مضر أبو الهيجاء يكتب: أردوغان والهوية الإسلامية في تركيا
كيف يمكن لأردوغان أن يختم حياته السياسية بنقلة نوعية لصالح الهوية الإسلامية في تركيا؟
جزى الله التلميذ النجيب للمفكر نجم الدين أربكان، الطيب رجب أردوغان، وغفر له كل تقصير وخلل، وأثابه عن الأمة خيرا فيما قال وفعل وقدم وأخر فحقق رعاية أو حماية أو غطاء لمشروع الإسلام والمسلمين حيث كان.
بعد ثلاث سنوات ونيف في عام 2028 سيرحل أردوغان عن عالم السياسة، ومشروعه في تركيا لم يحقق نصرا بعد، وذلك بمعنى التمكين في مشروع الهوية الثقافية، ورغم بصماته في مناحي ونواحي الحياة التركية العلمية والدينية والاجتماعية والسياسية، إلا أن رصيد العداء الذي زرعه الغرب والصهيونية في تركيا لا يزال متجذرا ومفاعيله صلبة وقوية وأدواته حاضرة وذكية، وله أنصاره وداعموه الدوليين، فيما يصارع المسلمون الأتراك لاسترداد هويتهم الثقافة منفردين، وذلك في ظل أحوال العرب المشتتين والمستضعفين.
فكيف يمكن لأردوغان أن يحدث نقلة نوعية تسهم في استكمال مشروعه ومشروع أربكان ومشروع النورسي في الإصلاح وارجاع الدين بشكل عمودي وأفقي للحياة التركية؟
الجواب يكمن في القطار… نعم إن انشاء سكة قطار في أرض الشام توصل درعا ودمشق وحمص وحماة وادلب وحلب بإسطنبول، سيشكل فارقا ثقافيا دعويا علميا تعليميا فارقا في مستقبل تركيا والأتراك.
إن إنشاء سكة قطار تربط أهل الشام ودعاتهم وعلمائهم الكرام ومدنهم، بجند الإسلام وقوته العظمى ذات البأس الشديد والعرق العنيد في عموم تركيا وخصوص إسطنبول ذات الاشعاع، ستكون صفقة القرن بالنسبة لمشروع المسلمين في هذا الإقليم الفاعل والحساس وأس التغيير في التاريخ.
إن فضل تركيا الحالية -بعد الله- على السوريين كبير وعظيم، كما أن فضل أهل الشام على تركيا المستقبلية سيعود كما كان قبل مائة عام، فهل يلتقط السياسيون الأتراك الحاليون، وحكام سورية الجدد والقادمون، تلك الفرصة الذهبية، حيث تتوفر في أيديهم الصلاحية والقرار، في ظل احتراب دولي وانشغال الخصوم والأعداء والأنداد.
اللهم انصر أهل الشام ومكن للدين في تركيا، وأصلح أحوال المسلمين في كل مكان، ورد المسجد الأقصى لحضن المسلمين كما كان.