أمة واحدةسلايدر

مصر.. طقوس رؤية هلال رمضان في مطروح

قبائل مطروح: تعد العجائز الحصى لعد الأيام بطول الشهر الكريم 

في سيوة: الإعلان عن رؤية الهلال بالطبل والزغاريد  

في واحة «أم الصغير»: يمشى أحد الشباب ليسأل المسافرين عن بدء الشهر الكريم ليعود ليخبر أهل قريته

يوسف علي

شهر رمضان يختلف في طقوسه وعاداته من منطقة الى أخرى ومن بقعه جغرافية الى أخرى بحسب عادات وتقاليد سكان المنطقة التي يمارس فيها طقوس الشهر الكريم.

طقوس بدو مطروح من أبناء القبائل لرؤية هلال شهر رمضان.

وبالنسبة لمحافظة مطروح فعادات وتقاليد أهلها تتسم بالجمال والروحانية نظرا لارتباط أهالي البادية والنجوع بالدين فى طقوسهم وحياتهم اليومية وخاصة في النجوع والبر كما يطلق البدو على الأماكن الصحراوية التي يحب أن يسكنها بدو القبائل بمطروح

وعن عادات وتقاليد بدو مطروح في رمضان فهناك مراحل لطقوس البدو في شهر رمضان منها مرحلة البحث عن الهلال وكانت تلك الطرق في استكشاف الهلال تستخدم قديما قبل التقدم العلمي الحديث فكان كبار رجال النجع ينتخبون عددا قليلا من الشباب المشهود لهم بالصدق وقوة الإبصار ويخرجوا معهم لاستكشاف الهلال في أعلى مكان خارج النجع، وعندما يراه أحدهم يقوم الجميع بالتكبير والتهليل وينزلون إلى النجع مهنئين الجميع ويباركون بعضهم البعض بقدوم الشهر الكريم قائلين: «لا فيك مرض لا علة» وهو تمني بأن يعطيهم الله الصحة بدون أمراض ولا علل حتى يقوموا الشهر كله صائمين قوامين في الليل

طقوس المرأة البدوية في الاستعداد لشهر رمضان

وأما بالنسبة للمرأة البدوية فلها دور رئيسي

فتقوم المرأة البدوية في رمضان، وفور معرفتها بقدوم الشهر الكريم وخاصة العجائز منهن بجمع عدد من الحصوات على عدد أيام الشهر الكريم حتى تضع جانبا كل يوم حصاة واحدة بانتهاء الصوم وإفطار ذلك اليوم.

وبالنسبة لعادات الطعام في رمضان

ففور معرفة السيدات البدويات بقدوم الشهر الكريم تقوم على الفور بتجهيز «القديد» وهو لحم الضأن المملّح حتى يتم طهو جزء منه كل يوم من أيام رمضان وذلك قديما قبل ظهور الثلاجات ووسائل الحفظ الحديثة،

أما بالنسبة لطعام البدو في رمضان، فالبدو لا يفطرون وجبتهم الأساسية عند أذان المغرب، بل يكسرون صيامهم فقط باللبن الحامض وبعض من التمرات ثم يقومون للصلاة وحين الانتهاء من التراويح بعد العشاء يعودون إلى البيت لتناول الوجبة الرئيسية لهم للفطور، وتسمى «الضحوية» ولا بد أن تشمل (مشروب ساخن) مثل الشوربة المغربي التي تصنع من البقدونس والشرائح على مرقة اللحم الضأن وبعض من فتات اللحم الضأن ومعه أي نوع من أنواع الأرز البدوي المشهور سواء الأرز «الحَمَر» غامق اللون نتيجة طبخه مع صلصة الطعام، أو الأرز «الصَّفَر» وهو المصنوع مع الكركم نظرا لفائدته الصحية الكبيرة، وذلك أيضا مع لحم الضأن، ولا يحبذ البدو من أبناء القبائل طعام السمك في رمضان عند الكثيرين منهم.

رؤية الهلال في سيوة

في سيوة يكون لشهر رمضان استعداد خاص بين الأهالي نظرا لطبيعتهم المتدينة والطيبة، ويغلب الطابع الديني على أهالي واحة سيوة نظرا لارتباطهم بطريقتين دينيتين مشهورتين في التصوف وهما: الطريقة المدنية للشيخ ظافر المدني، والطريقة السنوسية، وهما طريقتان يعتمد أهلهما على الكثير من الذكر وتلاوة القرآن والتواد والتراحم بين أهل كلٍ من الطريقتين.

ويكون استقبال أهالي سيوة لشهر رمضان فيما يشبه استقبال الضيف العزيز، فترى الفتيات الصغيرات في كل منزل يقمن بكنس البيوت من الداخل وتجهيز باحات المنزل لاستقبال الضيوف استعدادا لضيوف الرحمن طوال الشهر الكريم، وأيضا تعلّق الفتيات «عراجين» البلح على الأبواب بشكل لافت احتفالا بقدوم شهر الخير.. شهر رمضان الكريم الذي يقدّره أهالي سيوة بشكل لافت وينتظرونه من العام للعام بكل اشتياق.

ويتعرف أهالي سيوة على هلال الشهر الكريم الآن عن طريق القنوات الإعلامية والقنوات الفضائية، بينما في تراث الواحه وقبل دخول الكهرباء إليها كان أهالي القبائل الشرقية والغربية بسيوة يجتمعون ويختارون فيما بينهم من هو أكثرهم حدة في البصر، ويتم إرساله للصعود إلى جبل الدكرور، وقديما أيضا  كان يتم طلوع من هو حاد النظر إلى أعلى جبل مدينة  شالي القديمة ومعه شخص يسمّى القدوة، وهو من يوثق في كلامه بالصدق ومعروف عنه بين أهالي الواحة بعدم الكذب، ويصعدا إلى الجبل ومعهما ثالث من أهل الواحة، ويضعوا جانبهم ما يشبه الإناء الكبير الذي يتم ملؤه بالماء ليرى فيه مستطلع الهلال شكل الهلال حين ينعكس على صفحه الماء في الإناء وحين يراه يقوم بالقرع على الطبلة بشكل متواصل، فيعلم أهل الواحة بقدوم الشهر الكريم ليبدأوا صومهم،

ومن تقاليد النساء في رمضان بواحة سيوة أنهن لا يخرجن من بيوتهن طيلة الشهر الفضيل وهن بطبيعة الحال طوال العام لا تجدهن في الشوارع إلا بصعوبة، وإذا وجدتهن يكنّ بصحبة أحد أفراد البيت، وهن يغطين وجوههن دائما فلا تستطيع تمييز وجه أي سيدة منهن.

جارة أم الصغير ترسل شابا بسيارة ليمشي 240 كيلو مترا ليسأل العابرين عن قدوم رمضان.

أما جارة أم الصغير، أو واحة «الجارة» كما يطلق عليها أهالي مطروح، ولمتابعة هلال الشهر الكريم فأهلها يتربصون معرفة شهر رمضان وهلاله من مرتادي الطريق الدولي بسياراتهم على طريق سيوة مطروح، وخاصة عند منطقه تدعى «بير النُّص» حيث كان يرسل أهالي الواحة قديما واحدا منهم عند قرب حلول الشهر الكريم إلى منطقة بير النص التي تربط ما بين سيوة ومطروح، وعندها يوجد استراحة على الطريق يسأل مندوب واحة الجارة الموجودين في الاستراحة عن هلال الشهر: هل حل رمضان أم ما زال، وينتظر حتى يتأكد من حلول هلال الشهر الفضيل ثم يعود ليخبر أهله الذين يسكنون على بُعد حوالى 120 كيلومتر جنوب الاستراحة الموجودة على طريق سيوة مطروح.

ويقسّم أهالي الجارة شهر رمضان لثلاث تقسيمات للشهر إلى 3 عشرات، هي:

1- العشرة السريعة

(العشر الأوائل) من الشهر الكريم والتي تمر بسرعه في الالتزامات الاجتماعية.

2- العشرة المتوسطة

وهى العشرة التي يحل فيها الشهر ويكون أهالي الواحه قد أخذوا على الطابع الرمضاني، وجَوّ السحور والافطار.

3- العشرة البطيئة

هي الأخيرة والتي يبدو أن تسميتها بهذا الاسم لبطء ترقبهم للعيد أو لتمنيهم بطء الوقت حتى لا ينتهي الشهر الكريم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى