ممدوح إسماعيل يكتب: مقالات للبيع
كلمة الحق غالية وعزيزة لذلك جعلها النبي صلى الله عليه وسلم أفضل مراتب الجهاد
عَنْ أبي سعيدٍ الخدري -رضي الله عنه- عنِ النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «أفضلُ الجهادِ كلمةُ عدلٍ عند سلطان جائرٍ»
رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حديث حسنٌ
ونظرا لحالة السيولة الرهيبة في الكتابة مع انتشار وسائل التواصل والاعلام الذي لا يمكن وصفه ومع الشهرة ورواتب المقالات
ظهرت طائفة تبحث عن ما يريده المتابعين أو النظم أو القناة أو الصحيفة أو الموقع
أو أي وسيلة وتكتب مقالها أو تسجل فيديو
وهي تجيد معرفة البوصلة لمكان الكتابة والداعمين ومعرفة عقل الجماهير الغوغاء
أو بوصلة حالة العاطفية بدهاء لا يحسدون عليه
وأخطر هؤلاء من يلبسون زي المعارضة ليحققوا أهدافهم الشخصية
تجدهم في قنوات ومواقع وغير ذلك من منابر الإعلام وعلى وسائل التواصل يتكلمون ويكتبون حسب هوى القناة والموقع والجماعة التي خلف ذلك أو للمجاملة وليس للحق المجرد لله
فتضييع الحقيقة وتضييع أجيال وينشأ الاضطراب ويجد كثير من الشباب الباحث عن الحق تناقضات عجيبة فيضطربون في تحديد طريقهم وفهمهم
والأمثلة لا تحصى من شباب كفر بكل ما يقال فذهب للغلو أو التفريط
وفريق سار وراء القافلة يبغى السلامة ولا ينتج للأمة غير السلبية
كلمة الحق:
هِي رسالة الإسلام
هيَ نور الهداية
هِيَ التوفيق من الله
هِي البذرة الصالحة في أرض الدعوة.
ويبقى أن من مصائب الواقع الدعوى والفكري الإسلامي هي غياب كلمة الحق الخالصة لله
صحيح كلمة الحق صعبة
وتكاليفها صعبة
لكن نتائجها مذهلة في الدعوة وجيل النصر وفى الأخرة الجنة للصادقين
فهل يفئ الدعاة والمثقفين أصحاب الأقلام ويتقوا الله في ما يقولون ويكتبون
ويجعلونه خالصا لله
ولا يفوتني في هذا السياق الترحم على أصحاب كلمة الحق أمثال: سيد قطب والشيخ عبد الحميد كشك والشيخ فوزي السعيد فقد ساروا ضد التيار المنفعي ولكنهم صمدوا رغم المصاعب وأناروا الطريق فجزاهم الله خيرا
اللهم ثبتنا ولا تتوفنا إلا وأنت راض عنا