معاني الكلمات بين تطوّر الحياة وتطوّر اللغة
1- بهلول:
كانت تعني “السيد العظيم الذي يلجأ إليه أهله”، فأصبحت تعني “الأبله الذي يسخر الناس منه في الشوارع”، وهو تطوُّر دلالي حدث للكلمة بعد أن كان المُلوكُ والأمراء والسادة يُخلَعون في عصر المماليك، وتُفقأ أعيُنُهم، وتُجدَع أنوفهم، فيسيرون في الشوارع عُرضةً لسخرية الناس.
2- بهلوان:
هو الفارس الماهر الذي يتقن فنون الكرّ والفرّ والقفز والمروق من بين السهام والسيوف والرماح، إلى آخر مهارات الفرسان، وبعد استعمال المدافع والبنادق في الحروب، أصبحت مهاراته غير ذات نفع، ومع الوقت أصبحَت تُطلَق على اللاعبين في الملاهي والسيرك، وعلى التافهين.
3- بلطجي:
هو العملاق حامل البلطة الذي كان يسير في مقدمة الجيش، ويمهّد الطريق للجنود، وتحولت للدلالة إلى المجرمين أو المعتدين على الناس بغير حق، وقد رأينا شخصية “تورجوت” حامل البلطة في مسلسل “قيامة أرطغرل” التاريخي.
4- شاطر:
كان العرب يطلقونها على اللصوص، وخصوصًا القراصنة وقُطّاع الطُّرُق، وتعني الرجل الخبيث الماكر، وأصبحت تستخدم الآن في البلدان العربية بمعنى الذكي الناجح،
5- فاسق:
الفِسق في اللغة هو الخروج عن الشيء المعتاد، بصفة عامة، فالمتمرّد فاسق.
(كانت بعض القبائل تُجرِّم الزواج من القبائل الأخرى، فإذا تمرّدَ رجل وتزوّجَ من قبيلة ثانية، فهو بالنسبة لقبيلته: فاسق، وإذا رفضَ شاب مهنة قبيلته التي تعمل كلها بالتجارة مثلا، وامتهنَ هو حرفة أخرى مرفوضة من قبيلته، فهو بالنسبة لهم فاسق… وهكذا)
فكلمة فاسق كانت تُطلق على كل متمرّد أو رافض لسياسة القطيع، وهو ما نطلق عليه: (يغرّد خارج السِّرب)
وتحوّلَ معنى الكلمة مع الوقت للكُفر والخروج من الدين.
فمعنى الفسق في المصطلح الشرعي هو خروج الإنسان عن حدود الشرع وانتهاك قوانينه بالسيّئات، وارتكاب المحرّمات وهي الكبائر، أو الإصرار على الصغائر، والبِدَع.
هكذا نرى أن تطور الحياة يؤثر بشكل كبير على تطور اللغة، مرآة المجتمع، وعلى علم التطور الدلالي اللغوي..
هذا على سبيل المثال، لا الحصر