أخبارسلايدر
أخر الأخبار

محللون: المفاوض الفلسطيني كان صلبا وكسر عنجهية الاحتلال

أجمع محللون سياسيون فلسطينيون أن المفاوض الفلسطيني قدم نموذجا من الصلابة والمرونة مستندا إلى المقاومة التي لم تستسلم أمام أعتى قوة عسكرية في الشرق الأوسط.

وأشاروا في أحاديث لـ”قدس برس” إلى أن هذه المفاوضات التي أسفرت عن إعلان وقف إطلاق نار في غزة بعد 15 شهرا من حرب الإبادة “جرت في ظروف استثنائية جدا، ربما لم يفاوض أحد تحتها أو ضمنها على مر التاريخ السياسي الإنساني”.

ويشير قيادي في حركة “حماس” بالضفة الغربية، طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن “كل جماعة أو دولة تدخل حربا، يكون لديها حلفاء وعمق استراتيجي لتحقيق نوع من التوازن، ولكن المقاومة هنا لم تكن تواجه إسرائيل وحدها (بل) من خلفها الولايات المتحدة الأمريكية بمظلة سياسية وعسكرية واستراتيجية، ومعهم تحالف ضخم من دول عربية وأوروبية” وفق ما يرى.

وتابع “للأسف الشديد، فإن المستوى السياسي الفلسطيني (ممثلا بالسلطة في رام الله) لم يكن مساندا يوما للمقاومة، بل كان ضدها بحكم الخلافات الحزبية والفصائلية واختلاف الرؤية السياسية، ومن ثم المقاومة حرفيا كانت تفاوض ليس تحت النار فحسب، وإنما في قلب الجحيم”.

ولفت إلى أن “إسرائيل أرادت كسر شوكة المفاوضات، باغتيالها قادة المقاومة، وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية ونائبه الشهيد صالح العاروري. كانت هذه سابقة ربما الأولى من نوعها في التاريخ البشري… أن يغتال طرف الطرف الذي يفاوضه، لكن الإصرار الفلسطيني دفع باتجاه أن تستمر المفاوضات بعد ذلك”.

ويختم بقوله “إسرائيل أرادت النصر الكامل، وأرادت أن تحقق كل ما يمليه عليها خيالها السياسي المريض من تركيع الفلسطينيين وسحب سلاحهم، وطرد المقاومين إلى خارج قطاع غزة والاستفراد به والبدء بعملية التهجير، لكنها لم تفلح في ذلك، ولن تفلح مستقبلا”.

وعلى الصعيد ذاته، يرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، عزام أبو العدس، أن “المقاومة أجادت التعامل مع المواقف، حيث كانت مرنة في المواقف التي تتطلب المرونة ومتصلبة في المواقف التي تتطلب ذلك أيضا”.

واستطرد يقول إن “الهزيمة في هذه الحرب يعني تهجير الشعب الفلسطيني، ومرحلة جديدة من اقتلاع الفلسطينيين سواء قاتلوا أو ساوموا، ومن ثم المقاومة كانت تدرك تماما أن مسألة التنازل في هذه الحرب هو الفناء الكامل للفلسطينيين كلهم”.

ويستدرك “المقاومة أبدت مرونة في الجداول الزمنية، وأبدت مرونة في الصفقة المرحلية. غلّبت أيضا مسألة إنهاء الحرب على أعداد الأسرى… وهذا طبعا ليس عيبا في المقاومة، إنما العيب فيمن خذلها، وفي عموم المجتمع الفلسطيني الذي يريد من المقاومة أن تحرر الأسرى… دون أن يكون على استعداد أن ينصرها أو أن يقف معها” وفق ما يرى.

وشدد أبو العدس على أن “المقاومة خاضت تجربة قاسية غيرت وجه الشرق الأوسط، وسط خذلان فلسطيني وعربي وإسلامي”.

من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، سليمان بشارات، أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن توظف تجاربها السابقة من خلال جولات المفاوضات وجولات الحروب التي شهدها قطاع غزة منذ العام 2008 وحتى الآن “وراكمت لديها خبرة في الأداء التفاوضي سواء فيما يتعلق في فهم العقلية الإسرائيلية… وكيف تذهب إلى توظيف أوراقها بهذا الاتجاه”.

وأضاف “المقاومة الفلسطينية كانت تنطلق من جزئية أساسية وهي أن المجتمع الفلسطيني والحاضنة في قطاع غزة هي بيئة مندمجة ومنصهرة ومنخرطة بالمقاومة ومشروعها. ومن ثم هذا بحد ذاته كان يعطيها قدرة أكثر على الثبات في المواقف باتجاه الضغوط التي كانت تمارس عليها ميدانيا وسياسيا”.

وشدد بشارات على أن بسالة المقاومة الفلسطينية في غزة منحت المفاوض الفلسطيني مساحة تفاوض كبيرة، مشيرا إلى أن “مقاطع الفيديو التي كانت تبثها المقاومة عن عملياتها واستهداف جنود الاحتلال، مثلت ضمانة للمفاوض السياسي، الذي كان يدرك أنه ما زال يمسك بزمام المبادرة”.

وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قد أعلن مساء أمس الأربعاء، التوصل رسميا لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يبدأ يوم الأحد المقبل.

وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة الدوحة، بعد وقت قصير من إعلان “حماس” تسليم وفدها الوسطاء القطريين والمصريين موافقتها على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وقالت “حماس” من جانبها، إن “اتفاق وقف إطلاق النار هو ثمرة الصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني العظيم ومقاومتنا الباسلة في قطاع غزة، على مدار أكثر من 15 شهرا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights