انفرادات وترجمات

كيف فشلت المخابرات الصهيونية في وقف الهجوم الكبير من غزة؟

تسألت الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن السبب وراء فشل المخابرات الصهيونية في اكتشاف خطة الاقتحام التي نفذتها المقاومة الفلسطينية صباح اليوم، السبت. 

“ليس لدينا أي فكرة كيف يمكن أن يحدث هذا.”

هذا هو رد الفعل الذي أبداه المسؤولون اليوم عندما سألتهم كيف أن الاستخبارات الصهيونية، رغم كل مواردها الهائلة، لم تتوقع وقوع هذا الهجوم.

وتمكن عشرات المسلحين الفلسطينيين من عبور الحدود شديدة التحصين بين دولة الاحتلال وقطاع غزة، في حين تم إطلاق آلاف الصواريخ من غزة على دولة الاحتلال.

وبفضل الجهود المشتركة التي بذلها جهاز الشين بيت والمخابرات الداخلية والموساد ووكالة التجسس الخارجية وجميع أصول جيش الاحتلال، فمن المذهل بصراحة أن أحداً لم يتوقع حدوث ذلك.

أو إذا فعلوا ذلك، فقد فشلوا في التصرف بناءً على ذلك.

يمكن القول إن دولة الاحتلال تمتلك أجهزة المخابرات الأكثر شمولاً والتمويل الجيد في الشرق الأوسط.

ولديها مخبرين وعملاء داخل الجماعات الفلسطينية المسلحة، وكذلك في لبنان وسوريا وأماكن أخرى.

فقد نفذت في الماضي اغتيالات في توقيتات محددة لقادة هناك، وكانت تعرف كل تحركاتهم عن كثب.

في بعض الأحيان تم تنفيذ ذلك من خلال ضربات الطائرات بدون طيار، بعد أن قام العملاء بوضع جهاز تعقب GPS على سيارة الفرد؛ وفي بعض الأحيان، استخدمت في الماضي هواتف محمولة متفجرة.

وعلى الأرض، وعلى طول السياج الحدودي المتوتر بين غزة ودلة الاحتلال، توجد كاميرات وأجهزة استشعار للحركة الأرضية ودوريات عسكرية منتظمة.

من المفترض أن يكون السياج المغطى بالأسلاك الشائكة بمثابة “حاجز ذكي” لمنع نوع التسلل الذي حدث في هذا الهجوم.

ومع ذلك، قام مقاتلو حماس ببساطة بشق طريقهم من خلاله بالجرافات، أو قطعوا ثقوبًا في الأسلاك، أو دخلوا دولة الاحتلال من البحر وبالمظلات.

إن الاستعداد لمثل هذا الهجوم المنسق والمعقد وتنفيذه، والذي يتضمن تخزين وإطلاق آلاف الصواريخ، تحت أنظار دولة الاحتلال مباشرة، لا بد أن يتطلب مستويات غير عادية من الأمن العملياتي من جانب حماس.

وليس من المستغرب أن تطرح وسائل الإعلام  أسئلة عاجلة على القادة العسكريين والسياسيين في بلادهم حول الكيفية التي قد يحدث بها كل هذا، في الذكرى الخمسين لهجوم مفاجئ آخر: حرب أكتوبر 1973.

وأخبرني المسؤولون أن تحقيقًا كبيرًا قد بدأ وأن الأسئلة، كما يقولون، “ستستمر لسنوات”.

لكن في الوقت الحالي لدى دولة الاحتلال أولويات أكثر إلحاحاً. ويتعين عليها أن تحتوي على وقمع التسلل عبر حدودها الجنوبية، وإزالة مقاتلي حماس الذين سيطروا على العديد من المجتمعات على الجانب الصهيوني من السياج الحدودي.

وسوف يتعين عليها أن تعالج قضية مواطنيها الذين وقعوا أسرى، إما من خلال مهمة إنقاذ مسلحة أو عن طريق التفاوض.

وسوف تحاول إزالة مواقع إطلاق كل تلك الصواريخ التي يتم إطلاقها على أراضي الاحتلال، وهي مهمة شبه مستحيلة حيث يمكن إطلاقها من أي مكان تقريبًا دون سابق إنذار.

وربما يكون مصدر القلق الأكبر بالنسبة للاحتلال هو التالي: كيف يمكنها منع الآخرين من الاستجابة لدعوة حماس إلى حمل السلاح وتجنب انتشار هذا الحريق إلى الضفة الغربية، وربما حتى اجتذاب مقاتلي حزب الله المدججين بالسلاح عبر حدودها الشمالية مع لبنان؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى