شهدت العاصمة العراقية بغداد وعدة مدن عراقية أخرى، الجمعة، تظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف من أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، رفضًا للهجوم الإسرائيلي على إيران، وللتعبير عن رفضهم لما وصفوه بـ”العدوان الصهيوني والأمريكي”، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
ردد المتظاهرون شعارات مثل “لا لإسرائيل! لا لأمريكا!” في ساحة بحي مدينة الصدر، معقل الصدر في العاصمة، ورفعوا المظلات اتقاءً لحرارة الشمس الشديدة.
وقال أحد المشاركين، أبو حسين (54 عامًا)، إن “هذه حرب ظالمة، وإسرائيل لا تسعى إلى وقف البرنامج النووي الإيراني بل إلى فرض الهيمنة على الشرق الأوسط”؛ وأضاف أن العراق يجب أن يدعم إيران ماليًا وعسكريًا وشعبيًا. بحسب وكالة فرانس برس
وفي مدينة البصرة جنوبي العراق، خرج نحو ألفي شخص في تظاهرة مماثلة عقب صلاة الجمعة، وندد رجل الدين قصي الأسدي باستخدام إسرائيل للمجال الجوي العراقي في ضرباتها لإيران، واصفًا ذلك بأنه “انتهاك لسيادة العراق” ومحذرًا من احتمال اندلاع “حرب عالمية ثالثة ضد الإسلام”.بحسب وكالة فرانس برس
الأسدي أكد أن العراق يجب ألا ينجر إلى الصراع، في توافق مع موقف مقتدى الصدر الذي أصدر بيانًا هذا الأسبوع أدان فيه “الإرهاب الصهيوني والأمريكي”، وانتقد العدوان على دول مثل إيران وفلسطين ولبنان وسوريا واليمن. بحسب وكالة فرانس برس
ويحظى الصدر بنفوذ سياسي وشعبي واسع في العراق، خصوصًا في أوساط الأغلبية الشيعية، حيث لا تزال كتلته تحافظ على قاعدة مخلصة من الأنصار. وكان قد خاض معارك مسلحة ضد القوات الأميركية بعد غزو العراق عام 2003،.
لكنه انتقد في الوقت ذاته الفصائل المسلحة الموالية لإيران التي هددت المصالح الأميركية في حال تدخل واشنطن لدعم إسرائيل. بحسب وكالة فرانس برس
وكانت إسرائيل قد شنت هجومًا واسعًا فجر الجمعة على مواقع إيرانية، قالت إنها “عسكرية ونووية”، أسفر عن مقتل قيادات وعلماء بارزين.
وأعلنت أن الهجوم هدفه منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران بشدة. وردّت إيران بإطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل، مما ألحق أضرارًا بالمناطق السكنية في كلا البلدين. بحسب وكالة فرانس برس
ويُعد العراق حليفًا مقربًا من إيران وشريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، ويواجه تحديًا مستمرًا في الحفاظ على التوازن بين هذين الخصمين، في وقت يحاول فيه التعافي من عقود من النزاعات والاضطرابات بحسب وكالة فرانس برس
عبّر كثير من المتظاهرين عن رفضهم الشديد للهجوم الإسرائيلي على إيران،
معتبرين أنه يمثل عدوانًا صهيونيًا وأمريكيًا يهدد أمن المنطقة. رأى البعض أن الهدف الحقيقي ليس البرنامج النووي، بل فرض الهيمنة على الشرق الأوسط.
دعا آخرون إلى دعم إيران بالمال والسلاح والاحتجاجات. وحذر رجال دين من جرّ العراق إلى حرب ليست معركته، مطالبين باحترام سيادته. وتوقع مشاركون أن تؤدي هذه التطورات إلى إشعال حرب كبرى تهدد المسلمين جميعًا.
