
يخيم ضباب من الغبار الأحمر على طرق الفاشر المتشققة. يتعثر الأطفال في الضواحي المتناثرة بالأنقاض، حفاة الأقدام صامتون، ووجوههم مشدودة من التعب. تنهار امرأة بجانب صهريج ماء، وطفلاها الصغيران متشبثان بوشاحها.
في الجوار، يحمل رجل قطعة كرتون ممزقة كُتبت عليها كلمة “زمزم” بالفحم – وهي كلمة لم تعد تعني اللجوء. فالمخيم الذي تشير إليه، والذي كان في السابق أحد أكبر مواقع النزوح في شمال دارفور بالسودان، قد دمره العنف.
وفي 11 أبريل، شنت جماعات مسلحة مرتبطة بقوات الدعم السريع شبه العسكرية هجوما داميا على مدينة الفاشر ومخيم زمزم ومخيم نازحين آخر يسمى أبو شوك، مما أجبر عشرات الآلاف على الفرار.
وبحسب التقارير الأولية الصادرة عن الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية، فإن أكثر من 400 مدني – بمن فيهم نساء وأطفال وما يصل إلى اثني عشر عامل إغاثة – ربما قتلوا في غضون ثلاثة أيام، في هجمات ضربت أيضا بلدة أم كدادة القريبة.
قالت قوات الدعم السريع إن المعسكرات المذكورة تُستخدم كقواعد لما وصفته بـ”فصائل المرتزقة”. كما نفت استهداف المدنيين، واتهمت منافسيها بتدبير حملة إعلامية باستخدام ممثلين ومشاهد مُدبرة داخل المعسكر لتجريمه زورًا.
أحدث الهجوم صدمةً في جميع أنحاء المنطقة. فرّ أكثر من 400 ألف شخص، كثير منهم إلى بلداتٍ مُثقلةٍ أصلًا بالسكان مثل طويلة. واختفى آخرون في تلال جبل مرة، حاملين معهم ما استطاعوا حمله فقط. وأصبحت زمزم الآن تحت سيطرة قوات الدعم السريع