أقلام حرة

مضر أبو الهيجاء يكتب: السلفية الدعية بين قصور المناهج وزيغ المواقف

إضاءات منهجية سياسية

استمعت لكلام الدكتور ياسر برهامي زعيم السلفية الدعية في مصر، حيث بسط تصوره المنهجي والشرعي حول عموم النازلة الغزية، مستشهدا بفهمه لبعض آيات القرآن الكريم وسنة النبي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم، ومتهما كل من ينادي بالتحرك الرسمي والشعبي لنصرة أهل غزة بالقصور!

لا يختلف أحد من المنتسبين للإسلام العظيم في مرجعية القرآن الكريم والسنة المطهرة وسيرة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم.

إن الخلاف الحقيقي الذي يسبب تصدعا في صفوف الحركات والنخب الدعوية والسياسية يتمحور في جانبين هما المناهج والمواقف.

وإذا نظرنا إلى مساحة المختلف فيه فيما يطرحه الدكتور برهامي لابد أن نبحث عن عور المناهج الذي قاد لخلل المواقف.

يمكن الوقوف على ثلاث إشكاليات منهجية في نموذج الدكتور ياسر برهامي والذي يعبر عن سلفية قاصرة ومشوهة.

أولا: خلل التوصيف الشرعي لأنظمة الحكم القائمة، وزيغ الأحكام تجاه قياداتها ومؤسسات الحكم المشرعة والمقررة والمنفذة فيها.

ثانيا: إسقاط القيمة المعتبرة للوحدة السياسية المعبرة عن مصالح كيان الأمة الجمعي، وحلول التصورات الشرعية العليلة والفاسدة محل التصورات الشرعية السديدة، وذلك بسبب الانطلاق من والإكتفاء بالإطار القطري الذي صنعه ورسمه الأعداء ليفتت ويفكك حقيقة الأمة الواحدة.

ثالثا: حلول الإرتباط الوثيق بالسلاطين، بديلا عن الإرتباط الواجب بشعوب الأمة وأفرادها، وهو سلوك مناقض لما كان عليه سلف الأمة في القرون الأولى الأكثر التصاقا وقربا من سيرة المعلم الأول والنبي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم.

سأكتفي بثلاثة أشكال خلل منهجية قائمة، تفسر حالة التيه والتخبط والانحراف الذي حل ببعض الحركات والرموز السلفية المعاصرة، فأخرجها عن السوية والصراط المستقيم المفضي لحفظ الدين ورعاية أحوال الأمة.

وبقدر ما تتوسع بعض الشخصيات والحركات السلفية في جوانب الخلل المنهجية الثلاثة، بقدر ما تزداد الفجوة بين هذا الطرح وبين فهم الدين الصحيح وفق مدرسة السلف الصالح، والتي تحفظ الدين وتجدده وفق أصوله الشرعية، وترعى مصالح المؤمنين في كل زمان وكل حين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى