تقاريرسلايدر

نتائج انتخابات مجالس المحافظات في العراق يحددها “الزناد والرصاص”

الأمة| تتزايد المخاوف الأمنية مع اقتراب انتخابات مجالس المحافظات في العراق، المقرر إجراؤها في 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، وتتزامن هذه المخاوف مع مخاوف أخرى يمكن أن تؤثر على العملية الانتخابية، مثل الاقتتال السياسي والصراعات بين المرشحين ومحاولات التأثير على الناخبين.

ويحق لأكثر من 16 مليون ناخب عراقي التصويت في الانتخابات المحلية التي ستجرى في العراق.

انتخابات مجالس المحافظات في العراق

ويقول خبراء عراقيون تحدثوا إلى إندبندنت عربية، إن انتخابات مجالس المحافظات في العراق تشكل نقطة تحول مهمة تمهد الطريق للانتخابات الفيدرالية، وأنها جرت في أجواء سياسية متوترة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية أن رئيس الأركان العامة ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني وافق على خطة ضمان أمن الانتخابات المحلية، وجاء في بيان القيادة أن الخطة لا تتضمن قطع الطرق أو حظر التجول.

وقال الفريق الركن قيس المحمداوي، نائب رئيس قيادة العمليات المشتركة العراقية، في تصريح صحفي، إن “انتخابات مجالس المحافظات تختلف تماما عن الانتخابات البرلمانية، وبحسب الخطة وبعد موافقة السوداني لن يكون هناك شيء اسمه إغلاق”. الشوارع في بغداد أو في جميع المحافظات.”

وتابع محمدوي كلامه، وقال إن حركة المواطنين ستكون طبيعية، ولكن ستكون هناك عطلة رسمية، والخطة لا تتضمن حظر التجول في جميع المحافظات، ولكن بحسب المعطيات والتطورات على الأرض، قد يحدث وضع معين. تتطلب حظر التجول في منطقة معينة أو مركز انتخابي أو منطقة انتخابية”.

وأضاف محمداوي: في كل الأوامر الصادرة من اللجنة الأمنية العليا للانتخابات ولجانها الفرعية، لا يوجد شيء مثل حظر التجوال، أو إغلاق المطارات أو البوابات الحدودية، أو حظر التجوال وقطع الطرق بين المحافظات. ومن شأن خطة هذه الانتخابات أن تبعث برسالة حول أمن العراق واستقراره وتسهيل حركة المواطنين للمشاركة في الانتخابات أو العمل من أجل مصالحهم الشخصية. وتعتبر الانتخابات المقبلة حقا وطنيا. سيكون تاريخ التصويت الخاص هو 16 ديسمبر، وتاريخ التصويت العام سيكون 18 ديسمبر.

وقال المحمداوي إنه “سيتم نشر القوات الأمنية بشكل كبير لتأمين كافة مراكز الاقتراع في جميع محافظات العراق”، معربا عن أمله في أن تكون البيئة آمنة حتى يتمكن المواطنون من التصويت بحرية.

وطالب “بتهيئة البيئة لضمان أمن الانتخابات ومنع من يعتدي على المرشحين والمراكز الانتخابية والغرف الأمنية وفق القانون”، وأوضح القائد العراقي أن مسألة المقاطعة وعدم التصويت هي قرار المواطنين أنفسهم. .

وقال محمدوي أيضاً، إن “هناك تنسيقاً عالياً مع مفوضية الانتخابات، وما يميز هذه الخطة عن غيرها هو الاختبار المتكرر لأجهزة وبطاقات المفوضية، إضافة إلى أن كافة الأعمال مستمرة بشكل طبيعي”.

وسبق أن التقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان.

وأكد الجانبان الوضع العام للبلاد، واستعدادات الحكومة لانتخابات مجالس المحافظات، والتعاون بين السلطة القضائية والقوى الأمنية لتعقب كل من يخالف الدستور والقوانين ويحاول عرقلة العملية الانتخابية.

ويرى الباحث الأمني ​​العراقي عماد علاف أن مخاوف المسؤولين الحكوميين بشأن أمن الانتخابات تنبع من مخاوف العديد من القوى السياسية، وقال علاف: “اليوم، نرى ملصقات بعض المرشحين وإعلاناتهم الانتخابية يتم تمزيقها في شوارع العراق، بالإضافة إلى ذلك، فإن مقتل فاضل المرسومي، مرشح محافظة ديالى، يعد علامة خطر على إمكانية استخدام الأسلحة السياسية في الانتخابات للتأثير على تفضيلات الناخبين”.

وتابعت علاف: ولم تأخذ الإجراءات الأمنية والأمنية للانتخابات حتى الآن بعين الاعتبار أمن المرشحين أو مراكز الاقتراع، وسيؤثر ذلك سلبًا على العملية الانتخابية ويرسل رسائل مفادها أن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومة للتصويت ليست فعالة.

ودعا علاف المسؤولين الحكوميين إلى تكثيف الجهود الاستخباراتية لمعالجة مخاوفهم، ونشر وحدات عسكرية وأمنية في مراكز الاقتراع، والتأكيد على الأمن السيبراني في هذه المرحلة.

 انتخابات مجالس المحافظات نقطة تحول مهمة

إلى ذلك، أوضح المحامي والأكاديمي خالد العرداوي، أن انتخابات مجالس المحافظات في العراق تشكل نقطة تحول مهمة على صعيد إرساء أسس الانتخابات الاتحادية اللاحقة.

وبحسب أردوي، فإن هذه الانتخابات ستجرى في أجواء سياسية متوترة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ومن الخطأ أن ننظر إلى هذه الانتخابات على أنها مجرد صراع سياسي في العراق. بل هو امتداد لصراع إقليمي ودولي أوسع.

وقال أردوي إنه مع اقتراب موعد الانتخابات، ستزداد التوترات بين القوى المتنافسة وستحاول استهداف بعضها البعض.

وبين أن نجاح الانتخابات سيعني نجاح القوى التي تتألف منها الحكومة وسيمكنها من الحفاظ على نفوذها وسيطرتها، وأوضح أردوي أن فشل الانتخابات سيعني فشل هذه القوى.

وقال أيضاً إن هذا الفشل لن يقتصر على الفشل في إجراء الانتخابات، بل سيرتبط أيضاً بعواقبها ونتائجها المباشرة.

السلاح يهدد انتخابات مجالس المحافظات

كما ذكر الباحث السياسي مجاشع التميمي أن الأسلحة منتشرة في العراق، ويقدر أن هناك 10 ملايين سلاح خفيف خارج سيطرة الدولة،. وأضاف أن هذا الرقم يثير مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة.

وأشار التميمي إلى أن هذه الانتخابات ستشهد مقاطعة من قبل القوى السياسية الكبرى ذات الكتلة الحرجة، وأن أي صراع سيتعارض مع التصويت. وذكر أن ذلك قد يؤدي إلى تأجيل الانتخابات.

وقال التميمي إن الوضع في ديالى سيء للغاية، مضيفا أن “أكثر من 30 شخصا قتلوا في صراع بين الجماعات السياسية المتعارضة. ومن المعروف أن بعض الجماعات المشاركة في الانتخابات لديها أجنحة مسلحة وتستطيع استخدامها ضد خصومها”. وأضاف أن مقتل رئيس قائمة الانتخابات ورئيس حزب في ديالى يزيد من مخاوف القوات الأمنية.

واختتم التميمي كلامه بما يلي: وفي مقاطعاتنا الجنوبية تشهد صراعات قبلية وحزبية كبيرة، علماً أن أغلب الأحزاب الإسلامية لها أجنحة مسلحة. ولا تزال هناك جيوب لتنظيم داعش الإرهابي في المحافظات الوسطى والشمالية. ومن خلال استهداف القواعد العسكرية العراقية، يشكل تنظيم داعش تهديدًا كبيرًا لقوات التحالف الدولي، التي تضم مستشارين أمريكيين وقادة أمنيين وعسكريين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights