الأمة الثقافية

من الأدب العالمي: “المتشرّدون” لمكسيم غوركي

رواية في كُبّاية

المجموعة القصصية “المتشردون” لمكسيم غوركي، من الأعمال الكلاسيكية الروسية التي تعكس حياة الطبقة الدنيا في روسيا في مطلع القرن العشرين.

هذا العمل هو مزيج من الأدب الواقعي والتجربة الذاتية لغوركي، حيث يقدم صورة دقيقة للمجتمع الروسي، خاصة الفقراء والمهمشين الذين يعيشون على هامش الحياة.

نبذة عن المؤلف:

مكسيم غوركي (1868-1936) هو كاتب ومسرحي روسي شهير وُلد في أسرة فقيرة، مما أثر على طبيعة كتاباته التي غالبًا ما تناولت القضايا الاجتماعية والحياة القاسية للفقراء. كان غوركي جزءًا من التيار الواقعي في الأدب الروسي، وقد عرف بمناصرته للفقراء والعدالة الاجتماعية.

الموجز:

“المتشردون” هو عمل واقعي مليء بالشخصيات المتنوعة التي تمثل مختلف طبقات وفئات المجتمع المهمشة.

الكتاب هو مجموعة لوحات أدبية تصور حياة المتشردين من خلال مشاهد متفرقة وسرد يشبه المذكرات حيث يعتمد غوركي في كتابه على ملاحظاته وخبراته الشخصية عندما عاش بين المتشردين والشحاذين في شبابه.

 الشخصيات المتنوعة:

  • يحتوي الكتاب على شخصيات عديدة.
  • يركز على الجوانب الإنسانية للشخصيات بدلًا من الحكم عليها، حيث يوضح كيف دفعتهم الظروف الاجتماعية والاقتصادية إلى هذا المصير.
  1. الجانب الفلسفي:
  • يناقش الكتاب قضايا وجودية مثل معنى الحياة، العدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية.
  • يطرح أسئلة فلسفية من خلال حوارات الشخصيات التي تعكس آرائها وتناقضاتها.
  1. النقد الاجتماعي:
  • العمل نقد لاذع للنظام الاجتماعي الروسي في تلك الفترة الذي أدى إلى تفشي الفقر والبؤس.
  • يُظهر الفجوة بين الطبقات العليا والدنيا، وكيف يعيش الأغنياء في رفاهية على حساب الفقراء.

أسلوب الكتابة:

  • يتميز الكتاب بأسلوب بسيط ولكنه مليء بالتفاصيل الدقيقة.
  • يستخدم غوركي لغة مباشرة وسردًا حيويًا يجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش مع الشخصيات.
  • الكتاب مليء بالحوار الداخلي والخارجي الذي يعكس المشاعر الإنسانية العميقة.

أهمية الكتاب:

  1. انعكاس الواقع الروسي:
  • يعتبر الكتاب وثيقة أدبية تعكس الوضع الاجتماعي في روسيا ما قبل الثورة البلشفية.
  1. رسالة إنسانية:
  • يسلط الضوء على أهمية التعاطف مع الطبقات الفقيرة، ويثير الوعي بضرورة الإصلاح الاجتماعي.
  1. تأثيره في الأدب الروسي:
  • كان لهذا العمل تأثير كبير على الأدب الواقعي الروسي، وأصبح مرجعًا للأدب الذي يناقش القضايا الاجتماعية.

لماذا تقرأ هذا الكتاب؟

  • إذا كنت مهتمًا بالأدب الروسي أو الواقعية الاجتماعية.
  • لفهم أعمق لمعاناة الفقراء وتأثير الظروف الاقتصادية على النفس البشرية.
  • لأنه عمل أدبي وإنساني خالد يطرح قضايا لا تزال موجودة حتى اليوم.

مضمون الكتاب:

الكتاب يتضمن ثلاث قصص رئيسية تبرز الجوانب المختلفة للتشرد والبؤس، وتستعرض تجارب شخصيات متنوعة تعيش على هامش المجتمع.

  1. قصة “تشيلكاش”:
  • البطل: تشيلكاش، جندي سابق تحول إلى لص يعيش في الميناء.
  • الموضوع:

القصة تصور حياة تشيلكاش كإنسان ضائع ولكنه كريم بطبعه.

رغم أعماله غير القانونية، يبدي جوانب إنسانية من خلال مساعدة شاب فلاح، حيث يعطيه مبلغًا من المال ليحقق أحلامه.

النهاية:

الشاب الفلاح يظهر لؤمه وجشعه، ويحاول سرقة المال من تشيلكاش، مما يعكس خيانة الإنسان لأقربائه في سبيل المصلحة الشخصية.

الرسالة:

غوركي يبرز التناقض بين أخلاق الفقراء، فمنهم من يكون كريمًا رغم بؤسه، ومنهم من يصبح أنانيًا وجشعًا.

  1. قصة “رفيقي”:
  • البطل: الكاتب نفسه (مكسيم غوركي)، حيث يعرض تجربته الشخصية مع التشرد.
  • الموضوع:

القصة تدور حول رحلة غوركي مع الأمير القفقازي شاركو، وهو رجل شحيح وانتهازي، يسير معه في رحلة طويلة إلى موطنه.

النهاية:

القصة تكشف عن الفرق الكبير بين الحالمين بحياة كريمة وأولئك الذين يستغلون الآخرين لتحقيق مكاسب شخصية.

الرسالة:

هذه القصة تحمل نبرة شخصية، حيث تعكس إصرار غوركي على التغلب على الفقر والبؤس ليصبح كاتبًا مرموقًا.

  1. قصة “الجد أرخيب والحفيد لانكا”:
  • الأبطال: الجد أرخيب وحفيده لانكا.
  • الموضوع:

تصور القصة أقصى درجات الفقر واليأس.

الجد أرخيب يلجأ إلى التسول والسرقة من أجل توفير حياة أفضل لحفيده الصغير لانكا.

النهاية:

رغم محاولاته، يظل الجد والحفيد محاصرين بالبؤس، حتى تنتهي حياتهما معًا في ظروف مأساوية.

الرسالة:

القصة تعكس استحالة الهروب من دوامة الفقر في مجتمع يفتقر إلى العدالة الاجتماعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights