فوزي تاج الدين: اللغة لعبت دورا مهما في تحقيق نصر أكتوبر

 الأمة : بمناسبة  مرور ٥١ عاما ميلادية، ٥٣ عاما هجريا على حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣ ، ١٠ رمضان ١٣٩٣، استضافت مكتبة مصر العامة فرع الزاوية الحمراء بالقاهرة، الكاتب الصحفي فوزي تاج الدين،  عضو مجلس  إدارة  جمعية لسان العرب ومستشارها الإعلامي،  لإلقاء  محاضرة بعنوان” اللغة وحرب اكتوبر”٠
وتمت الندوة تحت رعاية د، سعد أبو  زيد مدير المكتبة، حضرها عدد كبير  من طلاب ومعلمي مدارس إدارة  الزاوية٠
أشار تاج الدين في بداية محاضرته إلى  أن  اللغة هي أصوات ورموز صوتيه،  يعبر  بها قوم عن اغراضهم،ووسيلة للتفاهم والتواصل ونقل التراث٠
وكذلك  الحال بالنسبة للغة العربية،  لكن أهم  ما يميزها أنها  لغة القرآن  الكريم آخر  رساله إلهية  للبشر،وهي إحدى  اللغات الست العالمية  بهيئة الأمم  المتحدة،
ولن ينطبق عليها  قانون موت اللغات؛ لأن الله  عز وجل تكفل بديمومتها تصديقا لقوله:” إنا  نحن نزلنا الذكر وإنا  له لحافظون”- الآية  ٩ من سورة الحجر-٠، كما انها لغة ما يقرب من نصف مليار،
كما أنها  تمثل المرجعية الدينية لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم،، إلى  جانب أنها  تتلاقح مع باقي اللغات٠
وتساءل: هل هناك ثمة علاقة بين اللغة والحروب؟٠أوضح وجود علاقة قوية من خلال ما يعرف باستخدام  اللغة  كمصطلحات تعد شفرة لا يفهمها العدو٠
ولما كانت اللغة العربية  معروفة تماما لإسرائيل،  فقد اهتم الرئيس  محمد  أنور  السادات بضرورة البحث عن لغة أخري.
  وشاء القدر ،أن  يشارك جندي نوبي متطوع بسلاح الحدود هو الصول أحمد  إدريس،  الذي طرح فكرة استخدام اللغة النوبية خاصة وانها غير مكتوبة، لا تعرفها إسرائيل ٠رحب السادات بالفكرة ، وتمت الإجراءات  اللازمة، وتحقق النصر بإذن  الله تعالي، وبالأخذ  بالأسباب.
ويستطرد تاج الدين، مؤكدا، أهمية  التمسك باللغة القومية سواء في حالة السلم أو  الحرب،  وهو ما نلمسه  في موقف اللواء ” عساف ياجوري” الإسرائيلي  الذي وقع أسيرا  لدى  الجيش  المصري،  ويصر على أن  يتحدث بلغته القومية- العبرية- عند استجوابه، رغم اجادته للغة العربية،  لكنه تمسك بلغته.
وأنهي الكاتب الصحفي  فوزي تاج الدين  حديثه، بضرورة اليقظة عند استعمال  لغتنا، وضرب لذلك مثالا هو، ما حدث في نوفمبر ١٩٦٧م، حينما صدر قرار مجلس الأمن  العالمي بانسحاب  إسرائيل، التي كانت قد احتلت اجزاء من كل من مصر  وسوريا والأردن.
  وصفق العرب ورحبوا  بالقرار، رغم أنه  لم يكن في صالحهم! ٠ فقد نص القرار على الإنسحاب  من أراض ، دون  تحديد ما هي.
وهكذا نري أن  عدم وجود أداة  التعريف ” ال” وما يعادلها بالانجليزية the، كان وراء مماطلة إسرائيل  في الإنسحاب ٠لذا فالحرف الواحد قد يغير مصير أمة  باكملها٠

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights