مؤتمر القاهرة بشأن غزة يؤكد الرفض المصري والعربي لأي تهجير فلسطيني
أصدر مؤتمر غزة ومستقبل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، الذي نظمه المركز المصري للدراسات الإستراتيجية والمجلس المصري للشؤون الخارجية في القاهرة، بياناً ختامياً بعد يوم حافل من المناقشات الجماعية التي ضمت مجموعة واسعة من المحللين الاستراتيجيين والسياسيين والإعلاميين المصريين والعرب.
وشدد البيان على أن المقترحات الأخيرة لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة لا ينبغي النظر إليها ضمن النطاق الضيق لإعادة إعمار غزة فحسب، بل كجزء من محاولات أوسع نطاقا لتصفية القضية الفلسطينية، وهو النهج الذي يتماشى مع المخططات الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من ثمانية عقود.
وأشاد البيان بموقف القاهرة السياسي الثابت في رفض كل المقترحات والمحاولات الرامية إلى تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة.
وأشارت إلى أن القاهرة تنظر إلى أية محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء باعتبارها خطا أحمر للدولة والمجتمع المصري.
واستنكر البيان خطط التهجير العائمة باعتبارها ترويجا لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
وجاء في البيان أن “مثل هذه الخطط تنتهك المعايير والقوانين الدولية وتشكل تطهيرا عرقيا وجريمة ضد الإنسانية يجب منعها ومعارضتها”.
وأضافت أنه “يجب محاسبة أولئك الذين يروجون لمثل هذه الخطط”.
خطة مصر لإعادة إعمار غزة
وأشاد البيان بالجهود المصرية المستمرة لصياغة مشروع شامل لإعادة إعمار قطاع غزة دون أي تهجير لسكانه الأصليين.
وأشارت إلى أن الرؤية المصرية لإعادة إعمار القطاع سيتم عرضها على القمة العربية الطارئة المقبلة التي دعت إليها مصر بناء على طلب السلطة الفلسطينية والمقرر عقدها في الرابع من مارس/آذار المقبل في القاهرة، لتأمين الدعم العربي الجماعي للخطة.
وأكد البيان أن نماذج إعادة الإعمار وحل النزاعات بعد الحرب في مختلف مناطق العالم ارتكزت على إعادة اللاجئين والنازحين من السكان الأصليين إلى ديارهم.
وأشارت إلى أن جهود إعادة الإعمار لا تتعارض بشكل أساسي مع وجود السكان الأصليين على أراضيهم.
وأشاد البيان بجهود الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس، والذي أوقف الحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة منذ 15 شهراً على القطاع، متطلعاً في الوقت نفسه إلى دور قيادي لواشنطن في ترسيخ الاتفاق ودفع عملية السلام في الشرق الأوسط.
رفضت مصر والأردن ودول عربية أخرى كل المقترحات والخطط الأميركية الإسرائيلية الأخيرة لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، مؤكدة أن حل الدولتين هو الضمان الوحيد للسلام والأمن الإقليميين.
وأعلنت مصر مؤخرا أن البلاد تمتلك الإرادة والإمكانيات لإعادة إعمار قطاع غزة خلال ثلاث سنوات.