اقتصاد

وسط تفاؤل حذر.. الأسواق تترقب صدور بيانات مؤشر الدولار الأمريكي

بقي مؤشر الدولار الأمريكي بلا اتجاه واضح ليتداول حول مستويات 101.50 نقطة خلال وقت مبكر من اليوم الاثنين في تعاملات آسيا.

حيث يتحمل مؤشر الدولار عبء مزاج المخاطرة المسيطر على الأسواق والمخاوف المتضاربة بشأن سياسة الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية.

فبعد الاتجاه الصاعد الذي دام أسبوعين تترقب الأسواق صدور بيانات مؤشرات مديري المشتريات ISM الأمريكية هذا الأسبوع لشهر يوليو وتقرير الوظائف الأمريكية، وبيانات الوظائف غير الزراعية (NFP) .

ويمكن القول بأن هذه المشاعر الحذرة في السوق مرتبطة بشكل وثيق بآخر هبوط في مؤشرات التضخم الأمريكية وتوقعات التحفيز الصيني.

حيث نقلت الأخبار الأخيرة اليوم عن المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني إعلان تحفيز جديد من بكين من خلال نقل مؤتمر صحفي مفاجئ في حوالي الساعة 07:00 صباحًا بتوقيت جرينتش.

حيث سيشمل المؤتمر الإعلامي المقرر أن يضم نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين لي تشون لين ومسئولين من وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات ووزارة التجارة وإدارة الدولة لتنظيم السوق للكشف عن المزيد من الإجراءات لتعزيز الاقتصاد.

وبالنظر إلى مؤشرات التضخم الأمريكية المتشائمة التي صدرت يوم الجمعة يمكن القول بأن الفيدرالي سيستمر في التشديد النقدي خلال اجتماعه المقبل وهذا يدعم قوة الدولار، خاصة بعد أن أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري إلى مخاوفه من فقدان الوظائف وتباطؤ النمو الاقتصادي ورفع توقعاته لمعدلات التضخم، وانتقد إجراءات البنك المركزي القوية لتشديد السياسة النقدية بهدف الحد من ارتفاع الأسعار.

كما تجدر الإشارة إلى أن النتائج القوية للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي السنوي للربع الثاني من 2023 انضمت إلى الأرقام المتفائلة لطلبات السلع المعمرة الأمريكية لشهر يونيو مما سمح للدولار الأمريكي بالبقاء أكثر ثباتًا للأسبوع الثاني على التوالي.

ومن المحتمل أيضًا أن يكون رفع البنك المركزي الأوروبي الحذِر للفائدة والتركيز على اعتماد قرار سعر الفائدة التالي على البيانات دوراً في ثبات مؤشر الدولار في المنطقة الايجابية.

وعند النظر للحالة المزاجية الحالية في الأسواق سنرى أن وول ستريت أغلقت بشكل إيجابي وتراجعت عائدات السندات الأمريكية جنبًا إلى جنب مع الدولار الأمريكي. ومع ذلك، سجل مؤشر الدولار الأمريكي مكاسب أسبوعية للأسبوع الثاني على التوالي بنهاية تداول يوم الجمعة. ومن الجدير بالذكر أن العقود الآجلة لمؤشر S & P500 سجلت مكاسب طفيفة مع افتتاح الأسواق اليوم الاثنين.

وبالنظر إلى المستقبل يمكن لمؤشرات مديري المشتريات ISM الأمريكية والبيانات الاقتصادية الأخرى والتي ستصدر خلال هذا الأسبوع بالإضافة لمحفزات المخاطرة أن تسيطر على التداولات العرضية للدولار قبل تقرير الوظائف الأمريكية يوم الجمعة لشهر يوليو والتي ستكون مهمة لمراقبة وتحديد الاتجاهات الواضحة للمؤشر.

فعلى الرغم من أن الاختراق الصاعد الواضح لمنطقة الدعم القوية حول مستوى 100.80 ينضم إلى مؤشرات التذبذب الأكثر ثباتًا مؤخرًا لصالح مشتري مؤشر الدولار الأمريكي، إلا أن الانتعاش الصاعد للدولار لا يزال بعيداً طالما بقي السعر تحت المقاومة بالقرب من 102.50 نقطة.

فعلى الرغم من أن الدولار قد أظهر بعض الزخم الصاعد على المدى القصير إلا أنه يمكن القول إن هذا الزخم يتعلق أكثر بالتوقعات القوية نسبيًا للاقتصاد الأمريكي وأسواق الأسهم الأمريكية.

ففي الوقت الحالي لا تتوقع الأسواق المزيد من رفع أسعار الفائدة الفيدرالية مما يرفع معدل السيولة في الأسواق الأمريكية، وهو ما يبدو أنه العامل الرئيسي الذي يدفع الدولار الأمريكي إلى الأعلى في الوقت الحالي

سمير زعقوق

كاتب صحفي وباحث في الشئون الآسيوية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى