كتاب (سيكولوجية الجماهير) هو واحد من أشهر أعمال الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي (غوستاف لوبون).
نُشر لأول مرة عام 1895م، وهو يعد مرجعًا أساسيًا في فهم نفسية الجماهير وسلوكهم الجماعي.
يتناول الكتاب كيفية تصرف الأفراد عندما يصبحون جزءًا من حشد أو جمهور، وكيف يؤثر هذا الانتماء على مشاعرهم، أفكارهم، وسلوكهم.
الأفكار الرئيسية في الكتاب
- طبيعة الجماهير:
يرى لوبون أن الأفراد عندما يصبحون جزءًا من جمهور، يذوب وعيهم الفردي في “عقل جماعي” تتحكم فيه المشاعر أكثر من العقلانية.
تميل الجماهير إلى التصرف بطريقة عاطفية وغير منطقية، مما يجعلها سهلة التأثر والإيحاء.
- خصائص سلوك الجماهير:
الذوبان الفردي: يفقد الأفراد شخصيتهم الفردية في الجمهور، ويتصرفون ككيان واحد.
سهولة الانقياد: الجماهير تتأثر بسهولة بالخطب الرنانة والشعارات العاطفية.
غياب المسؤولية: يشعر الفرد في الجمهور بأنه أقل مسؤولية عن أفعاله، لأنه جزء من مجموعة كبيرة.
القابلية للعدوى النفسية: تنتقل المشاعر مثل الحماس، الغضب، أو الخوف بسرعة بين أفراد الجمهور، مما يجعلهم يتصرفون بتنسيق غير واعٍ.
- العقل الجماعي:
العقل الجماعي للجماهير ليس عقلانيًا؛ بل تحكمه العاطفة والغرائز.
لا تفتش الجماهير عن الحقيقة أو المنطق، بل تسعى إلى الشعور بالانتماء والقوة.
- دور القادة في توجيه الجماهير:
يؤكد لوبون على أهمية القائد في تشكيل وتوجيه سلوك الجماهير.
يستخدم القائد وسائل مثل الشعارات، الرموز، والخطب المؤثرة لتحفيز الجماهير.
القائد الذي يسيطر على الجماهير يفعل ذلك عبر التأثير على عواطفهم، وليس عبر المنطق أو العقل.
- الجماهير والثورة:
تناول لوبون دور الجماهير في التغيرات الاجتماعية والسياسية، مثل الثورات.
يرى أن الجماهير قادرة على إسقاط الأنظمة، لكنها غالبًا ما تفتقر إلى رؤية واضحة لما تريده بعد ذلك.
- الإيحاء والتأثير على الجماهير:
الإيحاء هو المفتاح لفهم الجماهير.
يصبح الأفراد في الجماهير أكثر استعدادًا لتقبل الأفكار التي تُقدم لهم بحزم وثقة، بغض النظر عن منطقيتها.
الأمثلة التاريخية في الكتاب:
يستشهد لوبون بثورات تاريخية مثل الثورة الفرنسية لتوضيح كيف يمكن للجماهير أن تتحول إلى قوة عمياء وغير منضبطة.
يعرض كيف أن الجماهير تُقاد بسهولة في أوقات الأزمات بسبب تأثير القادة الكاريزماتيين.
أهمية الكتاب
1- يُعد الكتاب أساسًا لفهم علم النفس الاجتماعي، وتأثير الجماهير على السياسة، الدين، والإعلام.
2- تأثيره يظهر في مجالات مثل الدعاية السياسية، التسويق، والإعلانات.
النقد الموجه للكتاب
1- انتُقد لوبون لكونه متشائمًا تجاه الجماهير، حيث وصفها بأنها غير عقلانية ومندفعة دائمًا.
2- يُعتبر الكتاب مناسبًا لفهم سلوك الجماهير في سياقات معينة، لكنه قد لا يكون دقيقًا في المجتمعات الحديثة الأكثر وعيًا وتعليمًا.
أبرز الاقتباسات
(الجماهير لا تفكر، بل تشعر)
(القائد العظيم ليس من يفكر نيابة عن الجماهير، بل من يفكر للجماهير ما يريدون أن يشعروا به)