الأمة| حذر مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة من “وباء العنف الجنسي” ضد النساء في السودان الذي مزقته الحرب، قائلا إن العالم “يجب أن يتصرف بشكل أفضل”.
وقال توم فليتشر، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في أول زيارة له إلى بورتسودان: “أشعر بالخجل لأننا لم نتمكن من حمايتكم، وأشعر بالخجل تجاه زملائي الرجال لما فعلوه”.
أصبحت مدينة البحر الأحمر عاصمة فعلية للسودان منذ أبريل/نيسان 2023، عندما اندلعت الحرب بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في الخرطوم.
لقد أودت الحرب بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، وشردت أكثر من 11 مليون شخص، وخلقت ما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.
ويواجه نحو 26 مليون شخص ـ أي ما يقرب من نصف السكان ـ خطر المجاعة الجماعية، حيث اتُهم الطرفان المتحاربان باستخدام الجوع كسلاح في الحرب.
وخلال زيارته، التقى فليتشر رئيس أركان الجيش عبد الفتاح البرهان وناقشا الجهود الرامية إلى “زيادة توصيل المساعدات عبر الحدود وعبر خطوط الصراع”.
ويقول عمال الإغاثة والوكالات الإنسانية إن حكومة البرهان الموالية للجيش فرضت عقبات بيروقراطية شديدة على عملهم.
وفي فعالية أقيمت في إحدى مدارس بورتسودان بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، قالت فليتشر إن العالم “يجب أن يتصرف بشكل أفضل” تجاه نساء السودان اللاتي تعرضن للعنف الجنسي المنهجي.
وفي الشهر الماضي، وثقت بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق في السودان تصاعد العنف الجنسي، بما في ذلك “الاغتصاب والاستغلال الجنسي والاختطاف لأغراض جنسية، فضلاً عن مزاعم الزواج القسري والاتجار بالبشر”.
وقال محمد شاندي عثمان، رئيس بعثة تقصي الحقائق: “إن حجم العنف الجنسي الذي وثقناه في السودان مذهل”.
وأضاف أن “الوضع الذي يواجهه المدنيون الضعفاء، وخاصة النساء والفتيات من جميع الأعمار، مثير للقلق العميق ويحتاج إلى معالجة عاجلة”.