الأمة الثقافية

قراءة في كتاب “الفرعون الأخير محمد علي”

قال جيلبرت سينويه فى كتابه الفرعون الأخير محمد على، أخذ برواية فيتشر التي حكي فيها عن أمين باي الألفى وقصة نجاته، يؤكد فيتشر أن الألفي غادر قاعة الاستقبال فى القلعة بعد أن انقلب فنجان قهوة على ملابسه، ولما رأى أمين الألفى انقلاب فنجان القهوة على ملابسه، أعتبر ذلك فألا سيئا، وقرر الرحيل من القلعة لينجو بحياته، ويؤكد سينويه أن جريدة المرشد المصري حكت رواية أخري ترتبط بهروبه، وذلك من خلال قفزة الحصان التى تعرف فى الأدبيات التاريخية بقفزة المملوك.

ويقول الدكتور ناصر الكلاوي الباحث فى الآثار في تصريحات لــ”بوابة الأهرام ” إن محمد على باشا الذي تولى حكم مصر 1805 م واجه العديد من المشاكل الداخلية والخارجية التي تعوق تنفيذ مشروعه الطموح لبناء مصر الحديثه ،ومن أهم المعوقات المماليك، لذا قام محمد علي بوضع خطة محكمة للتخلص من المماليك، وتضمنت الخطة دعوة كبار الشخصيات لحضور حفلة خروج الجيش المصري من قلعة صلاح الدين الأيوبي إلى شبه الجزيرة العربية، مرورا بشوارع القاهرة وسط الشعب المصري.

تضمنت الدعوة كبار الأمراء المماليك، وكان على علم بالخطة وموعد تنفيذها كل من :صالح قوش قائد قوات الألبان، وحسن باشا الأرناءوط، والكتخدابك محمد لاظ أوغلي، وإبراهيم أغا حارس البابحكاية.

يضيف الكلاوي أنه تم إعداد الحفل بعنايه فائقة، وتم تصميم مقاعد خصيصاً لهذه الحفلة ذات تجويف سري ( سحَّارة) ، فإذا ما بدأ الحفل لم يساور المماليك الشك في أن يضعوا أسلحتهم في هذه التجاويف وينصرفوا لأكل ما لذ وطاب.، وحين انحصر الأمراء المماليك فى باب العزب، والباب الأعلى في الممر الضيق بعد انتهاء الاستعراضات ، تم إغلاق باب العزب وكان ذلك إشاره لبدء إطلاق النار من أعلى السور لقتل جميع المماليك .

ويقدر عدد من قتل من المماليك في تلك المذبحة بـ 475 مملوكا ، ويوضح ناصر الكلاوي أنه قتل في الأيام التالية ألف مملوك في مدينه القاهرة وباقي الأقاليم بالصعيد، بعد أن أمر محمد علي بقتل جميع المماليك في بيوتهم والاستيلاء على جميع ممتلكاتهم، وتزويج نسائهم بآخرين.

في رواية أخرى لما حدث للناجي الوحيد،  فإن أمين باى الألفي كان يتواجد فى آخر الموكب عند سماعه إشارة المذبحة، فاندفع على ظهر حصانه إلى داخل القلعة وأخذ يدور فى مكانه تائها باحثا عن مخرج، ولما لم يجد أمامه إلا الأسوار العالية والتى ترتفع لحوالى 60 قدما وخز حصانه وقفز فى الهوة مضحيا بحصانه، ولكن بقى سليما، ليتجه إلى قرية البساتين ومنها يشد رحاله نحو سوريا.

جيلبرت سينويه قال إن أمين باى الألفى لم يكن المملوك الأخير الذي نجا، فقد نجا سليمان أغا بأعجوبة بسبب ذكائه وحيلته فقد تظاهر بأنه مات فاقتيد نحو جثث رفاقه حتى إذا ما أخرجوه من القلعة فر هاربا، وقد استطاع فيما بعد أخذ العفو من محمد على باشا ليصير كاتبه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى