ناصر صلاح يكتب: وقفات مع الآيات (٢٥)

ما يخطّه قلمي ليس تفسيرًا، فلستُ من أهلِه، وإنما هي وقفات أديبٍ عند بعض المعاني والكلمات

اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يخْرِجُهُم مِّنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يخْرِجُونَهُم مِّنَ النّورِ إِلَى الظّلُمَاتِ ۗ أولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ همْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)

تأملوا أحبابي تلك الآية الكريمة التي هي في الحقيقة آيات وآيات وتعالوا نقول:

1- الله ولى الذين أمنوا.. هنا بدأ بالله سبحانه وتعالى لأنه الخير كله ومعه وتحت ولايته لا يخيب أحد والبداية به تطمئن من بعده (الذين أمنوا) الذين يخرجهم من الظلمات (جمع) الى النور(مفرد) لماذا؟ لأن الطريق إلى الله واحد ولأن نقطة ضوء واحدة في الظلمات تكشف الطرقات.

2- والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت.. بدأ بالذين كفروا ولم يبدأ بالطاغوت ليدل أنهم أصحاب هوى وأنهم من أسلموا أنفسهم للطاغوت وولايته.

يخرجونهم من النور الى الظلمات.. الطاغوت مفرد فلماذا جاء بـ(يخرجونهم)؟ لأن الظلمات جمع والظلمات رغم لأنها لون واحد (حالك) لكن طرقها متعددة فلكل ظلمه طريق ولكل طريق طاغوت.

يقول ابن القيم ان الطواغيت خمس: إبليس ومن حكم بغير ما أنزل الله ومن دعا الناس لعبادته من دون الله ومن عبد من ادعى الألوهية من البشر ومن أدعى شيئا من علم الغيب).

تأمل أخر: أن الله بقدرته قادر على اخراج الناس من الظلمات المتعددة الى طريق النور الوحيد الواضح الجلي النقي.

ولكن لكي يخرجك الطاغوت من طريق النور إلى الظلمات فلا يصلح طاغوت واحد،

بل كل أنواع الطواغيت تجتهد في ان تسرقك من النور إلى الظلمات

ولن تفلح إلا إذا كانت نفسك خبيثة تميل لما قد دعوك إليه من ضلال وفساد.

هذا والله تعالى أعلم وهو يهدى السبيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights