نيويورك تايمز: حماس تمتلك مدينة تحت الأرض وواشنطن تفضل عملية جراحية دقيقة
أكدت صحيفة نيويورك تايمز أن حماس لديها مدينة تحت الأرض وقدرة لوجستية على القتال لأربعة أشهرمؤكدةأنه مع تضاؤل إمدادات المساعدات الإنسانية الأساسية تقريبا في غزة، لا تزال مجموعة واحدة في الجيب المحاصر مجهزة جيدا: حماس.
وبحسب الصحيفة الأمريكية يقول المسئولون العرب والغربيون إن هناك منطقا للادعاءات الإسرائيلية بأن حماس تقوم بتخزين الإمدادات، بما في ذلك الغذاء والوقود الضروريانحيث يشيرون إلي إن حماس أمضت سنوات في بناء عشرات الكيلومترات من الأنفاق تحت القطاع حيث جمعت مخازن من كل شيء تقريبا مطلوب لمعركة مطولة. إنها حقيقة قد تجد إسرائيل نفسها في مواجهتها إذا كانت جدية في تهديدها بغزو غزة.
قال مسئولون عرب للصحيفة في التقرير الذي ترجمه “موقع جريدة الأمة الإليكترونية ” إن حماس لديها مئات الآلاف من جالونات الوقود للمركبات والصواريخ؛ ومخابئ الذخيرة والمتفجرات والمواد لصنع المزيد؛ ومخزونات من الغذاء والماء والدواء.
فيما قال مسؤول لبناني كبير إن حماس، التي يقدر عدد مقاتليها في القسام بين 35000 و40000، لديها ما يكفي من المخزون لمواصلة القتال لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر دون إعادة الإمداد.
حتى أن أحدي الرهائن الإسرائيليات الأربع الأربعة اللائى أفرجت عنهن حماس قال إنهم زودوا بالأدوية والشامبو ومنتجات النظافة النسائية في حين يؤكد الآن إن جميعها نادرة بشكل غير عادي في غزة بعد أكثر من أسبوعين من فرض إسرائيل، بمساعدة مصر، ما أسمته حصارا شاملا بعد الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من اكتوبر الحالي.
هذه قدرات حماس لمواجهة الحملة البرية
واجمع أغلب مسئولين ودبلوماسيين عرب تحدثت إليهم الصحيفة إذ وصفوا حالة إمدادات حماس بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم كانوا يكشفون عن معلومات مستقاة من مصادر استخباراتية بما في ذلك اعتراض الاتصالات وغيرها من أدوات الاستخبارات.
و قالوا إن المخزونات عادة ما يتم الاحتفاظ بها تحت الأرض، وحذروا من أنه من الصعب الحصول على تفاصيل دقيقة عن إمدادات حماس.
من جانب أخر ووفقا لتقرير لصحيفة الواشنطن بوست حثت إدارة بايدن إسرائيل على إعادة التفكير في خططها لهجوم بري كبير في قطاع غزة وبدلا من ذلك اختيار عملية “جراحية” باستخدام الطائرات وقوات العمليات الخاصة التي تنفذ غارات دقيقة على أهداف حماس والبنية التحتية المحورية، وفقا لخمسة مسئولين أمريكيين على دراية بالمناقشات
قال المسؤولون إن مسئولي الإدارة الأمريكية أصبحوا قلقين للغاية بشأن التداعيات المحتملة لهجوم بري كامل، ويشككون بشكل متزايد في أنه سيحقق هدف إسرائيل المعلن المتمثل في القضاء على حماس.
وعبر أحد مسئولي إدارة بايدن إنهم قلقون أيضا من أنه يمكن أن يخرج المفاوضات لتحرير ما يقرب من 200 رهينة عن مسارها، خاصة وأن الدبلوماسيين يعتقدون أنهم أحرزوا تقدما “كبيرا” في الأيام الأخيرة لتحرير عدد منهم، بما في ذلك بعض الأمريكيين.
وقال المسئولون إن إدارة بايدن قلقة أيضا من أن الغزو البري يمكن أن يؤدي إلى العديد من الإصابات بين المدنيين الفلسطينيين وكذلك الجنود الإسرائيليين، مما قد يؤدي إلى تصعيد كبير للأعمال العدائية في المنطقة. واردفوا أنهم يعتقدون أن العملية المستهدفة ستكون أكثر ملاءمة لمفاوضات الرهائن، وأقل احتمالا لمقاطعة تسليم المساعدات الإنسانية، وأقل فتكا للناس على كلا الجانبين، وأقل احتمالا لإثارة حرب أوسع في المنطقة.
ونبه تقرير الصحيفة أنه في لحظة يشعر فيها العديد من الإسرائيليين بالغضب والحزن على هجمات لحماس، كان هناك ضغط عام كبير على المسئولين الإسرائيليين لشن توغل بري شامل في غزة.
لكن المسئولين الأمريكيين حثوا إسرائيل على إجراء تقييم جدي لما إذا كان ذلك سيحقق بالفعل هدف القضاء على حماس، بالنظر إلى الكثافة السكانية في القطاع وشبكة أنفاق حماس الواسعة.