يجري فرز الأصوات بعد الانتخابات العامة الباكستانية التي جرت أمس والتي شابها تعليق خدمات الهاتف المحمول واضطرابات عنيفة ويحتل المستقلون المرتبطون برئيس الوزراء السابق عمران خان حاليًا أكبر عدد من المقاعد وفقًا لبي بي سي نيوز.
وقال نواز شريف، الذي تولى السلطة ثلاث مرات أن حزبه، «الرابطة الإسلامية الباكستانية – ن»، هو الأكبر ولا يبدو أن أياً من المجموعتين في طريقها للفوز بأغلبية واضحة.
وكان الخبراء قد اتفقوا على أن شريف هو المرشح الأوفر حظا للمنصب الأعلى بعد منع رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان من الترشح بعد الإطاحة به من السلطة.ويقول العديد من المحللين إن هذه الانتخابات هي من بين الانتخابات الأقل مصداقية في باكستان، كما أن نتائجها كانت بطيئة مقارنة بالتصويتات السابقة.
من جانبه قال وحث وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون السلطات في باكستان على احترام حقوق الإنسان الأساسية، بما في ذلك حرية الوصول إلى المعلومات وسيادة القانون”.
وأكد كاميرون في بيان له على الروابط القوية بين باكستان والمملكة المتحدة، حيث يعيش عدد كبير من الباكستانيين في الخارج. لكنه أقر بأن المملكة المتحدة تدرك “المخاوف الجدية التي أثيرت بشأن نزاهة الانتخابات وعدم شمولها”.
وأعرب عن “أسف الحكومة البريطانية لعدم السماح رسميا لجميع الأحزاب بخوض الانتخابات” ويقول كاميرون إن الحكومة الجديدة “يجب أن تكون مسؤولة أمام الشعب الذي تخدمه، وأن تعمل على تمثيل مصالح جميع المواطنين والمجتمعات الباكستانية بإنصاف وعدالة” ويضيف وزير الخارجية: “إننا نتطلع إلى العمل مع الحكومة الباكستانية المقبلة لتحقيق ذلك”.
وفي السياق قالت وزارة الخارجية الأمريكية، علي لسان المتحدث باسمها ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة تنضم إلى “مراقبي الانتخابات الدوليين والمحليين ذوي المصداقية في تقييمهم بأن هذه الانتخابات تضمنت قيودًا لا مبرر لها على حريات التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع السلمي”.
وقال المتحدث في بيان إن الولايات المتحدة تدين العنف الانتخابي و”القيود المفروضة على ممارسة حقوق الإنسان والحريات الأساسية” ويستشهد ميلر بـ “الهجمات على العاملين في مجال الإعلام” و”القيود المفروضة على الوصول إلى خدمات الإنترنت والاتصالات”، كأسباب للقلق الأمريكي بشأن “مزاعم التدخل في العملية الانتخابية” ويضيف ميلر: “يجب التحقيق بشكل كامل في ادعاءات التدخل أو الاحتيال”.
وبرر متحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية أمس الخميس انقطاع التيار الكهربائي بالقول إنه نظرا لحوادث الإرهاب الأخيرة في البلاد، فإن “الإجراءات الأمنية ضرورية للحفاظ على وضع القانون والنظام والتعامل مع الوفيات المحتملة”.
فيما اندلعت الهتافات والألعاب النارية عندما صعد نواز شريف إلى الشرفة لإلقاء كلمة أمام أنصاره الذين تجمعوا في لاهور للاستماع إلى رئيس الوزراء السابق.
وفي حين أن حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية هو أكبر حزب فاز بالانتخابات من الناحية الفنية، إلا أن الواقع هو أنه يحتاج إلى دعم الأحزاب الأخرى والمستقلين حتى يتمكن من تشكيل حكومة وتسمية نفسه رئيسًا للوزراء مرة أخرى.
وعلى الرغم من أنه لا تزال هناك مقاعد لم يتم الإعلان عنها بعد، إلا أن المرشحين المستقلين المدعومين من حزب PTI الذي يتزعمه عمران خان يمثلون الأغلبية، وبالتالي يتمتعون بنفوذ سياسي أكبر والآن بدأت المساومات السياسية بشكل جدي. مما يعني أنه قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتمكن أي شخص من إعلان النصر التام.