مقالات

مضر أبو الهيجاء يكتب: التفاوض حل مرحلي لسورية وفلسطين

إضاءات سياسية فلسطينية سورية

وجهت نداء للرئيس السوري أحمد الشرع لإنقاذ دماء أهل غزة، بناء على تصور واع ومسؤول ومدرك لحقيقة الموقف العربي الرسمي المستخذي للإدارة الأمريكية القاتلة والمطبع مع إسرائيل المجرمة.

قد يبدو للبعض طرحي غريبا فيما اقترحت على السيد الشرع من تفاوض مباشر مع أمريكا سيدة إسرائيل ومديرة المنطقة في الحقبة الحالية، وللتوضيح أقول:

1/ إن حركة المقاومة الإسلامية حماس التي أطلقت عملية 7 أكتوبر وطوفان الأقصى قد نحرت سياسيا في يوم 8 أكتوبر، حيث تلقف الإسرائيلي الفرصة الجوهرة وأدارها الطرف الأمريكي بشكل يناسب وخطته لإعادة ترتيب أوضاع عموم المنطقة.

2/ دفعت حركة حماس ثمن خطيئتها بالارتباط الفولاذي مع إيران والتعويل عليها في المعركة من خلال مفهوم وحدة الساحات.

3/ لم تدفع حركة حماس عشر معشار ما دفعه الشعب الفلسطيني الصامد، نتيجة خيارها السياسي والعسكري غير المحسوب والقاصر.

4/ أدركت قيادة الحركة ومن خطط ونفذ العملية حجم الورطة الكارثية، لاسيما بعدما بصق خامنئي وعبد اللهيان وإبراهيم رئيسي على الدماء الفلسطينية.

5/ انتقلت حركة حماس من عملية 7 أكتوبر والقتال والتحرير المنشود للتفاوض غير المباشر مع إسرائيل، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من بداية العملية، وهي لا تزال خلال سنة ونصف تفاوض الإسرائيليين الرافضين كما الأمريكان إيقاف المعركة وذلك باعتبارها الفرصة الجوهرة.

6/ انتهت فاعلية حركة حماس من الناحية السياسية، وضعفت من الناحية العسكرية، لاسيما بعد الغدر الإيراني والتخاذل العربي الرسمي حد الخيانة الرسمية.

7/ بات الشعب الفلسطيني عبارة عن دماء ولحوم مستباحة من خلال الهجمات الإسرائيلية كل ساعة على سبيل التسلية، وهو توجه أمريكي يشتهي القتل ويعشق الدم.

8/ إن حجم الهوان الذي جسده الواقع العربي والإسلامي الرسمي تجاه غزة، نقل الإسرائيليين بضوء أمريكي لقصف سورية وذلك بعد فرار كلبها الوفي.

9/ فشل التفاوض بين حماس وإسرائيل في إيقاف قتل الفلسطينيين، الأمر الذي دفعني لجمع سورية الجديدة وفلسطين في كفة واحدة تسعى لتحقيق المصالح ودفع الشرور الراجحة.

10/ إن دعوتي الرئيس السوري للتفاوض المباشر مع ترامب، نابع من المسؤولية الشرعية والسياسية والأخلاقية تجاه الشعب السوري وشعب فلسطين، لاسيما وأنهما باتا تحت المقصلة، ولا يملكان الأسباب المادية الوجيهة للمقاومة.

11/ إن فلسطين أهم جيوب الشام الثائرة، وكل حديث عن دولة فلسطينية ستقوم هو وهم ومحرقة لشعب فلسطين.

12/ إن التفاوض السوري مع الإسرائيليين من خلال الإدارة الأمريكية القاتلة، هو من جنس تفاوض حماس مع الصهاينة، وهو ليس مشروع سياسي، بل تفاوض إنساني واع ومسؤول لحقائق وتوازنات المرحلة.

13/ إن دعوتي الرئيس الشرع للتفاوض عن سورية وفلسطين، تستهدف تحقيق مصالح حقيقية واعية لإقليم الشام، سواء في سورية أو فلسطين، والتي انتزعت من أرض الشام المباركة.

14/ إن دعوتي الرئيس الشرع لعقد صفقة إنسانية سياسية مرحلية تنقذ دماء المسلمين في غزة بنقلهم لمدن الشام الواعدة، مقابل ايقاف القصف الإسرائيلي لمدن سورية، يستهدف تعطيل وارباك المشروع الإسرائيلي في فلسطين، ومنع التجربة السورية الواعدة من الدخول في نفق الاستنزاف الأمريكي المقصود لأهم تجربة واعدة في تلك المرحلة، وهو ما يوفر شروط التنمية وبناء سورية القوية أم فلسطين والرافعة.

15/ إن اقتراحي إنقاذ أهل غزة يهدف حفظ الدماء وإفشال مشروع الابادة، وإن معادلة الموت واقفا ولا التهجير، ابتزاز أخلاقي لا يعكس جوهر فهم الوحي ولا مقصود الرسالة.

16/ إن التوقف أو الانسحاب لا يعني بالضرورة التراجع والهزيمة والفرار من الزحف، فالله شرع في معادلة الجهاد التحيز للقتال والتحرف إلى فئة، وهو جزء من السلوك الجهادي المرتبط بوقائع وظروف المرحلة.

17/ إن خروج جزء من الناس من غزة لمدن سورية الواعدة، في ظل الصورة المقروءة والراجحة بناء على تجربة قائمة وأوضاع معاينة، ليس فيه معنى تخل عن فلسطين إلا عند من يعبدونها، أما من يعبدون رب فلسطين وينتمون لأمة المسلمين، فلا فرق عندهم بين نزوح أهل حمص إلى دمشق أو سكان دمشق وغوطتها المباركة إلى ادلب الحاضنة.

18/ من الإثم الكبير في ظل واقع المسلمين ومن ينشدون التغيير وإقامة دولة الإسلام والمنحازين لأمة الموحدين ورابطة الدين، أن يحدد أفهامهم ويفرزها ويحدد القبيح منها والصحيح العدوين سايكس وبيكو، واللذين قسما إرث المسلمين!

19/ إن فلسطين قضية المسلمين وجزء من عقيدتهم، والإعداد الواجب والمعتبر شرعا في إنجاز التحرير هو الاعداد على مستوى الأمة لاسيما في محيط فلسطين المتوسط واللصيق، وإن أي اعداد على مستوى غزة أو الضفة يتخذ قرار معركة التحرير الشاملة، هو مفتئت على مجموع الأمة.

20/ إن إنجاح التجربة الإسلامية في أرض الشام بداية صعود للأمة، فوجب تحقيق الشروط وضبط إيقاع المعادلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى