“مات الضّميرُ الحيُّ”.. شعر: صالح محمّد جرّار

الشعر العربي

مات الضميرُ الحيُّ في هذا الورى

وتــحــكَّـمَ الإجـــــرامُ والـــظُّــلّامُ

وتـبـدّل الإنـسـانُ وحـشـاً كـاسـرا 

وتــغــيـرّ الــمـنـهـاجُ والأحـــكــامُ

وافـتـنَّ بـاغـي الـشـرِّ فـي تـقتيله 

لـــلآمـــيــن كـــأنـــهــم أغــــنـــامُ

فــاق الـحـجارةَ قـلبُهُ فـي قـسْوَةٍ 

وتــوطّــنــتْـهُ شِـــــــرَّةٌ وعُــــــرَامُ

وإذا الأريــجُ سُـمومُ حـقدٍ مـجرم 

كــيـفَ الـتـنـفُّسُ والـهـواءُ سَـقَـامُ

وتــجـوَّلَ الـحِـقـدُ الـلـئـيمُ بـسُـمِّه

فــــي كــــلِّ نــاحـيـةٍ لـــهُ إبـــرامُ

فـكأنَّ هـذا الروضَ قد عصفتْ به

ريـــحُ الـسَّـمـومِ فَـألْـوَتِ الاكـمـامُ

واصــفـرّت الأوراقُ ثـــمّ تـنـاثرت 

فــــوقَ الأديـــمِ كـأنّـهـا الأوهـــامُ

ومِــــنَ الـبـلـية أن تـــراهُ مُـضَـلِّـلاً 

لـــلــرأيِ حـــتَّــى لــفّــهُ الإبــهــامُ

أيـظـلُّ هــذا الـحـقدُ يـنفُثُ سُـمَّهُ 

أيــظـلَّ هـــذا الـجـرحُ لا يـلـتامُ؟!

مــا كـانـت الـبِغثانُ تُـصْبِحُ أنـسراً 

لـــو كـــان فـيـنـا جـــارحٌ مـقـدامُ

لــكــنَّ حُــكــم اللهِ فــيـنـا نــافــذٌ

ولــكــلِّ شــــيءٍ غــايــةٌ وتــمــامُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights