“قد مشاها السنوارُ”.. شعر: محمد التميمي
لــــك فـيـهـا رســالـةُ الـفـرسـانِ
والـمـيـامـين إخــــوةِ الإيــمــانِ
فـهم الـيوم فـي الـميادين أُسـدٌ
مـا تـوانوا فــي غـزوة الـطوفانِ
وهُـمُ البشرى من لّدُن مصطفانا
لانـبعاثِ الـجموع فـي الـميدانِ
وهـم الأكـرمون طـائفةُ الفتحِ
بــعـصـرِ الـرعـديـدِ والــخـوَّانِ
وبـقـايـا الأحــفـادِ لابــنِ رغــال
وســلــولٍ وعــابــدي الــنـيـرانِ
فـتـقـلَّبْ يـحـيـى بـجـنَّـة خـلـدٍ
مــعْ كــرام الأخـيـارِ والإخــوانِ
حــزتَ يـافارسَ الـمعامعِ فـخرا
وثــوابــا مـــن ربِّـــك الـرحـمـنِ
قـــد شـهـدنـاك لا تـهـاب الـمـنايا
وعــرفـنـاك رغـــم كـــلِّ جــبـانِ
واتَّــخــذنـاكَ لـلـبـطـولةِ رمــــزا
لـيس يُـطوى شـعارُ قـلبٍ حـانِ
وسـتـبقى نـديـمَ ركـبٍ تـسامى
بـجـهـادٍ وحـــبِّ نـــورِ الـمـثاني
واتِّــبـاعٍ لـلـمـصطفى واعــتـزازٍ
بـجـنـودِ الـربـاطِ فــي الأعـنـانِ
ولـك الـفضلُ يـاجميل الـسجايا
وطــيـوبُ الـتـقدير والـشـكرانِ
غــزةُّ الـيوم رغـم هـول الـرزايا
وخــيــانـاتِ قـــــادة الــعــربـانِ
والـمخانيث مـن بـني كل فسقٍ
وجــنـايـاتِ عــابــدي الأوثـــانِ
وجـهُـها الـباسمُ الـوضيءُ غـنيٌّ
بـالـيـقينِ الـمـشـدود بـالإيـمـانِ
لا تــبـالـي فــربُّـهـا مــــا قــلاهــا
ولــهــذا الأقــــدارِ أمـــرٌ ثـــانٍ !
واهـتـمـاماتك الأثــيـرةُ جــاءت
بــيــدَيْ كـــلِّ فـــارسٍ مــعـوانِ
فـتـراهـم مــا نــأوا عــن عـهـودٍ
هــــي إرثٌ لـسـعـيـك الـربـانـي
بـك تُـلفَى وجـوهُهُم في ابتهاجٍ
تـــتــراءى كـمـبـسـم الــريـحـانِ
قد حبا اللهُ سعيَك العذْبَ طيبا
فـالـمـغـانـي نـــديَّــةٌ الأفـــنــانٍ
وحـمـاةُ الأقـصـى أتــوهُ بـبـأسٍ
لا تُــجـاريـه صــولــةُ الــعــدوانِ
فـالـيهودُ الأوغــادُ قـومٌ تـمادوا
إنــمـا أمــرُهـم إلـــى الـخـسرانِ
كـتـبَ اللهُ فــي الـحـياةِ عـليهم
ذلَّــــةً فـــي الــتـوراةِ والــقـرآنِ
لــن يـفـوزوا بـأمـنهم فـاحـتقارٌ
لـيس يُـطوَى على مدى الأزمانِ
لــم يــزل أبـنـاءُ الـقـرودِ قـرودا
فـي ثـيابِ الـجحودِ والـعصيانِ
لأبــــي إبــراهـيـم مــنــزلُ فَـــذٍّ
في رحاب الفردوس والرضوانِ
بــاعـهـا لــلــه الـكـريـم فـألـفـى
ثـــوبَ تـكـريـمٍ عــاطـرَ الأردانِ
حـيـثُ ألـفـى ولـلـكريم عـطـايا
مـن مـزايا الـخلودِ فـي الريعانِ
وهــبــوب لـلـبـشـريات تــهـادى
لــقــلــوبٍ تــهــيـمُ بـالـتَّـحـنـانِ
سـيـعيد الأبـطـالُ تـاريـخَ زهــوٍ
مــا تـنـاسـوا رســـالــةَ الـــرُّبــانِ
نـحـن مَــن عـلَّـمَ الأنـامَ الـمزايا
مــفـعـمـاتٍ بـــالــوُدِّ لــلإنــسـانِ
وغــمــرنــا أحــنــاءَهـم بـــإبــاءٍ
ونـزعـنا مــن الـنفوس الـتَّواني
وأنــرنـا وجـــهَ الــزمـانِ بِـهَـدْيٍ
فـزهـا الــوُدُّ بـالـعِذابِ الأمـانـي
ونـشـرنـا أخـلاقـنا فــي ربـاهـم
حـيـثُ ألـفـتْ حـفـاوةَ الـسـكانِ
وزرعــنــا صـحـراءَهـم بـيـديـنا
فـنما الـخيرُ فـي رحيبِ الجِنانِ
تـنبتُ الأرضُ مـن شميم خطانا
قـبـل سـقـي امـتدادها الـظمآنِ
إنَّ ربِّــي هــو الـعليمُ اصـطفاها
وحــبــاهــا بــنـعـمـة الإيـــمــانِ
يـوم كـان الأنـامُ فـي تـيه جهلٍ
وعـــمــاءٍ وشــقــوةٍ وامــتـهـانِ
فـمـنـحـنـاهُمٌ الإخـــــاءَ وفــــاءً
فـــالإخــا والـــوفــاءُ يـلـتـقـيانِ
والـرخـاءُ الـمشهودُ مُـدَّتْ يـداه
بــنــفــيـسِ الآلاءِ والـــعــمــرانِ
وكــنـوزٍ مـــن الـمـعارف كـانـت
لأُولـي الـرشدِ مـن ذواتِ الشأنِ
وجــهــادٍ هــــو الـسـبـيـلُ لــعــزٍّ
قــد فـقدناهٌ فـي دروبِ الـهوانِ
لــم يــزل صـاحـبُ الـجهادِ أبـيًّا
وعـزيـزا فــي عـالـمِ الـطـغيانِ !
ذا طـريق الأبـرار فـي كـل قـرنٍ
ومـحـبُّـوه فــي حـمـى الـدَّيَّـانِ
ســيــفـوزون بــالـجـهـادِ أبــــاةً
لـــم يـلـيـنوا لـلـبغيِ والـعـدوانِ
فـاستعينوا بالله في كلِّ خطبٍ
قـد عـراكم من محفل الشيطانِ
واسـتعيذوا باللهِ مـن ذي فسادٍ
وزنـــيـــمٍ وحـــاقـــدٍ وأنـــانــي
وشــقـيٍّ بـــاع الــمـروءةَ خـبـثا
وابـتـهـاجا بـالـزيف والأضـغـانِ
لـم يـزل يـغسلُ الـضياءُ دجاكم
فـي زمـانِ استئسادِ أهلِ القيانِ
فـالـجهادُ الـجـهادُ بــابُ عـلاكم
وخصيمُ الخطوبِ في الحدثانِ
ويــغــذِّي بــالـعـزم كــــلَّ أبـــيٍّ
مـشـرئـبٍّ لـلـفـتحِ غــيـرَ جـبـانِ
فـتية الـمجد حولكم ألفُ سوقٍ
مــلأتْــهـا بــضــائـعُ الـشـيـطـانِ
فـاحذروا زيـفَها الـموشَّى بريبٍ
وســـرابِ الأشــكـالِ والألـــوانِ
أَوَ تَــرْضَـوْنَ أن يـراكـم سِـواكـم
فــي مـتـاهاتِ عـالـم الـنسيانِ !
أَوَ تَــنْـأَوْنَ عــن مـغـاني عـلاكـم
وتـنـامون عـن جـليل الـمثاني!
فـعـلـيكم بـرفـعـةٍ فـــي جــهـادٍ
أبـــرزتْــهُ الآيـــــاتُ لــلـفـرسـانِ
وبـغـير الـجـهاد خـابـتْ رؤاكــم
وأمــاتَ الـونـى كـريـمَ الـتَّفاني