الإمام “أبو حنيفة”
الميلاد: 699م، الكوفة، العراق
الوفاة: 14 يونيو 767م، بغداد
إنه الإمام الأعظم،
فقيه الدنيا،
وعالم الأمة،
وإمام الأئمة الفقهاء
أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفيّ.
– أول الأئمة الأربعة، وصاحب (المذهب الحنفي) في الفقه الإسلامي.
– يُلقّب في التراث العربي الإسلامي بـ”الإمام الأعظم”
– قال عنه الإمام الشافعي:
(من أراد أن يتبحَّرَ في الفقهِ فهو عِيالٌ على أبي حنيفة)
– يُعدّ أبو حنيفة من التابعين، فقد لقيَ عددًا من الصحابة منهم أنس بن مالك، وكان معروفاً بالورَع وكثرة العبادة، والإخلاص، وقوة الشخصية.
– كان أبو حنيفة يعتمد في فقهه على ستة مصادر هي:
1- القرآن الكريم
2- السنة النبوية
3- الإجماع
4- القياس
5- الاستحسان
6- العُرف والعادة.
– من أهم كُتُب الإمام أبي حنيفة:
1- الفقهُ الأكبر
2- الفقهُ الأوسط
3- الفقهُ الأبسط
4- الرد على القادرية
5- العالم والمُعلّم
6- كتاب الجامع
7- الوصية
– عاش أبو حنيفة (52 سنة) من حياته في العصر الأموي، و(18 سنة) في العصر العباسي، فقد أدرك دولتين من دوَل الإسلام، وتم حبسه وتعذيبه من الدولتين، فقد كان ثائرا حُرًا، عَدوًا للحُكام، ورفض أن يتولّى القضاء في عهد الخليفة العباسي (أبي جعفر المنصور) فأمر المنصور بحبسه وجلده، فكان يُجلَد في اليوم (مائة جَلدة)، حتى مات ساجدا من شدّة التعذيب، وخرجت بغداد كلها في جنازته، والأعجب أن (أبو جعفر المنصور) قاتله، شارك في جنازته، وصلى بالناس، وقال: «من يعذرني من أبي حنيفة حيًا وميّتًا»، وهكذا الحكام دائما، ينطبق عليهم المَثَل الشعبي المصري: (يقتل القتيل، ويمشي في جنازته).
– عندما ألَّف العلَّامةُ الذَّهبيُّ كتابَه “ميزانُ الاعتدالِ” أَبَى أن يضَعَ أبا حنيفةَ ومن هم في طبقتِه في الميزانِ، فقال في مقدِّمةِ كتابه: (لا أذكُرُ في كتابي من الأئمَّة المتبوعين في الفُروع أحدًا؛ لجلالتِهم في الإسلامِ وعظمتِهم في النُّفوس، مِثلُ أبي حنيفةَ، والشَّافعيِّ، والبُخاريِّ)، وتَبِعه على ذلك الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ في “لِسان الميزانِ”
– (عقيدةَ الإمامِ التَّابعيِّ أبي حنيفةَ هي عقيدةُ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ في سائِرِ مسائِلِ الاعتقادِ؛ في التَّوحيدِ، والقَدَرِ، والنبُوَّاتِ، والأسماءِ والصِّفاتِ، والقُرآنِ، وغيرِها من مسائِلِ الاعتقادِ؛ فقد كان -رحِمَه اللهُ- على طريقةِ السَّلَفِ، ولم يخالِفْ شيئًا من أصولِهم إلَّا في مسألةِ الإيمانِ؛ فكان مذهَبُه أنَّ الإيمانَ هو التَّصديقُ بالقَلبِ، والإقرارُ باللِّسانِ، لا يَزيدُ ولا يَنقُصُ، وأنَّ العمَلَ ليس داخِلًا في مُسمَّى الإيمانِ)
– قالوا عن الإمام أبي حنيفة:
1- سُئِلَ الأعمشُ عن مسألةٍ، فقال: (إنَّما يحسِنُ هذا النُّعمانُ بنُ ثابتٍ الخزَّازُ، وأظنُّه بورِكَ له في عِلمِه).
2- قال رَوحُ بنُ عُبادةَ: كُنتُ عند ابنِ جُرَيجٍ سنةَ خمسينَ، يعني ومئةً، وأتاه موتُ أبي حنيفةَ، فاسترجع وتوجَّع، وقال: أيُّ عِلمٍ ذَهَب؟!)
