“قوانين الحياة في القرآن” لسامر خير أحمد.. تحليل موضوعي لسورة البقرة

يقدم الباحث الأردني سامر خير أحمد في كتابه “قوانين الحياة في القرآن”، مجموعة من الرؤى التي تحاول تقديم فهم خاص بها للنص القرآني، مستمد من سياقاته الداخلية وترتيب آياته.
وجاء الكتاب الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” في عمّان في 264 صفحة، توزعت عليها موضوعاته التي يمكن إجمالها في ماهية الخطاب الموجه عبر الآيات ومقاصده، والقوانين الداخلية المستمدة من ترتيب الآيات وطرائق انتظام النص القرآني.
ويرى المؤلف في مقدمته للكتاب أن عمله هذا ليس تفسيرًا للآيات، وإنما هو بحسب وصفه تحليل لموضوعاته و”دراسة للسرد القرآني بغية استخلاص منهجه، والتحقق من منطقية تتابع الآيات فيه، متخذًا من دراسة سورة البقرة نموذجًا ومثالًا باعتبارها أطول سور القرآن وثانيها بعد الفاتحة”.
وهو من ثم: “لا يقصد تفسير آيات القرآن أو مراجعة موضوعاته علميًّا أو تاريخيًّا أو منطقيًّا، بل تحليل تركيبه السردي للقول إن كان منظمًا أو غير منظم”.
ولعل هذا الكتاب استمرار لما يُعرف بمحاولة التفسير الموضوعي للقرآن، وهو خط تفسيري دأب عليه عدد من العلماء المحدثين، لعل من أهمهم الشيخ محمد الغزالي الذي أصدر كتابًا تناول فيه موضوعات القرآن الكريم، وكيفية ضم الآيات بعضها إلى بعض، مع تحليل تداعيها البياني والمنطقي.
وحرص المؤلف على المزاوجة البصرية بين تحليلاته الخاصة وآيات السورة، فقابلت كل صفحة من النص الصفحة التي تتعلق بها من سورة البقرة، ثم قدم خلاصات نصية تتعلق بآيات الغيب والأحكام، قبل أن يشرع في الجزء الثاني من الكتاب الذي اختص بتقديم القوانين المشتقة من السورة، وهي عملية انطلق فيها مما سمّاه عبارات جازمة تستخلص منها تلك القوانين.
وهذه القوانين -بحسب المؤلف- موجهة للمؤمنين المتقين، أما غاية القرآن من كشف تلك القوانين للذين يخاطبهم فأن “تساعدهم على إدراك واستيعاب كيفية جريان الأمور ووقوعها، ما يوفر لهم فهمًا وسكينة تعينهم على التمسك بالتقوى، فلا يهزهم ظلم امرئ ولا يفتنهم ماله أو جاهه للظن بأنه على حق وأنهم على غير صواب، ولهذه الغاية فإن القانون القرآني يرد ضمن ما يناسبه من سياق”.
يذكر أن سامر خير أحمد أصدر مجموعة من المؤلفات في القضايا الفكرية والإسلامية، وحاز عدداً من الجوائز الدولية أبرزها جائزة الصين للكتاب المتميز وجائزة جامعة فيلادلفيا لأحسن كتاب.