يقول سبحانه ﴿فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ۚ ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ۗ وَالَّذِينَ قتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يضِلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾
لم تنتصر فلسطين، فهي لم تتحرر بعد، ولا يزال المحتل الصهيوني قابض على مفاصلها وشرايينها،
ولكن قلوب الناس طاشت فرحا على أمل انتهاء أوزار الحرب.
إن النصر الجزئي متحقق في أمة محمد صلى الله عليه وسلم حيثما ثبت أصحابها على الحق.
أما النصر الكلي فهو لم يتحقق بعد، ولن يتحقق مطلقا دون تغيير حقيقي في أوضاع الأمة، لاسيما المحيطة بفلسطين،
ولن يتحقق قبل تحقيق شروطه في فلسطين.
إن إسرائيل اليوم في حالة علو كبير، وأمريكا المجرمة في حالة حلول متقدم في منطقتنا،
ومصر خزان الأمة لا تزال أسيرة الطاغوت ولم تتحد مع الشام بعد.
إن الفرق كبير بين حدوث الفرحة وتحقق النصر، وإذا كانت الفرحة حاصلة عندما تقل أوزار الحرب،
فإن للنصر شروط موضوعية وشروط ذاتية.
وبكلمة يمكن القول أن انتصار فلسطين وتحرير الأقصى يمكن أن يتحقق بشكل تراكمي، وأماراته الموضوعية تكمن في تحرر دول المنطقة،
أما علاماته الذاتية فهي التوبة السياسية وتصحيح المسار المنهجي،
والاعتراف بالأخطاء السابقة دون كبر ولا معاندة تجلب غضب الله من جديد.