فلسطينيات الشاعر حجر البنعلي في كتاب

يضمّ كتاب “فلسطينيات الشاعر الدكتور حجر البنعلي”، ما خطّه الشاعرُ القَطَري البنعلي من قصائد عن فلسطين، فهو وفقاً لمحرر الكتاب د.خالد الجبر “شاعر يمتحُ من شاعريّة أطَّرَتها نشأتُه وثقافتُه الأولى، وهو في الآن نفسِه طبيبٌ شقَّ في الطِّبّ نَهْجاً مؤثِّراً في بيئته المحلّيّة، وفي الخليجِ العربيّ كلِّه، وظلّ مُخلِصاً للشِّعر كما للطِّبّ، حتى لكأنَّ تخصُّصَه الدّقيقَ في القلبِ هُو الجامعُ بينهما”.
تصدّر الكتابَ الذي تولّى د.أحمد جبر التنسيق العلمي له وإعداده للنشر، حوارٌ عن البدايات والذّاكرة أجراه الجبر مع الشاعر، كاشفاً من خلاله جوانب من حياة البنعلي، المولود سنة 1943 في رأس الخيمة التي كانت تنعم ببساتين النخيل والجبال الشاهقة، فدرس الابتدائيّة فيها، والمتوسّطة في الكويت، والثانويّة في قطر، حيث تفتح ذهنه وتطوّرت أفكاره ثم أكمل دراسته الجامعية متخصصاً في الطب.
تضمن الكتاب مجموعة من الدراسات النقدية في شعر البنعلي، حيث تناولت الناقدة د.ناهدة أحمد الكسواني تجلّيات العروبة في شعره، بوصف العروبة الوعاءَ الحضاريّ الذي يستمدّ منه الشاعر جذوره ومقوّماته الأصيلة. وكشفت الباحثة استلهام الشاعر شخصيّات تاريخيّة إسلاميّة وبطولات من الحاضر جسّدها المدافعون عن أرضهم من الاحتلال.
من جانبها كتبت د.نجية فايز الحمود عن صورة فلسطين في شعر البنعلي، وذلك من خلال تحليل صور المقاومة ومقابلها صور ممارسات الاحتلال. وكشفت الباحثة في أثناء التحليل عن العناصر الأسلوبيّة التي استعان بها الشاعر في بناء صوره.
ودرس د.حسن طاهر أبو الرُّب المعجمَ الشعريّ لدى البنعلي، وعُني بالوقوف على الحقل الدلاليّ الكاشف للألفاظ الشائعة المُكرّرة في شعره ضمن التراكيب والسياقات التي وردت فيها ألفاظ المعجم. وبيَّنَ الباحث المقصود بالمعجم اللغويّ، وكشف عن البنية الدلالية في المعجم الشعريّ لدى البنعلي، وخصائص هذا المعجم.
أما الصورة الفنية في شعر البنعلي فكانت موضوع دراسة أعدّها د.زاهر محمّد حنني، مبيناً أشكال الصّورة الفنّيّة في شعره ووظيفتها وأنماطها التي تراوحت بين التقليديّة والانزياحيّة، وذلك عبر نماذج شعريّة دالّة تفحَّصَها الباحث وكشفَ فيها عن تفاوت الصور في مستوياتها، وعن عمقها في مؤدّاها وما تتطلّع إليه.
وقدم د.عمر شقيرات دراسة حول التناصّ الذاتيّ الداخليّ والخارجيّ في شعر البنعلي، متتبعاً التناصّ الذاتيّ؛ بنوعيه (الدَّاخليّ والخارجيّ)، وما تفرّع عنهما من أشكال التناصّ المتعدّدة، التي وظّفها الشاعر في قصائده. وأوضح الباحث مدى حضور تقنيّة التناصّ في شعر البنعلي؛ من حيث تنوّعه، وكثافته، وتناغمه مع غاية الشاعر الذاتيّة.
وتناول د.طلال الروداني تجلّيات البيئة والطبيعة في شعر البنعلي، وفيها عالج الطبيعة في قصائد الشاعر، انطلاقاً من أنّ البيئة التي يعيش فيها الشاعر هي محرّك الإبداع لديه، ثمّ عمد الباحث إلى دراسة الطبيعة في شعر البنعلي، محاولاً رصد تطوّرها، والكشف عن سرّ العلاقة بين الشعر والطبيعة ودلالاتها، وارتكز في تقصّي هذا الموضوع على نماذج من قصائد الشاعر، ودرسها في ثلاثة محاور: البيئة والطبيعة، والبيئة الاجتماعيّة، والبيئة الثقافيّة.
وعني د.معاذ البوريني في بحثه بالبنية الإيقاعيّة في الشعر الفلسطيني عند البنعلي، فوقف على عدد من العناصر الإيقاعيّة التي لاحظ حضورها في شعره، وتناولها في مستويين؛ يتمثّل أوّلهما في الإيقاع الخارجيّ والقوافي والرَّويّ، ويشتمل ثانيهما على التصريع والتدوير والتكرار. وحلّل الباحث كِلا المستويين، مُركِّزاً على بيان نِسَب حضور العناصر الإيقاعيّة في شعر البنعلي ومدى فاعليّتها الإيقاعيّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights