قالوا وقلنا

د. ياسر عبد التواب يكتب: قوات إنجلترا تتخلى عن عملائها!

ورد في موقع هيئة الإذاعة البريطانية بتاريخ 20-2-24 الخبر التالي تحت عنوان

وثائق مسربة تظهر أن بريطانيا رفضت طلبات مقدمة من مقاتلين أفغان قاتلوا إلى جانبها للعيش في المملكة المتحدة.

ويقول الخبر:

(منعت القوات الخاصة البريطانية مقاتلين أفغان قاتلوا إلى جانبها من الانتقال للعيش في بريطانيا، بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة، حسبما يكشف برنامج بي بي سي بانوراما.

وتظهر وثائق مسربة أن القوات الخاصة رفضت الطلبات على الرغم من أن بعضها يحتوي على أدلة دامغة على الخدمة إلى جانب الجيش البريطاني.

ورافقت قوات الكوماندوز الأفغانية القوات الخاصة البريطانية في بعض من أخطر المهام القتالية في أفغانستان.

وعلقت وزارة الدفاع بأنها تجري مراجعة مستقلة).

ونقول:

عبر التاريخ يتخلى المحتلون عن عملائهم ويتركونهم بعدما تنتهي مهامهم ودون ذرة تعاطف أو إمهال أو حتى يوفون لهم بحفظ ما اتفقوا عليه معهم من إغراءات وأموال ووعود وكذا يحتقرونهم باعتبارهم تخلوا عن مبادئهم ولا يأمنونهم حتى يندمجوا معهم لأنهم يتخوفون من امتداد خيانتهم.

فهل يدرك العملاء خسارتهم المزدوجة؟

خسروا أنفسهم أولا فباعوا مبادئهم وقيمهم وكان المادية رائدتهم حتى تخلوا عن أوطانهم وعن أهليهم ؛ومن كان هذا ديدنه كان عقابه من جنس عمله فيبتلوا باندثار تلك المكاسب المادية  وكذلك يتخلى عنهم من استعملوهم ويلقون بهم في سلال المهملات

بل وثالثة يخسرون في المعتاد نفس أهليهم وأبناء جلدتهم وخاصة حين تتأزم الأمور بسبب ما نالهم منهم من الأذى ولعل جرائمهم تفتح باب العقاب بالخيانة العظمى فيقتلون وتتبعهم سمعة الخزي والعار وتلحق بذريتهم إلى زمن بعيد

وليس هذا بالأمر القاسي تجاههم فهم يتسببون في مجازر ومآسي وتتأخر بذلك الدول وتضيع حقوق ملايين البشر ويتيتم أطفال وترمل نساء ويضيع شيوخ وشباب بأمثال تلك الجرائم التي عمي أصحابهم عن نتائج أفعالهم في خضم نشوتهم بالتقدير الزائف أو المكسب التافه والذي قد يحرمهم الله منه إمعانا في الإذلال.

هذا الذي يتحدثون عنه حاليا في أفغانستان وجد مثله في غزو أمريكا للعراق ولأفغانستان وقبل ذلك ما فعله كل احتلال  مع عملائه في البلاد التي احتلوها واستخدموا أهلها للتمكن منها فيصرف الله عنهم ما تشوفوا إليه رغم أنه لا يساوي شيئا عند من استعملوهم لا في ذات الأمر كجنسية البلد والاستقرار ولا كذلك إلى جانب ما جناه الاحتلال باستخدامهم ولكنها خسة نفوس المحتلين واحتقارهم للخونة ومن قبل ذلك بصرف الله لهم عن ذلك عقابا للمجرم ولمن ساعده.

ومما يذكر عندما دخل (نابليون )النمسا رفض مصافحة الضابط النمساوي الذي ساعده على احتلالها.

 وقال: خذ أجرك لكني لا أصافح من خان بلاده.

عبر تاريخنا تنوع وجود أولئك الخونة والمجرمين وكلهم يجمعهم التعاون مع الأعداء ضد أقوامهم وضد دينهم فما يلبثون أن ينقلب الأمر عليهم ويأتيهم الخذلان والهوان ولا يحصلون لا أمر الدنيا ولا أمر الآخرة ومن هؤلاء:

أبو رغال: الذي دل أبرهة الحبشي على طريق الكعبة حين أراد غزوها فعاقبه الله بحادثة الفيل المشهورة وظلت العرب ترجم قبره لزمن بعيد.

مدرسة النفاق التي نشأت في المدينة وحاولت أن تتخذ مركزا مسجد الضرار حتى كشفهم الله وستر عليهم رسوله رحمة ورأفة حتى عاد عامتهم.

وقد قال رأس مدرسة النفاق عبد الله بن أبي بن سلول (لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) يقصد نفسه الأعز فأخزاه الله تعالى بأن جعل ابنه يمنعه من دخول المدينة إلا بعد إذن رسول الله وما لبث أن عاش منبوذا يهينه قومه كلما أراد التشغيب

ومع ذلك كان لبعضهم تعاملات وخيانات وخاصة مع اليهود من أهل الكتاب والذي بالأساس كانوا يخونون مع مشركي الجزيرة للتخلص من الدولة النبوية وهو ما صرف الله كيدهم في غزوة الأحزاب وغيرها.

فتنة ابن سبأ اليهودي الذي ألب على عثمان بن عفان وادعى الألوهية لعلي حتى استتابه ثم قتله وقيل نفاه.

وابن العلقمي هو وزير الخليفة العباسي المستعصم بالله، حيث كان ابن العلقمي يراسل القائد المغولي هولاكو بالسر، يطلب منه ان يحتل بغداد، وان يكون له دور في حكم العراق إذا سقطت بغداد، ولكي تكون المهمة سهلة على هولاكو، قام ابن العلقمي بتسريح تسعين ألفاً من الجنود، وأبقى على عشرة آلاف جندي لحماية بغداد، وذلك بحجة تقليص النفقات.

وهنا قام هولاكو بقتل الجميع، وذلك أمام عيون الخليفة، ثم قام هلاكو بعد ذلك بقتل الخليفة نفسه، وابن العلقمي ينظر وفي لحظتها سقطت الدولة العباسية، وكان ذلك في عام 1258م، فقام هولاكو بقتل قرابة المليون فرد، ودمر بغداد تدميراً شاملاً بشرياً وثقافياً، أما ابن العلقمي فلم يحصل على اي شيء من هولاكو، ومات بعد فترة قصيرة مقهوراً مع ما ينتظره لاحقا من حساب الله تعالى وما أشقه على مثل هذه الجرائم.

(وحدثنا التاريخ الحديث عن أسماء سوداء وعملاء مرجفين وطوابير مختلفة الأجناس والتوجهات للإطاحة بدول عربية تنتمي إلى الإسلام ولو بالظاهر أمثال حسني الزعيم, وأديب الشيشكلي, وسامي الحناوي, وأسعد طلس -عميل بريطانيا الوفي- ونوري السعيد وأحمد خان قائد اتجاه التغريب في الهند ومؤسس المدرسة الفكرية التغريبية والذي دعا إلى تقليد الحضارة الغربية وإلى تفسير الإسلام تفسيراً مطابقاً لما وصلت إليه المدنية الحديثة في آخر القرن التاسع عشر. وغير هؤلاء الكثير الكثير ممن تعرفهم بلحن القول..!!)

انظر مقالة فهد بن محمد الحميزي (المتمسلمون موقع صيد الفوائد)

والأمر في الغرب ليس بعيدا عن هذه الأحداث بل الانحراف فيهم أشد باعتبارهم طلاب دنيا بالأساس ومن ذلك ما يذكره التاريخ المعاصر من خيانات الجواسيس وما حل بأكثرهم من خزي وانكشاف وعقاب وكأمثلة:

كارل شولميستر: بدأ شولميستر عمله كجاسوس للإمبراطورية النمساوية، لكنه تحول في وقت لاحق إلى جاسوس لفرنسا. أدت المعلومات التي جمعها كعميل مزدوج إلى القبض على دوق إنغين وانتصار نابليون في معركة أوسترليتز. وقام بالتجسس في إنجلترا وأيرلندا لصالح نابليون لكن انتهى به الحال كبائع سجائر عندما انتهى حكم القائد الفرنسي.

كريستيان سنوك هورجونيه: كان سنوك من أوائل العلماء الغربيين الذين درسوا الإسلام وسافر إلى الحج في مكة، مما مكنه من جمع معلومات استخبارية تحت اسم «الحاج عبد الغفار».

استخدم معرفته بالثقافة الإسلامية لقمع مقاومة المسلمين في إقليم أتشيه في جزر الهند الشرقية الهولندية، وتمكن الهولنديون من ابتكار استراتيجيات لسحق المقاومة وفرض الحكم الاستعماري الهولندي في أتشيه مما أدى إلى مقتل ما يقرب من مائة ألف شخص

أثناء الحرب الباردة، اتهم زوجان من نيويورك هما جوليوسوإثيلروزنبرغ بإرسال بيانات سرية إلى النظام السوفياتي حول تصنيع الأسلحة الذرية، وقبض عليهما عام 1950 وسجنا ثم حُكم عليهما بالإعدام رغم إنكارهما، وأُعدما عام 1953، ليكونا الغربيين الوحيدين اللذين أُعدما بتهمة التجسس في الغرب بعد الحرب العالمية الثانية.

ساعدت الجاسوسة الأميركية آنا مونتيس في نقل معلومات سرية إلى الحكومة الكوبية من عام 1984 إلى عام 2001، عندما كانت موظفة في وكالة المخابرات الدفاعية الأميركية، وقد جندتها المخابرات الكوبية منذ أن كانت طالبة في الثمانينيات.

ومن بين الوثائق التي قدمتها للحكومة الكوبية هويات 4 جواسيس أميركيين في كوبا ومواقع معسكر للجيش الأميركي في سلفادور، إلا أن شقيقيها، وهما من عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي، ساعدا في كشف حقيقتها، ليحكم عليها بالسجن 25 عاما في عام 2002.

تشي ماك هو مهندس يعمل في صناعة الدفاع الأميركية في كاليفورنيا، وهو مواطن صيني الأصل تجنس بأميركا، وقد أدمج، في سياق مهمة مخطط لها في وقت مبكر من السبعينيات، في شركة أميركية، حتى وصل إلى الخطط الحساسة للسفن والغواصات والأسلحة البحرية، ومن ثم نقلها إلى الحكومة الصينية، قبل أن ترصده المخابرات الأميركية عام 2008، ويحكم عليه بالسجن 24 عاما ونصف العام.

جورج بليك كان الأكثر قساوة وضرراً بينهم. وقيل إنه في مرة واحدة كشف 400 عميل مزدوج.

بول كول، نائب قائد القوات البريطانية خلال نهاية الحرب العالمية الثانية، وساعد في بناء المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي، ولكن في النهاية قام ببيعها إلى الشرطة السرية لألمانيا النازية، وتسبب ذلك في أضرار كبيرة لقوات الحلفاء بعد تسريب التكتيكات لدول المحور، وعندما انتهت الحرب، طاردته الحكومتين الفرنسية والبريطانية للقبض عليه، إلى أن تم إطلاق النار عليه في مطاردة بواسطة شرطي فرنسي 1946

جوليوسوايثيلروزنبرج «شركاء في الجريمة»

– كانا زوجين أدينا بارتكاب عمليات تجسس في ذروة الحرب الباردة، وباعوا معلومات حول القنبلة الذرية إلى الاتحاد السوفيتي، وألقي القبض عليهم من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالية، واعترفا بعمليات التجسس، وحكم عليهما بالإعدام في عام 1953.

القائمة طويلة لكن ربك للخونة بالمرصاد ولو علم هؤلاء عاقبة خيانتهم ما جرؤوا على ذلك والنفاق عاقبته وخيمه وهم أهل الدرك الأسفل من النار ولكن من يخذل الله ينخذل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى