الأمة| حذر وزير الخارجية المصري وشئون المغتربين بدر عبد العاطي، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
واتفق عبد العاطي ونظيره الأردني في محادثاتهما التي جرت في القاهرة على أهمية مواصلة الجهود للضغط على الشركاء الإقليميين والدوليين والمجتمع الدولي للتحرك بشكل جدي، وفقا لقرارات مجلس الأمن (آخرها القرار 2735)، لوقف العنف المستمر بدلا من مجرد إدانة الانتهاكات والعدوان الإسرائيلي.
وقال عبد العاطي إن “الوضع الإنساني والصحي الكارثي في غزة يسلط الضوء على أهمية الوصول غير المشروط وغير المقيد للمساعدات الإنسانية في ظل الانتهاكات الصارخة للقانون الإنساني الدولي التي تمنع إيصال هذه المساعدات”.
وأكد الوزيران رفضهما التام لسيطرة إسرائيل على معبر رفح من الجانب الفلسطيني، الأمر الذي أعاق بشكل كامل وصول المساعدات إلى الشعب الفلسطيني البريء الذي يتحمل أعباء ثقيلة ويواجه عدواناً ممنهجاً.
وأكد وزير الخارجية المصري أيضا رفض مصر والأردن التام لسياسات إسرائيل الممنهجة لفرض واقع جديد على الفلسطينيين بإجبارهم على النزوح لتهجيرهم من أراضيهم وديارهم وتصفية القضية الفلسطينية في نهاية المطاف.
وأضاف عبد العاطي أن “هذا يهدد مبدأ الأرض مقابل السلام وفكرة الوطن والدولة الفلسطينية”.
وناقش الوزيران أيضا الوضع الكارثي في الضفة الغربية، حيث يتعرض الفلسطينيون، بحسب عبد العاطي، لعنف ممنهج تمارسه عصابات المستوطنين التي ترهب الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأشاد عبد العاطي بالأردن على حمايته النبيلة ودعمه للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية، مؤكدا على ضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى.
الأونروا
كما أكد على الدور الهام والضروري الذي تلعبه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، مشدداً على الأهمية البالغة لتزويد الأونروا بكل أشكال المساعدة، وفقاً لقرار الجمعية العامة، لتمكينها من أداء مهمتها النبيلة.
وأكد عبد العاطي أن تقديم الإغاثة الإنسانية لا ينبغي أن يكون أداة سياسية، ويجب إفشال كل محاولة لتطبيق معايير مزدوجة في هذه القضية.
واتفق عبد العاطي والصفدي على مواصلة الجهود المشتركة لتشجيع الأطراف الدولية على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرين أن مثل هذه الخطوة ترسل رسالة إيجابية للشعب الفلسطيني وتثير أمله في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس.
لبنان
وعلى نحو مماثل، ناقش الوزيران المصري والأردني أيضا خطورة التصعيد المحتمل الذي قد يؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة.
وأكد الجانبان على الأهمية القصوى للحفاظ على أمن لبنان واستقراره من أي مخاطر تصعيد من شأنها أن تجر المنطقة إلى أتون حرب شاملة.
وبحسب عبد العاطي، بحث الوزيران أيضا التعاون الثلاثي بين مصر والأردن والعراق كنموذج للعمل العربي المشترك.
المواقف الأردنية
من جانبه وصف وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ما يحدث في غزة بأنه جريمة حرب غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
وأضاف الصفدي أن المساعدات الإغاثية الإنسانية المقدمة لغزة تراجعت بشكل كبير، مشيرا إلى أنه في حين كانت بضع مئات من شاحنات المساعدات الإغاثية تمر إلى غزة في بداية الأزمة، فإن عدد الشاحنات التي تعبر بشكل متقطع إلى غزة من مصر لا يتجاوز 40 شاحنة وعدد مماثل من الأردن.
وعزا الصفدي عرقلة دخول شاحنات الإغاثة الإنسانية إلى عرقلة إسرائيل دخول المساعدات وعدم توفير بيئة آمنة لمنظمات الأمم المتحدة واحتلال الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
وأضاف أنه لا يمكن لأي منظمة أن تقوم بدور الأونروا، وأن الوكالة تعرضت لاستهداف ضمن عملية اغتيال سياسي من قبل سلطات الاحتلال قبل أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وحذر الصفدي من أن إسرائيل تهدف من خلال إلغاء الوكالة إلى تصفية القضية الفلسطينية وإلغاء قضية اللاجئين لمنع أي محاولات من جانب اللاجئين للعودة أو أي التزام بتعويضهم.
وشدد على أن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك وفقا للقانون الدولي وإنسانيتنا المشتركة باتخاذ إجراءات فعّالة لوقف عدوان إسرائيل وجرائم الحرب التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني.
وختم الصفدي بالتأكيد على أن قضية تهجير الفلسطينيين خط أحمر بالنسبة للأردن ومصر، مضيفا أن البلدين يرفضان رفضا قاطعا تهجير الفلسطينيين خارج أو داخل الأراضي الفلسطينية