مركز أبحاث ألماني: صراع السعودية وإيران على حقل غاز يهدد الهدنة
رأى مركز الأبحاث الألماني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط “مينا ووتش” أن الصراع بين السعودية وإيران على حقل غاز الدرة، ربما يضع الهدنة بين الطرفين على المحك، ويعرض صلابتها لأول امتحان.
قالت المملكة العربية السعودية إنها تتقاسم الحقوق الكاملة مع الكويت في حقل غاز متنازع عليه في الخليج الغني بالموارد، رافضة مزاعم إيران، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية يوم الثلاثاء. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الحقل المعروف باسم أراش في إيران والدرة في الكويت والسعودية “مملوك بشكل مشترك للمملكة العربية السعودية ودولة الكويت ولهما وحدهما حقوق كاملة”، وفق مصدر في وزارة الخارجية. وجاء البيان السعودي بعد يوم من تجديد الكويت دعوة إيران لإجراء محادثات بشأن حدودها البحرية.
يعود الخلاف على الحقل، الذي تقدر احتياطياته القابلة للاسترداد بنحو 220 مليار متر مكعب، إلى الستينيات عندما منحت إيران والكويت امتيازات متداخلة في البحر. ووقعت الكويت والسعودية العام الماضي اتفاقا لتطوير الحقل رغم اعتراض إيران ووصف الاتفاق بأنه “غير قانوني”.
قال محسن خوجسته مهر، المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية، مؤخرًا، إن الاستعدادات الإيرانية لبدء الحفر في حقل آرش النفطي المشترك تجري على قدم وساق. وقال في بيان نقلته وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية “تم تخصيص أموال كبيرة لمجلس إدارة شركة النفط الوطنية الإيرانية لتنفيذ خطة تطوير هذا الحقل”.
تجري إيران والكويت محادثات فاشلة بشأن المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها الغنية بالغاز الطبيعي منذ سنوات عديدة. كما أن المملكة العربية السعودية متورطة في النزاع لأنها تشترك في احتياطيات الغاز والنفط البحري في هذه المنطقة مع الكويت. دفع التنقيب الإيراني في الحقل الكويت والمملكة العربية السعودية إلى الاتفاق على اتفاقية الحدود البحرية في عام 2001 لتطوير المنطقة البحرية بشكل مشترك.
في مارس ، أعلنت السعودية وإيران بشكل مفاجئ عن تقارب بوساطة الصين واتفقتا على إعادة العلاقات بعد خلاف استمر سبع سنوات، مما زاد الآمال في تخفيف التوترات بين القوتين الإقليميتين في الشرق الأوسط التي لم تتحقق حتى الآن.
ولكن بدأت بوادر التوترات بين الطرفين عندما اعترضت السعودية على وضع صورة قاسم سليماني في الغرفة التي عقد فيها أول مؤتمر صحفي يجمع بين وزير الخارجيتين في العاصمة الإيرانية طهران.
ثم تصاعدت حدة التوترات في ظل عدم الوصول إلى هدنة شاملة بين الجيش اليمني والحوثيين.
لكن هذا لا يمنع من أن الهدنة حققت بعض المكاسب للأطراف المدعومة إيرانيًا، إذ إن رئيس النظام السوري بشار الأسد المدعوم من إيران وحزب الله استطاع أن يعود إلى أحضان الجامعة العربية بعد نحو عقد من تعليق عضوية سوريا.
كما أن الحوثيين حافظوا على الوضع الراهن الذي يسمح لهم بالسيطرة على العاصمة اليمنية السابقة صنعاء، حتى وأن ظلت الجماعة غير معترف بها خارجيًا.
وظلت بعض الملفات غير محسومة، أهمها ملف النخبة الحاكمة في العراق التي تقترب من إيران، ولا تظهر أي ولاء للسعودية، كما أن حزب الله ما زال يشكل نفوذا في لبنان.
الآن تتحرك رمال التوترات التي يمكن أن تبتلع الهدنة بين الطرفين تمامًا، في ظل بروز ملف حقل “الدرة”، والتراشق الإعلامي غير الرسمي بين السعودية وإيران.