مقالات

ممدوح إسماعيل يكتب: الباطنية المجوس أخطر عدو

محاولات اغتيال صلاح الدين الأيوبي

لم يكن ما فعله صلاح الدين الأيوبي رحمه الله بمحو الدولة العبيدية الفاطمية الباطنية الشيعية سهلاً عند الشيعة الباطنية

فقد أوجعهم بشدة وحتى الآن يكرهون سماع اسمه (رضى الله عنه)

وكعادتهم الشيعة المجوس تعاونوا مع الصليبين وكل أعداء صلاح الدين للقضاء عليه فهو القائد والرمز الكبير

وكان راس العصابة الإسماعيلية الباطنية الشيعية اسمه راشد الدين، وهو أبو الحسن سنان بن سلمان بن محمد البصري الباطني

(قال عنه الذهبي: وكان سخطه وبلاء متنسكاً متخشعاً واعظاً وكان يجلس على صخرة لا يتحرك منه سوى لسانه، فربطهم وغلوا فيه..، واعتقد منهم فيه الإلهية فتباَّ لهم ولجهلهم، فاستغواهم بسحر وسيمياء، وكانت له كتب كثيرة ومطالعة وطالت أيامه.)

الدرس الأول: كلام الذهبي يعنى أنه لا تغتر بعبادة أحد من أذكار وصلاة ولا زهده ولا شكله كحال بعض الشيوخ الآن الذين يعظمونهم دراويشهم التابعين

إنما العقيدة هي الأهم في ميزان الرجال وهي إشارة

مهمة لكثير من المغفلين في زماننا الذين يتبعون شيوخ لمجرد ما يشاع عن عبادتهم وسمتهم أو حفظهم للمتون وهم خونة للدين والمسلمين

المحاولة الأولى: للاغتيال هي أغرب محاولة في عام 570هـ/1174م عندما اتفق الملك الصالح إسماعيل للأسف ابن السلطان نور الدين عن طريق وزيره كمشتكين مع رشيد الدين رئيس عصابة الباطنية الشيعة الحشاشين على اغتيال صلاح الدين الأيوبي

وعلى الفور أرسل رشيد الدين سنان جماعة من أتباعه الفدائيين إلى المعسكر الأيوبي فاكتشفهم أمير يدعى خمارتكين، فقتلوه، ووصلوا إلى خيمة صلاح الدين في جوف معسكره

وأسرع أحدهم بسيفه ليقتل صلاح الدين ولكن صلاح الدين انتبه وحراسه فقتلوه ومن معه جميعاً،

الدرس الثاني:

الخيانة هنا من ابن نور الدين محمود القائد العظيم الصالح ولكن الحسد والحقد من ابنه إسماعيل جعله يتحالف مع أعداء الدين (ولنا في قصة يوسف مثال فيما يفعله الحسد)

لذلك لا تستبعد الخيانة ممن من ملتك واخوانك في الطريق طالما اختلفتم على الحكم والإمارة والزعامة في أي مكان فالزعامة مرض والملك عقيم

وحتى بدون ذلك الحسد داء دفين في القلوب

وقد شاهدنا خلافات واقتتال الفصائل في أفغانستان

ثم الخلافات في سوريا وقت ثورتهم والحمد لله الذي وحد صفهم

لكن مازال الخلاف متنوع بشكل آخر الآن بين السوريين اللهم وحد صفهم

ولا يخفى خلافات قيادات الاخوان على القيادة وغيرهم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

المحاولة الثانية:

زاد غل وحقد الباطنية لم يتوقف رشيد الدين عن محاولات اغتيال صلاح الدين رغم فشل المحاولة الأولى، بل زاد تصميمه،

فأرسل في ذي القعدة عام 571هـ/أيار عام 1176م جماعة من أتباعه يتنكرون في زي الجنود، فدخلوا المعسكر الأيوبي أثناء حصار قلعة عزاز.

وباشروا الحرب مع جند صلاح الدين واختلطوا بهم يتحينون الفرصة لقتل صلاح الدين وفيما كان الجند مشغولون بحصار القلعة.

.. مَّر صلاح الدين بخيمة الأمير جادلي الأسدي لتشجيع الجند على مواصلة القتال …

فهجم عليه أحد الإسماعيلية الباطنية الشيعة وضربه بسكينه على رأسه، إلا أن صلاح الدين كان يلبس خوذته الحديدية فوق رأسه،

فعاد الرجل وضربه على خدَّه فجرحه

فأمسكه صلاح الدين بيده وحاول تعطيله وهو مستمر في هجومه وضربه إلى أن أدركه الأمير سيف الدين يازكوج وقتله،

ثم هجم باطني شيعي ثان على صلاح الدين، فتصدى له داوود بن منكلان وقتله، ثم هجم باطني ثالث لتنفيذ المهمة، فاعترضه الأمير علي أبو الفوارس، وطعنه ناصر الدين محمد بن شيركوه وقتله وخرج رابع من الخيمة هارباً، فطارده الجند وقتلوه..

وقد تسببت هذه المحاولة للاغتيال في التوقف عن القتال مع الصل يبين بعدما أشاع الباطنية ان صلاح الدين قد قتل، وعلى الفور اتخذ صلاح الدين إجراءات صارمة منها أنه فحص جنوده جميعا واحداً واحداً.

فمن أنكره أبعده، ومن عرفه أقرَّه، وحرص حرصاً شديداً واتخذ تدابير احترازية صارمة في التفتيش والحراسة والمخابرات

وعلى سبيل الاحتياط الشديد ضرب حول سرادقه برجاً من الخشب

وقد صمم صلاح الدين على أن يضع حداً لخطر هؤلاء الزنادقة فجهز حملة عسكرية في شهر محرم عام 572هـ/شهر تموز عام 1176م،

وحاصر حصونهم ونصب المجانيق الكبار عليها وأوسعهم قتلاً وأسراً وخَّرب ديارهم، وهدم أعمارهم وهتك أستارهم ودمّر قوتهم تمامًا حتى أنهم توقفوا بعد ذلك عن أي حرب أو محاولة اغتيال له*

الدرس الثالث:

احذر الاختراق، عدوك لن يتركك وسيسعى للتسلل داخل أخلص الناس لك جنودك

فلابد من الاحتياط واتخاذ التدابير حتى داخل جنودك ومازال الاختراق وسيلة سارية حتى الآن بوسائل متنوعة في الدول والجماعات

ولابد من حراسة القائد لأنه الهدف الأول للعدو

والأهم لا تترك عدوك من أول بادرة لخيانته فإنه سيعاود الكرة تخلص منه بكل قوة قبل أن يتخلص منك

ويبقى أن: الدولة الباطنية الشيعية في سوريا زالت بفضل الله ثم نضال وجها د المخلصين ولكنهم سيظلون يحاولون التخريب

وأخيراً: طوال التاريخ لن تجد الشيعة وفروعهم من الطوائف إلا مع أعداء الإسلام والخونة من المسلمين ضد أهل السنة وحاقدين على رموزهم ولا يوجد سطر واحد في التاريخ أنهم تعاونوا مع المسلمين أهل السنة ضد أعداء الإسلام

وأقرب مثال تعاونهم مع الأمريكان في العراق وأفغانستان ضد المسلمين وفى سوريا مع الروس

المهم: عندما تتبع محاولات الاغتيال تجد أنها من الباطنية المجوس وليست من الصليبين

رغم أن الطرفين أعداء لكن الباطنية الشيعة المجوس أخطر ويقتلهم الغيظ من رؤية راية التوحيد والسنة عالية فافهموا

وهو درس مهم للجميع وخاصة لإخواننا في سوريا فليحذروا حفظهم الله

ممدوح إسماعيل

كاتب ومحامي مصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights