انفرادات وترجمات

مأساة أطفال غزة علي واقع القصف الصهيوني الدموي : معاناة لا تنتهي

سلط موقع ميدل إيست أي  الضوء علي مأساة اطفال قطاع غزة علي وقع استمرار الغارات الإسرائيلية الدموية علي القطاع المحاصر حيث  تطرق الي الصعوبات التي تواجه  المصور الصحفي الفلسطيني محمد الحجار وعائلته بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية ثلاث مرات في الأسبوع حيث يصف  من مخيم للاجئين في غزة، طبيعة المشاهد الدموية

وافاد الموقع في تقرير له قام موقع جريدة الأمة الإليكرونية  بترجمته بأن محمد الحجار هو مصور صحفي مستقل ومشارك منذ فترة طويلة في فعاليات الموقع البريطاني الشهير إذ  يعيش هو وزوجته وأطفاله الثلاثة في مدينة غزة، لكنهم نزحوا الآن ثلاث مرات بعد قصف أحد المنازل التي كانوا يقيمون فيها. ومن ملجأ مؤقت في جنوب غزة، يصف محمد الصعوبات التي يعيشها هو وآلاف الفلسطينيين الآخرين:

ووقال الحجار :الحمد لله انا وعائلتي بخير. لكن لا توجد إشارة هاتفية في معظم الأوقات. لقد تمكنت من التواصل مع زميلتي مها الحسيني عبر الرسائل النصية، والحمد لله أنها وعائلتها بخير أيضا مضيفا الله يسهل علينا الصعوبات ويجلب لنا الفرج. الوضع صعب للغاية هنا في مخيم النصيرات، وهو مخيم للاجئين يقع على بعد 5 كيلومترات من دير البلح ويسكنه فلسطينيون نزحوا معظمهم من بئر السبع في عام 1948ً.

مأساة قطاع غزة

والقي الحجار الضوء علي طبيعة المأساة في قطاع غزة بالقول :لا يوجد طعام أو مياه شرب أو كهرباء أو أي شيء. تفرض إسرائيل حصاراً كاملاً على قطاع غزة وتقطع عنا إمداداتنا من كل شيء من العالم الخارجي لدينا القليل من الطعام ونحاول أن نجعله يدوم.

ومضي للقول :حن نعاني. إنها معاناة خالصة. نحن معًا 26 عائلة نازحة في مبنى مخصص لخمس عائلات. ويتواجد هنا أكثر من 180 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال.

وطلبت إسرائيل من كل من يعيش في شمال غزة، الذي يشمل مدينة غزة بأكملها وأكثر من مليون شخص، أن يهربوا إلى الجنوب إذا أرادوا العيش. وحتى قبل التحذير، قالت الأمم المتحدة إن 400 ألف فلسطيني شردوا بسبب القصف.

وعن طبيعة الأزمة الإنسانية في غزة قال الموقع البريطاني أن هناك نقصا حادا في مياه الشرب. كل هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون في مبنى يتقاسمون 200 لترًا يوميًا، لا يكفي للشرب ناهيك عن استخدامه لأغراض أخرى. لتوفير المياه، نحن حريصون حتى عند استخدام المرحاض.

مجازر الاحتلال في غزة

أما الخبز فيقدم لنا المخبز خمس ربطات، أي حوالي 150 قطعة، وهو ما لا يكفي لوجبة واحدة. نحاول تقنينها طوال اليوم. لم يتناول أي منا وجبة أهم من شطيرة الجبن.

ووحول طبيعة القصف الإسرائيلي الأشد أجراما علي القطاع أوضح الموقع أن الغارات الجوية الإسرائيلية الثقيلة تتساقط  طوال الوقت. وقُتل أكثر من 2300 فلسطيني في القصف الإسرائيلي منذ الهجوم الفلسطيني الذي وقع نهاية الأسبوع الماضي، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1300 إسرائيل

ويعود الحجار للقول إن  الوضع ليس آمنًا في الخارج، لذلك نبقى غالبًا في الداخل. ولكن لا يوجد إنترنت، لذلك من الصعب جدًا معرفة ما يجري حولنا. نحن فقط نقضي وقتنا في الحديث والصلاة. أولئك الذين يستطيعون النوم يفعلون ذلك قدر الإمكان.

لقد ظل كل مكان في هذه المنطقة بدون كهرباء لمدة خمسة أيام. معظم هواتفنا ميتة. نحن نحاول الحفاظ على بطاريات الهاتف عندما نحتاج إليها أمشي إلى منزل أحد معارفي في النصيرات الذي لديه ألواح شمسية لشحن هاتفي وهواتف عائلتي.

وفي الليل كما يؤكد المصور الصحفي المستقل ، نعتمد على ضوء يعمل بالبطاريات، التي قد تنفد في الأيام المقبلة. لقد كانت واحدة من الأشياء القليلة التي أحضرناها معنا عندما هربنا من منزلنا.

بعد الساعة 5 مساءً، يكون الجو هادئًا. الجميع يحاول البقاء في الداخل. لكن الشارع مليء أيضًا بالنازحين مثلنا، مثلنا الذين يبحثون عن مأوى. وتتواجد مئات العائلات في شارع لا يكاد يتسع لـ 20 شخصاً.

أطفال غزة تحت القصف الدموي

يشعر الأطفال بالملل والقلق. يريدون اللعب وعيش طفولتهم رغم القلق والتوتر المحيط بنا، لكن الظروف لا تسمح بذلك. في أغلب الأحيان، يتذمر الأطفال ويبكون ويزعجون أمهاتهم إنهم يريدون أيضًا أشياء مثل العصير والشوكولاتة ورقائق البطاطس والحلويات، ولكن لم يعد هناك شيء مثل ذلك متوفر في المتاجر المحلية بعد الآن. إنهم فارغون تماما.

وليس هذا فحسب، فقد أصيب معظم الأطفال بالمرض، ولم تساعدهم سحب الغبار والأوساخ والدخان المتصاعدة من القصف.. ليس لدينا أي دواء أو علاج لهم. وحتى الصيدليات تفتقر إلى الأدوية الأساسية وعلاجات التهابات الحلق والرئة والصداع ونزلات البرد والآلام والأنفلونزا     .

وويستكمل فصول المأساة :لقد قسمنا أنفسنا، النساء في مكان والرجال في مكان آخر، لاحترام الخصوصية في هذا الوقت العصيب. كلا المكانين مزدحمان للغاية. ننام بالقرب من بعضنا البعض، على الأرض، في أي مكان. ولا توجد أغطية تحمينا من البرد الذي يأتي في أواخر الليل وفي ساعات الصباح الباكر.

معاناة اطفال غزة

وعن محاولات التعايش مع الواقع المؤلم رأي الحجار أن الجميع يحاولون  قدر الإمكان طمأنة  بعضنا البعض بأننا سنعود قريباً إلى منازلنا، وأن هذه الحرب ستنتهي قريباً. لكننا لا نعرف إذا كان هذا صحيحا أم مجرد أمل. هناك خوف من أن تستمر الأزمة أو نعود لنجد منزلنا غير صالح للسكن .. وعلى الرغم من الهدوء النسبي الذي يسود مخيم النصيرات، إلا أن القصف يحدث ليلًا ونهارًا في المناطق المجاورة.

ولفت إلي أن المبنى الذي نلجأ إليه نموذجي لمخيم اللاجئين الفلسطينيين، فهو غير منتظم بجدران من الطوب وألواح معدنية رقيقة كسقف. وهذا ما يجعلنا نشعر بالقلق من سقوط الشظايا على أطفالنا وإصابتهم بالأذى .. وخلال التفجيرات، تصدر الصفائح المعدنية أصواتاً مرعبة، مما يجعل النساء والأطفال يصرخون ويستيقظون من نومهم.

وخلص المصور المستقل في نهاية تصريحاته للقول للموقع :هذه تجربتنا من يومين من النزوح، ولا نعلم إن كان هناك آفاق لحل هذه الأزمة أو ما ينتظرنا في الأيام المقبلة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى