“متى يعودُ إلى العروبةِ رشدُها؟!”.. شعر: صالح محمد جرّار
ويــحَ الـقـلوبِ إذا اسـتـبدّ لـظاها
وتـنـاوحَـتْ فـيـهـا ريــاحُ أسـاهـا
وتـعـاوَرَ الـفكرَ الـشَّرودَ هـواجسٌ
ألْــقَـتْ إلـيـهِ وسـاوسـاً يـخـشاها
وسَـقتْهُ كـأساً من حميم جحيمها
فــإذا بــه قـد صـار مـن صـرعاها
هـيـهـات يُـحـيـيهِ ســرابٌ بـاطـلٌ
هـيـهـات عـــودةُ مـيـعةٍ وقـواهـا
فـلـقد مـضـى عـهدٌ تـجمّعَ شـملُنا
فــيـهِ وأهـدتْـنـا الــرُّبـوعُ شـذاهـا
ورمـتْـنـيَ الأيّــامُ بـالـسّهم الّــذي
أدمــى الـفـؤادَ فـعـدتُ لا أهـواها
فـأولاءِ قـومي قـد تـقطّع وصلُهم
بــبـلادهـم واسـتـبـدلـوا بــثـراهـا
أرضـــاً لأقـــوامٍ تــواصَـوا بـيـنَهم
أنّ الـحـنـيـفـة شِـــرعــةٌ نــأبــاهـا
بـــل إنّـهـم أمــمٌ أبـاحـت أرضـنـا
لـلـغـاصـبين فــحـرّمـوا سـكـنـاها
قــد شـتتونا ،لـيس يـجمع شـملَنا
أرضٌ ولا قـــــدسٌ لــنــا نــهـواهـا
إنّ الأعــــادي جــرّعـونـا عـلـقـمـاً
فــي أرضـنـا ونـصيحُ واهـاً واهـاً
ونـصـيحُ وا غـوثاهُ لـلأقصى فـما
لــبّــى الــنّــداءَ عــروبـةٌ نـحـيـاها
ويـحَ الـعروبة قـد زهت بمناصبٍ
وســفــاسـفٍ ورذائـــــلٍ نــأبــاهـا
بـــل إنّــهـا تــبَـعٌ لأعــداء الـحـمى
حـكـمَـتْ بـأمـرهـمُ وضــلّ نـهـاها
مــا عــاد مـعـتصمٌ يـلـبّي صـرخةً
مـا عـاد يـخطبُ في الشّآم فتاها
صـرنا غـثاءً طـافياً فـي ذي الـدّنا
صــرنـا أراذلَــهـا وســـوءَ صـداهـا
فمتى يعودُ إلى العروبة رشدُها؟!
ومـتـى يـعـودُ صـلاحُها وتـقاها؟!
قـم يـا صـلاحَ الـدّينِ فانظر حالَنا
فـهي الـجحيمُ وويلَ مَن يصلاها
فــي كــلّ أقـطـار الـعـروبة فـتـنةٌ
عــمـيـاءُ بــثّــتْ ســمَّـهـا وأذاهـــا
كـلهيب نـارٍ في الهشيم فهل ترى
مِــن قـائـمٍ فـيـها يـصـدُّ لـظاها ؟!
عـجـباً لـكم يـا مَـن نـسيتم ربَّـكم
ونـسيتمُ الأخـرى وعـدلَ قـضاها
فـتـرقـبـوا حــكــم الإلــــه فــإنّــه
حـكـمُ الّــذي رفــع الـسّـما وبـناها
هــيّــا فــزكّـوا أنـفـسـاً وضـمـائـراً
فـالـويلُ يــا قـومـي لـمَـن دسّـاها