مختار محمود يكتب: إذاعة القرآن الكريم اليوم في عيد!
أخيرًا.. تحررت إذاعة القرآن الكريم من الكابوس. رئيس الهيئة الوطنية للإعلام يعيد الشيء إلى أصله، ويستبعد برنامج «خاطرة دعوية» من خريطة إذاعة القرآن الكريم.
لم تحدث في تاريخ الإعلام المصري هذه الحالة من الرفض كالتي حدثت مع البرنامج المحذوف الذي كان يقدمه وزير الأوقاف السابق.
استغل الوزير المعزول نفوذه في فرض برنامجه، بل وإذاعته عدة مرات خلال اليوم الواحد.
كان رئيس الإذاعة الحالي ورؤساء شبكة القرآن الكريم المتعاقبون يدافعون باستماتة عن البرنامج الذي حظي برفض الخواص والعوام على السواء.
أكاديميون بارزون، وكتاب ومثقفون طالبوا مرارًا وتكرارًا بالتصدي لهذا البرنامج أثناء استوزار المعزول.
لولا الملامة لنشرت تفاصيل مكالمات ومحادثات دارت ببني وبين مسؤولين إذاعيين سابقين وحاليين يدافعون فيها بالأمر المباشر عن البرنامج وعن استمراريته، آخرها من 48 ساعة فقط!
توهم الوزير السابق؛ لمجرد أنه وزير أو أستاذ جامعي، أنه يصلح لتقديم برنامج إذاعي، كما توهم من قبل أنه يصلح خطيبًا، فاحتكر المنابر واحتقرها.
صمَّ الوزير أذنيه أمام كل الأصوات الرافضة لوجوده على خريطة شبكة القرآن الكريم. لم يتوقف الوزير السابق عند فرض برنامجه بالإكراه؛ بل تدخل في حجب العلماء الحقيقيين ومنع ظهورهم.
لك أن تتخيل أن علماء أجلاء راحلين ومعاصرين تم حظرهم إذاعيًا وتليفزيونيًا في زمن الوزير المعزول.
أسباب هجرة إذاعة القرآن الكريم
يعتبر البرنامج المنبوذ أول برنامج أدخل السياسة إلى أثير الإذاعة الدينية الأقدم. كان المصريون في حقبة سابقة يطالبون بعدم تديين السياسة، أو تسييس الدين، فإذا بهم يصطدمون بهذا البرنامج المصاب بالعوار في كل شيء.
حالة من الفرحة اجتاحت المستمعين منذ علموا بهذا الخبر، حتى إن كثيرين منهم كتبوا على حساباتهم الشخصية في الفضاء الإلكتروني على قلب رجل واحد: «الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن».
كان الوزير المرفوض شعبيًا أقوى أسباب هجرة إذاعة القرآن الكريم! كان برنامج وزير الأوقاف أحد أسباب حزنهم الكبير والمتدفق.
لم يكن هناك مسوغ واحد للتمكين لهذا البرنامج خلال كل هذه السنوات.
لو تم جمع كل ما تم صياغته في رفض البرنامج وصاحبه وصوته وأدائه لملأ عدة مجلدات!
تحررت إذاعة القرآن الكريم من الإعلانات قبيل أيام، واليوم تتحرر من برنامج الوزير وصوته ومداخلاته إلى غير رجعة.
لا يزال المشوار طويلاً أمام تصويب مسار إذاعة القرآن الكريم.
الإدارة الحالية للشبكة لن تفعل شيئًا من تلقاء نفسها، ولا بد من قرارات أخري وبوتيرة متسارعة من رئيس الهيئة الوطنية للإعلام.
العَجزة لن يصنعوا إعجازًا، فقد اعتادوا تلقي الأوامر وتنفيذها بحذافيرها، ليس لهم من الأمر شيء.. فهل يكمل رئيس الهيئة طريق الإصلاح إلى نهايته؟