سلايدرسير وشخصيات

نظرة عابرة على حياة المجاهد المناضل الشيخ عبد الملك ملازاده

عبد السلام العمري البلوشي

الشهيد المجاهد الشیخ عبد الملك ملازاده (رحمه الله) وُلد سنة ١٣٢٨هـ في قرية هيت سرباز التابعة لمدینة ايرانشهر في بلوشستان بإيران، في عائلة عرفت بالعلم والتقوى والدعوة والكفاح. وكان والده الجليل مولانا عبد العزيز -رحمه الله- من علماء ودعاة المنطقة المشهورين، والذي أصبح فيما بعد الزعيم السياسي والديني لشعب بلوشستان وكان له تأثير وشعبية كبيرة بين الإيرانيين (أهل السنة).

خدماته وأنشطته للشعب البلوشي وسنة إيران لا تخفى على أحد. قبل الثورة وبعدها، اتخذ مواقف مهمة في دعم حقوق الشعب. وعلى وجه الخصوص، معارضته للمادة 12 من الدستور التي تعترف رسمياً بالمذهب الشيعي في إيران، مما أدى إلى استقالته من منصبه كممثل لمجلس الخبراء، وبذلك أعلن احتجاجه ومعارضته للدستور الإيراني فيما يتعلق بتجاهله. من حقوق أهل السنة ولم يوقع عليه.

دراسته الإبتدائية

 الشيخ الشهيد عبد الملك ملازاده بدأ دراسته الإبتدائية في قريته ثم ذهب إلى مدينة زاهدان ، ثم حرضه و شوَّقه والده إلى الدراسة الشرعية، لهذا ذهب إلى جامعة دارالعلوم كراتشي لمواصلة دراسته الشرعية هناك لعدة سنوات،

ثم عاد إلى وطنه و اكمل دراسته في جامعة عين العلوم جشت سراوان، ثم عاد إلى جامعة دارالعلوم كراتشي وتخصص في الفقه والإفتاء. 

أما الفضاء السياسي المفتوح في باكستان جعله يتعرف على الأنشطة السياسية والاجتماعية لمختلف الأحزاب أثناء الدراسة،

وشارك في العديد من الأنشطة السياسية والاجتماعية هناك بما اكتسبه من معرفة بالأفكار والأحزاب.

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

الأستاذ الشهيد الذي كان لا يزال متعطشا للعلم والمعرفة، بعد جهد كبير، تم قبوله في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1352هـ،

وقضى أربع سنوات من حياته في أرض الوحي ومركز الرسالة، في تلك الأرض المباركة والبيئة العلمية مع أساتذة ذوي خبرة وكفاءة،

 كان للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، التي كانت ملتقى للأفكار والآراء الدينية المختلفة والمكان الذي يأتي ويذهب إليه العلماء والمثقفون المسلمون، تأثير كبير في تكوين أفكار الأستاذ الشهيد. وبفضل التجارب والمعلومات التي اكتسبها، اكتسب معرفة وفهمًا عميقين وثوريين للفكر الإسلامي،

ولم يتوقف عن الجهد والنضال، المعاناة والحرمان والتمييز وقتل الشعب البلوشي الأبرياء كانت تقلقه وتحرضه على رفع صوت الحق،

ولذا لم يستطع أن يبقى صامتا أمام هذه المظالم والتمييز والجرائم ضد الشعب البلوشي.

ولذلك بدأ الأنشطة السياسية والدينية من أجل حقوق الشعب البلوشي في كافة المجالات المدنية والسياسية.

واستطاع أن يخطو خطوات كبيرة لتوعية الشباب والصحوة الإسلامية بين جموع الشباب البلوش وتشجيعهم على تعلم العلم.

وسافر إلى مدن مختلفة في إيران وأطلع الناس على الحقوق المدنية والسياسية.

والتقى بالشيخ المجاهد الكُرد العلامة الشهيد أحمد مفتي زاده رحمه الله تعالى، (اغتالته الجهات المعادية لأهل السنة بشكل مروع بربري)

وكان شيخنا الفقيد يتحدث دائمًا ضد القسوة والجريمة والظلم الذي كان يمارسه المسؤولون المهملون والمتعصبون في ذلك الوقت.

وأدى نشاطه وشجاعته إلى تضييق نطاق نشاطه في إيران، وسعت العديد من المنظمات إلى إسكاته. ولكن ذهبت جهودها أدراج الرياح،  لذا الأعداء خططوا لاغتياله.

ولذلك اضطر للسفر إلى باكستان، وعاش في كراتشي عدة سنوات، ثم سافر إلى دبي لتسوية الأمور القانونية لإقامته في دبي، والتي وبعد جهود كثيرة تم إصلاح إقامته في دبي. ثم سافر إلى كراتشي لإحضار عائلته إلى دبي.

أما هذا العالِم الرباني المجاهد المناضل استشهد بطريقة وحشية في مدينة كراتشي على يد أناس مشركين وسفيهين، حيث تم إطلاق مخزنين من الرصاص عليه.

كان هذا الأسطورة في الحماسة والشجاعة والإيمان من أعظم قادة الإسلام ومفكريه في إيران، وكان قدوة في الأخلاق والخلق والسياسة والشعبیة.

كان يتمتع بفكر ديني وأخلاقي وسياسي ومدني عالي، وكان تفكيره متقدمًا على الآخرين بخمسين عامًا، وقام بتحليل المستقبل السياسي للشعب البلوشي وإيران جيدًا.

كان يعلم أن مستقبل الشعب البلوشي والسني في إيران سيكون رهيباً للغاية. وفي المستقبل، لن تكون الوعود السياسية الكاذبة والوحدة المزيفة سوى أوراق لعب ، کان لديه تفكير سياسي عالي وتحليل صحيح.

ولكن بعد مرور أربعة وأربعين عاماً، لا يزال أهل السنة يعانون ويتعرضون للتمييز، ولم يتم تنفيذ أي وعد سياسي، وأهل السنة هم الخاسرون في هذه السيناريو السياسية.

عبد السلام العمري

باحث في الفكر والثقافة الإسلامية.. ومتخصص في اللغة العربية وآدبها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى