أعلنت واشنطن أنها لم تتمكن بعد من التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة رغم الأجواء الإيجابية، أعلنت الأونروا تعليق إدخال المساعدات الإنسانية من معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم) بسبب مخاوف أمنية.
وأعلن جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي لوسائل الإعلام أن البيت الأبيض يعمل على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة لكنه “لم يصل إلى ذلك بعد”، رغم الأجواء الإيجابية بعد الهدنة في لبنان.
وقال سوليفان: “نبذل جهودا حثيثة لمحاولة تحقيق ذلك. إننا منخرطون بشكل كبير مع الفاعلين الرئيسيين في المنطقة، وهناك عمل يُبذل حتى اليوم”، وفق تصريحات نشرتها شبكة “إن بي سي”.
وأضاف “ستكون هناك محادثات ومشاورات أخرى، ونأمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، لكننا لم نصل إلى ذلك بعد”.
وكشف سوليفان أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يرى أن اتفاق لبنان “فرصة حقيقية لتحقيق وقف لإطلاق النار واتفاق بشأن الرهائن في غزة”، مؤكدا أن الرئيس تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي “قال له إنه يتفق معه، وإن الوقت مناسب”.
وتابع سوليفان بالقول: “إذا تمكن العالم من الاجتماع معا للضغط على حماس، فيمكننا أخيرا تحقيق انفراجة، والتوصل إلى اتفاق”.
“مؤشرات” إلى إحراز تقدم
من جهته، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن هناك “مؤشرات” إلى إحراز تقدم يمكن أن يفضي إلى اتفاق. وأضاف ساعر خلال مؤتمر صحافي “ما يمكنني قوله إن هناك مؤشرات الى إمكان رؤية درجة أكبر من الليونة من جانب حماس بسبب الظروف، وبينها اتفاق لبنان”.
وأكد أن لدى الحكومة الإسرائيلية “نية للتقدم في هذا الموضوع”. وأضاف لصحفيين: “سنعرف ذلك في الأيام المقبلة. ومن وجهة نظرنا، حكومة إسرائيل، هناك رغبة في التقدم في هذا الاتجاه”.
وفد من حماس في القاهرة
من جانب آخر قال مصدران من حماس إن زعماء بالحركة أجروا محادثات مع مسؤولين أمنيين مصريين اليوم الأحد في مسعى جديد لوقف إطلاق النار في حرب غزة، فيما قال مسؤولان إسرائيليان إن من المنتظر أن يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني بشأن هذه المسألة.
وهذه أول زيارة يقوم بها مسؤولون من حماس للقاهرة منذ أن أعلنت الولايات المتحدة الأربعاء الماضي أنها ستعاود إحياء الجهود بالتعاون مع قطر ومصر وتركيا للتفاوض على وقف إطلاق النار في القطاع بما يشمل صفقة رهائن.
وأصرت حماس خلال جولات عديدة من المفاوضات على مدى العام المنصرم على ضرورة أن يشمل أي اتفاق إنهاء إسرائيل للحرب، في حين تقول إسرائيل إن الحرب ستنتهي عندما تتوقف حماس عن حكم غزة أو تشكيل تهديد للإسرائيليين.
ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
ميدانياً، أعلنت السلطات الصحية التابعة لحماس الأحد أن حصيلة الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة ارتفعت إلى 44429 قتيلا على الأقل. وقد قُتل 47 شخصا على الأقل في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
وقف تسليم المساعدات
ومن ناحية أخرى، قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن الوكالة اضطرت إلى وقف تسليم المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم) غداة استيلاء عصابات مسلحة داخل غزة على أغذية من قافلة مساعدات.
وأضاف لازاريني في منشور على منصة إكس: “يأتي هذا القرار الصعب في وقت يتفاقم فيه الجوع بسرعة”. وجاء وقف تسليم المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم) الذي تسيطر عليه إسرائيل بعد أسبوعين تقريبا من نهب شحنة مساعدة كبيرة على الطريق نفسه.
وقال لازاريني إن مسؤولية إسرائيل “كقوة احتلال” هي حماية عمال الإغاثة والإمدادات، وإن العملية الإنسانية أصبحت “مستحيلة بلا داع” بسبب ما وصفها بالقيود الإسرائيلية.
وتنفي وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وحدة تابعة للجيش الإسرائيلي تشرف على نقل المساعدات، أنها تعوق إيصال المواد الغذائية إلى غزة، وتقول إنها لا تضع حدا للإمدادات التي تصل للمدنيين وتتهم الأمم المتحدة بالتسبب في تأخيرها.
برلين: على إسرائيل أن تفي بتعهداتها
بدوره رأى توبياس لندنر، وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية، الأحد أن إسرائيل “ليس لديها أي عذر” لمنع إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وذلك عشية مؤتمر حول الدعم الإنساني للقطاع تنظّمه القاهرة.
وقال ليندنر في بيان قبيل توجّهه إلى القاهرة إن على إسرائيل “أن تفي في نهاية المطاف بتعهّداتها في ما يتّصل بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة وإتاحة الدعم الإنساني الكافي في كل الأوقات”.
وأضاف ليندنر بالقول: “ليس هناك أي عذر. حق إسرائيل في الدفاع عن النفس يتوقف عند حدود القانون الدولي الإنساني”.
وكانت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك قد أدلت بتصريحات مماثلة في أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، متّهمة إسرائيل بالتهرّب “باستمرار” من التزاماتها.
وتسعى برلين التي زادت مؤخرا شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، إلى إيجاد توازن يزداد تحقيقه صعوبة بين دعمها التاريخي لإسرائيل ودعواتها لاحترام القانون الدولي في الصراع الدائر في الشرق الأوسط والذي احتدم في قطاع غزة وامتد إلى لبنان.