“مُعلّقةُ حماس”.. شعر: سمير محمّد عشماوي

معارضة معلّقة عمرو بن كلثوم (أَلا هُبّي بِصَحنِكِ فَاَصبَحينا)

الشاعر سمير محمد عشماوي

ألا هُـبِّي بصحنكِ فاصبحينا

ولا تُبقِي خيال الخائـــــــنينا

وَرُدّي كل مَن خافوا وفــرّوا 

وساروا في صفوفِ الخائبينا

ومَن ذا ثبّطوا عزمًا عَزمنا

ومَن بثّوا رياح القـــــهرِ فينا

ومَن نكثوا عهود اللهِ عنّا

وتاهوا في زحامِ التـــــــائهينا

ومَن قعدوا ومَن قالوا كلاما 

ومَن كانوا مِن المــــــتشدّقينا

ومَن باعوا مبادئهم لدنيا   

ومَن قد دعّموا المتـــــــسلّطينا

ومَن قد زخرفوا البطلان حقًا 

وعاثوا في ديار المسلمينا

يبيعون المبادىء فى كلامٍ

وعاشوا بالهوان مكــــــــبلينا

إذا قمنا لحقٍ أجلسونا    

وبالبهتان كم قد عــــــــــيّرونا

فلا واللهِ ما هم بالرجالِ

ولا كانوا لنا حصـــــنا حصينا

يذوقُ النصر من قبل التحدّي

وصار العارُ للمتـــــــــــخاذلينا

فقُصِّي مِن بطولات النشامَى

ومَن ضحّوا بأنفسهم ســــنينا

ومَن بدمائهم كُتبت حياةٌ

ومَن هَـزموا جموع الظالمـــينا

وقُصِّي كيف (آلافٌ) تخلّوا    

عن المظلومِ ليس له مـــــــعينا

ومَن عزفوا على أوتار مجدٍ

تميلُ له نفوس السامعــــــــينا

ومَن نادوا بصوت الحق عالٍ

فزلزلَ صوتهم عرشًا مكـــــينا

وجادوا بالدماء على رمالٍ

ليحيا الشعب حُــرا لا يلـــــــــينا

ومَن ساروا على درب  الفداءِ

ومَن نهجوا طريق الصـــــادقينا

همُ الأحرار نورٌ في سمانا    

وللإسلام جندُ المخلصـــــــــــــينا

وقُصِّي كيف يهوى الظلم يوما  

وكيف يردّ جهل الجاهلـــــينا

وتضحيّات شعبٍ لا يبالي

وعربيدٌ يدمّر كل بيتٍ

ويحرق بالقنابل آمنينا

وينشرُ رعبه حتى نسلّم  

ويترك أرضنا حُمرا رويــــنا

وكم جثثٌ على جثثٍ توارت  

وأشلاءٍ مفقـــــــأةِ العـــــــيونا

فلا الثكلى بكوا مَن مات منهم  

ولا خفضوا لقاتلهم جبيــــــنا

أرى (السنوار) في كل الصبايا  

وروح هنيةٍ تختالُ فــــــــــينا

مصابيحٌ أضاءت في سماءٍ

تعاتبُ في الفضا المتـــطبعينا

ومَن قد هرولوا نحو الأعادي 

لأجل معونةٍ مستســــــــلمينا

ومَن يتسولون رضا عدوٍ   

ومَن من بيننا متخاذلـــــــــينا

وركبُ النصرِ يخنقهم ويشفي  

صدور الصادقين المسلميــــنا

لقد صدم اليهود بما رأوه     

من الآلاف والمتطوعــــــــــينا

وكانوا بينهم في كل شبرٍ

وكم عميت عيون الناظريـــــــنا

وزحف الناس نحو شمال غزة 

وفك حصارهم نصرا مبيــــــــنا

وتسليم الرهائن والأسارى 

أذلّ عدوهم جنّ الجنونــــــــــــا

أرى في الأفقِ رائحة اصطفافٍ

تبث سمومها حقدا دفينــــــــــــا

تسبّحُ باسم أمريكا وتُثني  

على جهد العدو وتستكينـــــــــــا

وقد ذَمّ الإلهُ جهود قومٍ

إلى الأعداءِ هُم متسارعينـــــــــا

يخافون الدوائر من عدوٍ

ويتناسون ربَّهمُ المعينــــــــــــــا

وأن الله فوق الكون يحمي

يسدّدُ خَطو كل السائرينـــــــــــــا

            

  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights