مضر أبو الهيجاء يكتب: ويل لمن جعل الإيمان بإيران من أركان الجهاد!

الحزب الإسلامي في العراق

إن حجم الخلل العقدي والانحراف السياسي الذي تسببت به بعض القيادات الفلسطينية، وعموم خيار المقاومة الحالي في ارتباطه بالمشروع الإيراني -القائم على عقيدة ولاية الفقيه، والمفارق لهوية الأمة المسلمة القائمة على القرآن والسنة، والمحتل لعدة عواصم عربية، والقاتل لملايين العراقيين والسوريين واليمنيين خلال أربعة عقود- هو إثم كبير لا تصلحه إلا توبة كبيرة ومعلنة، تحدد جوانب الضلال في هذا المسار وتعلن عنه الردة.

لقد بات جزء من شعوب الأمة لا يعتقد بأن النصر من عند الله، بقدر ما يعتقد أنه من عند إيران وهي أسه! فمن المسؤول عن هذا الضلال والإضلال، ومن المسؤول عن تبخيس قيمة أرواح ودماء الملايين من الموحدين الذين قتلتهم إيران، وعدم وضعهم في ميزان النظر والموقف الواجب والاعتبار؟

من المؤسف القول إن حجم الخطاب السياسي الفلسطيني في مساره الإسلامي بات مقرفا بسبب حجم إصراره على حضور إيران في كل متون أقواله وخطاباته، للحد الذي تسبب فيه بزراعة مفهوم الإيمان بإيران في وجدان عموم شعوب الأمة، وحتى باتت إيران أهم عناوين الأقصى والجهاد والقضية الفلسطينية، وفاقت في وعي الأمة تاريخ الناصر صلاح الدين وتجاوزت قيمتها قيمة الفاروق عمر!

فيا لويل من كان سببا في هذا الإثم العظيم، وكم توبة يحتاجها حتى يخرج من إثمه وضلاله المبين؟

إن الذي يستمع لخطاب الحزب الإسلامي العراقي في توصيفه للدور الإيراني في القضية الفلسطينية -رغم كل عذابات الشعب العراقي بسبب ملالي إيران- يدرك حجم الكبائر السياسية التي اجترحتها حركتي حماس والجهاد الإسلاميتين، وذلك من خلال تلويثهما لنقاء الفهم الإسلامي، وإصرارهما على الدعوة للضلال، من خلال مدح وتزكية والترويج لملالي إيران!

خطاب بعض الإسلاميين يحتاج إلى غسيل سبع مرات

إن خطاب بعض الإسلاميين من قادة المقاومة اليوم يحتاج إلى غسيل سبع مرات أولاهن وأوسطهن وآخرهن بالتراب، لعلنا ننجح في تخليص المسلمين من فكرة باتت في وجدانهم عقيدة ترتبط بالأقصى وركنا من أركان الجهاد.

لقد بلغ الإيمان بإيران المعادية والترويج الوضيع لها مبلغا لا يطاق، وأزعم أن الله سبحانه لو أرسل نبيا ليخبر الناس أن مشروع إيران مشروع كفر وظلم واعتداء وضلال، لقال له كثير منهم وما أدراك يا نبي الله، فإخوانك في الميادين وأنت تبلغ عن الله! يا رسول الله ألم تعلم أنه لا يفتي قاعد ولا نبي لمجاهد، وهل تريد أن يكون خصمك يوم القيامة هم الشهداء!

فهنيئا لمن خشي الله وعلم قدره فأعلن توبته من جريمة ارتكبها في حق الدين الإسلامي، وفي حق الأمة التي وضعها بإصرار في طريق الضلال.

اللهم نسألك أن تهدينا الى سواء السبيل وأن ترزقنا توبة أكبر من الكبر الذي تعاظم في قلوبنا، وأن تجعلنا سببا في هداية الناس لا إضلالهم، وأن تقبض أرواحنا وأنت راض عنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights