود الفقري لجميع عمليات الإغاثة في غزة.
كما نتطلع إلى مواصلة العمل مع مصر لتسهيل تدفق المساعدات، ونقدر بشدة انخراط مصر الكامل في دعم أهل غزة وأود أن يعرف الفلسطينيون في غزة: أنكم لستم وحدكم.
المساعدات العاجلة لغزة ستوقف المجاعة
وتابع يقول :الناس في جميع أنحاء العالم يشعرون بالحزن إزاء ما نشهده جيعا من رعب في وقت حدوثه الأصلي.
إنني أحمل أصوات الغالبية العظمى من العالم والذين رأوا ما فيه الكفاية والذين طفح بهم الكيل والذين لا يزالون يعتقدون بأن الكرامة الإنسانية واللياقة يجب أن تحدد هويتنا كمجتمع عالمي.
ذلك هو أملنا الوحيد وقد حان الوقت بحق لإغراق غزة بالمساعدات المُنقذة للحياة والخيار واضح: إما تدفق “المساعدات” أو المجاعة وعلينا أن نختار جانب المساعدة – جانب الأمل – لأنه الجانب الصحيح من التاريخ.
واختتم كلمته قائلا : لن أستسلم ولا ينبغي لنا جميعا أن نستسلم في القيام بكل ما بوسعنا من أجل أن تسود إنسانيتنا المشتركة في غزة وفي جميع أنحاء العالم.
شكرا لكم.