بين الحين والآخر يتجدد الحديث داخل وسائل الإعلام العبرية، عن تجدد المفاوضات الخاصة بإطلاق سراح أسرى الاحتلال الصهيوني المعتقلين منذ السابع من أكتوبر عام 2023 من قبل حركة حماس بالتزامن مع انطلاق “طوفان الأقصى” الذي نجح في استهداف عمق تل أبيب.
جحيم ترامب
هذه المرة تجري المفاوضات التي تقودها “القاهرة والدوحة” بالتزامن مع تهديدات ترامب بأن “أبواب الجحيم ستُفتح” في منطقة الشرق الأوسط إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين سلطات الاحتلال وحماس قبل تنصيبه في 20 يناير.
وأضاف ترامب الذي اعتبر أنه -صديقا مقربا لإسرائيل- أن عدم التوصل لاتفاق حول إطلاق سراح الأسرى، لن يكون في صالح حركة حماس، ولن يكون في صالح أحد.
حقوقيون يسخرون
وبحسب حقوقيين، فإنه بعد مرور أكثر من عام على الحرب الدائرة في قطاع غزة، دمرت خلالها سلطات الاحتلال الصهيوني آلاف البنايات السكنية والمنشآت الصحية والتعليمية والمباني الحكومية، فضلا عن استشهاد قرابة 50 ألف فلسطيني وإصابة مئات الآلاف بجروح -أغلبهم من النساء والأطفال- ونزوح أكثر من مليوني شخص من مناطق الشمال، بماذا يهدد ترامب وعن أي جحيم أكثر يتحدث؟
تدمير البنية التحتية
ووفقا لإحصائيات مراكز حقوقية، فإنه حتى شهر أغسطس الماضي، دمر الاحتلال الصهيوني أكثر من 130 ألف مبنى بشكل كامل في قطاع غزة.
وبلغ إجمالي البيوت المدمرة بشكل جزئي حوالي 270 ألف مبنى أي أن هناك 400 ألف مبنى تم هدمهم بشكل جزئي أو كلي ونتج عن هذه المباني مخلفات هدم من 26 إلى 36 مليون طن من مخلفات الهدم والردم والتي تحتاج من 10 إلى 15 سنة لإزالة هذه المخلفات فيما بعد الحرب.
لجنة حصر الأضرار
كما دمر الاحتلال الصهيوني قرابة 271 مقر ومركز صحي ومستشفى وعيادة مركزية في قطاع غزة، بشكل كامل بالإضافة إلى 634 مركز ودور عبادة ومراكز ومؤسسات حكومية كأبنية عامة في قطاع غزة، وتم تدمير 70 % من المدارس والجامعات.
عناد نتنياهو
ورغم مرور أكثر من 14 شهرًا على بدء الحرب على قطاع غزة، لا يزال بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني، يعاند في تمرير صفقة تبادل الرهائن رغم ضغوطات المجتمع الدولي وعائلات الأسرى.
أسباب رفض نتنياهو
بحسب مراقبين، يرفض نتنياهو تمرير صفقة تبادل الرهائن مقابل وقف إطلاق النار على قطاع غزة وسحب جيش الاحتلال خارج قطاع غزة، خشية المحاسبة على فشله في تحقيق الانتصار المزعوم على حركة حماس، أو حتى اكتشاف مقر احتجاز الأسرى، رغم الإمكانيات الهائلة في الأموال والعتاد والأسلحة.
مبعوث ترامب في قطر
ويقول ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا دونالد ترامب، إلى قطر، إن صفقة تبادل الرهائن بين سلطات الاحتلال الصهيوني وحركة المقاومة “حماس” على وشك الانتهاء.
آمال “ويتكوف”
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن ويتكوف قوله: أحرزنا تقدما إيجابيا للغاية في صفقة تبادل الرهائن ولا أريد الإفصاح عن الكثير، لكن الوسطاء في الدوحة يبذلون قصارى جهدهم، وآمل أن يتم الإعلان قريبا عن نجاح تلك المفاوضات بالتزامن مع حفل تنصيب ترامب المقرر في 20 يناير الجاري.
هدنة مرتقبة
تسريبات نشرتها صحف عبرية اليوم الثلاثاء، تحدثت عن هدنة مرتقبة ربما تصل لـ6 أسابيع ستقف خلالها الحرب على قطاع غزة، مقابل الإفراج عن الدفعة الأولى من الأسرى المتواجدين لدى حركة حماس.
بن غفير: إفلاس لتل أبيب
وتعليقا، قال الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، إنه إذا صحت الأنباء عن أن الحكومة الإسرائيلية ستوافق على وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع مقابل قائمة للمختطفين، فإن ذلك يعد “إفلاسا” وفشل ذريع لتل أبيب.
تجاهل دور مصر
وفي الوقت الذي أشاد فيه مبعوث ترامب، بالدور الإيجابي الذي تقوم به الدوحة في الوساطة، مع بريت ماكغورك، منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق في عهد بايدن، الموجود أيضا في الدوحة، لم يذكر دور مصر، رغم أنها وسيط أخر، ولكن يبدو أنها لعبت دورا مركزيا أقل في هذه الجولة الأخيرة من المحادثات، بحسب المراقبين أنفسهم.
حماس تتمسك بشروطها
وتتمسك حرحة حماس، بشروطها المتمثلة في وقف الحرب الدائرة على قطاع غزة بشكل نهائي ودائم وهو ما ترفضه سلطات الكيان الصهيوني التي تحاول السيطرة على قطاع غزة وإسناد إدارتها لسلطة موالية لها كما هو الحال في رام الله.
صفقة أكثر شمولا
وتدعم المؤسسة الأمنية في تل أبيب، صفقة أكثر شمولا لإطلاق سراح الرهائن، بدعوى أن جيش الاحتلال يمكنه العودة إلى غزة إذا لزم الأمر، وأن تأجيل إطلاق سراح ثلثي الرهائن الذين لن يتم إطلاق سراحهم في صفقة مؤقتة سيكون على الأرجح بمثابة حكم بالإعدام بالنسبة لهم، لكن نتنياهو يعاند.
حماس تعلق
ورفض قيادي في حركة حماس، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدد خلالها بأن أبواب الجحيم ستفتح إذا لم يتم التوصل لاتفاق يقضي بتحرير الرهائن، مطالبا إياه بأن يكون أكثر دبلوماسية.
وقال القيادي في حماس أسامة حمدان، إن سلطات الاحتلال الصهيوني هي المسئولة عن تقويض جميع الجهود المبذولة خلال الأشهر الماضية للتوصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار على قطاع غزة مقابل الإفراج عن الرهائن.
ورفض حمدان، الإفصاح عما وصلت إليه الجولة الأخيرة من المفاوضات، لكنه كرر تمسك حركة حماس بشروطها المتمثلة في وقف كامل للعدوان والانسحاب الكامل من الأراضي التي اجتاحها الاحتلال خلال الحرب الأخيرة على غزة.