كاتب بالواشنطن بوست يوجه انتقادات حادة لمصر وهذه علاقة غزة بالهجوم

بجرأة شديدة، يستخدم الرئيس عبد الفتاح السيسي المساعدات الأمريكية لإحباط السياسات الأمريكية نفسها.
وبحسب مقال للصحفي لإيجوين كونتروفيتش في صحيفة الواشنطن بوست فمصر هي ثاني أكبر متلقٍ منتظم للمساعدات العسكرية الأمريكية بعد إسرائيل، حيث تشكل المساعدات البالغة 1.5 مليار دولار ما يقارب ربع ميزانية مصر العسكرية.
تأتي هذه المساعدات في إطار اتفاقيات كامب ديفيد لعام 1979،وفقا للمقال الذي ترجمته جريدة الأمة الإليكترونية ” مما يعني أن دافعي الضرائب الأمريكيين يساهمون فعليًا في فرض “ستار حديدي” على قطاع غزة، والإبقاء على حالة الحرب والقمع على حالها.
وتعتمد خطة الرئيس السابق دونالد ترامب لإعادة إعمار غزة على السماح لسكان القطاع بالفرار بحثًا عن حياة أفضل في أماكن أخرى، وهي خطوة إنسانية ملحة نظرًا لتجدد الأعمال العدائية واسعة النطاق هذا الأسبوع بعد فشل اتفاق وقف إطلاق النار، مما سيؤدي حتمًا إلى نزوح أعداد كبيرة من الفلسطينيين في غزة.

رغم أن الهدف الإسرائيلي هو إنقاذ الرهائن وتدمير حماس، إلا أن التهجير هو أحد نتائج الحرب بطبيعتها.
ومن المهم الإشارة بحسب الصحيفة الأمريكية فاللجوء الجماعي عبر الحدود هو نتيجة شائعة في النزاعات.
فقد فرّ ستة ملايين سوري – أي نحو ربع سكان سوريا قبل الحرب – أثناء الحرب الأهلية، كما غادر أوكرانيا عدد أكبر من ذلك رغم أن معظم أراضيها بعيدة عن مناطق القتال.
ومنذ سيطرة طالبان على أفغانستان عام 2021، غادر البلاد أكثر من 1.5 مليون شخص. ومع ذلك، منذ 7 أكتوبر، أغلقت مصر فعليًا قطاع غزة بأكمله، ومنعت سكانه من المغادرة.
أظهرت استطلاعات الرأي أن 44% من الشباب في غزة كانوا يريدون الهجرة حتى قبل اندلاع الحرب الأخيرة.
وعلى الرغم من أن مصر، الدولة العربية المجاورة، تعلن تعاطفها مع الفلسطينيين في غزة، فإن القانون الدولي للاجئين يُلزمها بتوفير اللجوء لعدد كبير منهم على الأقل.
ويتحمل النظام المصري مسؤولية كبيرة عن أفعال حماس، بعدما سمح لها على مدار سنوات ببناء أنفاق تهريب ضخمة تحت الحدود منذ انسحاب إسرائيل من القطاع عام 2005.

وقد سمحت مصر بهذه الأنفاق بهدف زعزعة استقرار الدولة اليهودية، إذ إن الهزائم المتكررة التي مُني بها الجيش المصري على يد إسرائيل تعد مصدرًا للعار الوطني وفق زعم الصحيفة الأمريكية.
. كما أن القاهرة، التي احتلت غزة بوحشية بين عامي 1948 و1967، لا تزال تلعب دور المعرقل في هذا الإقليم وفق قوله
. ولفت كاتب المقال إلي إن وجود غزة مزدهرة كما يتصورها ترامب سيكون، مثل إسرائيل، تذكيرًا مهينًا بفقر مصر.
وفي عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، جُمدت المساعدات لمصر لمدة عامين بعد تولي السيسي الحكم عبر انقلاب عسكري.
إلا أن الرئيس المصري يبدو وكأنه لا يأخذ ترامب وخططه للمنطقة على محمل الجد.
ويبقى التساؤل: هل يمكن للسيسي أن يفترض أن ترامب سيواصل ضخ الأموال الأمريكية؟