محمد شعبان أيوب يكتب: إيران دولة صاحبة مشروع توسعي
إيران دولة صاحبة مشروع توسعي في الشرق الأوسط، وعلى حساب السنة وغير السنة هذه حقائق واضحة، ولكن من العبر أن ندرس هذه التجربة، كيف تمددت وأصبحت ذات كلمة ونفوذ في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء؟
ستقول لي من خلال دعم وتدريب وتقوية أذرعها المسلحة في الداخل والخارج. سأسألك في المقابل وماذا فعلت الدول والحكومات السنية؟ لقد وأدت كل تجربة نهضوية سنية وجعلتها حصرا تابعة للدولة القومية وهذا فشل في ذاته؛ لأن الغرب والشرق تخطى منذ أزمنة طويلة في تمدده الفكري والإستراتيجي الاعتماد على الحدود القومية، وخرافة احترام السيادة، وبإمكانك أن تبحث على جوجل لترى القواعد الأمريكية والبريطانية والفرنسية والروسية في الشرق الاوسط، وكذلك فعلت وتفعل إيران، وبدأت تركيا في السنوات العشر الأخيرة تفعل الأمر ذاته.
لماذا لا تلوم المتخاذل والخائن والتابع للغرب كما تلوم الإيراني، ونوع اللوم لابد أن نوضحه، بين رجل مناهض لأفكارنا ويعمل لصالح مشروعه بكل إخلاص، وبين رجل مناهض أيضا لأفكارنا ولكنه باع نفسه للغربي وأصبح أداة لمصالحه!
فإذا ما تصادمت مصالح الإيراني والغربي وكان في ذلك مصلحة للمستضعفين وجدت اللائم والخائض بما لا يعرف أو العاطفي أو الغاضب وصاحب الثأر، كما برز المتخصص ليتكلم عن حقيقة مشروع كل طرف، وتعقيدات المشهد الدولي والإقليمي بعيدا عن المقولات المسبقة التي تحددها البروباغندا الأيديولوجية، وهذه مهمة لا يفهمها إلا الباحث الذي يبغي معرفة الواقع كما هو وليس الواقع الموهوم والمتصور.