3- سُفيانُ الثَّوريّ: (كان أبو حنيفةَ أفقَهَ أهلِ الأرضِ في زمانِه)
4- عبدُ اللهِ بنُ المبارَكِ: (ما رأيتُ في الفِقهِ مِثلَ أبي حنيفةَ)، وقولُه: (أبو حنيفةَ أفقَهُ النَّاسِ)، وقَولُه: (لولا أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ أغاثني بأبي حنيفةَ وسفيانَ كنتُ كسائِرِ النَّاسِ)، وقَولُه: (قَدِمتُ الكوفةَ فسألتُ عن أورَعِ أهلِها، فقالوا: أبو حنيفةَ)، وقولُه: (ما رأيتُ أحدًا أورَعَ من أبي حنيفةَ)
5- حَفصُ بنُ غِياثٍ: (كلامُ أبي حنيفةَ في الفِقهِ أدَقُّ من الشَّعرِ، لا يَعيبُه إلَّا جاهِلٌ)
6- يحيى بنُ سَعيدٍ القَطَّان: (لا نَكذِبُ اللهَ، ما سمِعْنا أحسَنَ مِن رأيِ أبي حنيفةَ، وقد أخَذْنا بأكثَرِ أقوالِه).
7- عليُّ بنُ عاصمٍ: (لو وُزِنَ عِلمُ الإمامِ أبي حنيفةَ بعِلمِ أهلِ زمانِه، لرَجَح عليهم)
8- محمَّدُ بنُ إدريسَ الشَّافعيُّ: (النَّاسُ عِيالٌ على أبي حنيفةَ في الفِقهِ)، وقال: (كان أبو حنيفةَ ممَّن وُفِّق له الفِقهُ)
9- يحيى بنُ مَعِينٍ: (كان أبو حنيفةَ عِندَنا من أهلِ الصِّدقِ، ولم يُتَّهَمْ بالكَذِبِ، ولقد ضرَبَه ابنُ هُبَيرةَ على القضاءِ فأبى أن يكونَ قاضيًا)
10- أبو داودَ السِّجِستانيُّ صاحِبُ السُّنَنِ: (رَحِم اللهُ مالِكًا كان إمامًا، رَحِم اللهُ الشَّافعيَّ كان إمامًا، رَحِم اللهُ أبا حنيفةَ كان إمامًا)
11- ابنُ عبدِ البَرِّ: (… ونَقَموا أيضًا على أبي حنيفةَ الإرجاءَ، ومِن أهلِ العِلمِ من يُنسَبُ إلى الإرجاءِ كثيرٌ، لم يُعْنَ أحَدٌ بنَقلِ قبيحِ ما قيل فيه كما عُنُوا بذلك في أبي حنيفةَ لإمامتِه، وكان أيضًا مع هذا يُحسَدُ ويُنسَبُ إليه ما ليس فيه، ويُختَلَقُ عليه ما لا يليقُ به، وقد أثنى عليه جماعةٌ من العُلَماءِ وفضَّلوه).
12- إسماعيلُ الأصفهانيُّ (قِوامُ السُّنَّةِ)، نقلَ عن أبي حنيفةَ – مادحًا له – قَولَه: (إذا صحَّ عِندَنا عن النبيِّ شيءٌ لزِمَنا الأخذُ به، فإنْ لم نجِدْ عنه ووجَدْنا عن الصَّحابةِ فكذلك، فإذا جاء قولُ التَّابِعينَ زاحَمْناهم).
13- ابنُ تيميَّةَ: (من ظنَّ بأبي حنيفةَ أو غيرِه من أئمَّةِ المُسلِمينَ أنَّهم يتعمَّدونَ مخالفةَ الحديثِ الصَّحيـحِ لقياسٍ أو غيرِه، فقد أخطأَ عليهم، وتكلَّم إمَّا بظَنٍّ وإمَّا بهوًى)، وقَولُه: (كما أنَّ أبا حنيفةَ وإن كان النَّاسُ خالفوه في أشياءَ وأنكروها عليه، فلا يستريبُ أحدٌ في فِقهِه وفَهمِه وعِلمِه، وقد نقلوا عنه أشياءَ يَقصِدونَ بها الشَّناعةَ عليه، وهي كَذِبٌ عليه قَطعًا)، وقَولُه: (من كفَّر أبا حنيفةَ ونحوَه من أئمَّةِ الإسلامِ الذين قالوا: إنَّ [اللهَ] فوقَ العرشِ، فهو أحقُّ بالتَّكفيرِ؛ فإنَّ أئمَّةَ الإسلامِ الذين أجمع المسلِمونَ على هدايتِهم ودرايتِهم، ولهم في الأمَّةِ لِسانُ صِدقٍ من الصَّحابةِ والتَّابعينَ وتابعيهم، كالخُلَفاءِ الرَّاشدينَ … ومِثلُ مالكٍ، والثَّوريِّ، واللَّيثِ بنِ سَعدٍ، والأوزاعيِّ، وأبي حنيفةَ، ومِثلُ الشَّافعيِّ، وأحمدَ بنِ حَنبَلٍ … وأمثالُ هؤلاءِ، من كفَّرهم فقد خالف إجماعَ الأمَّةِ وفارق دينَها؛ فإنَّ المؤمنينَ كُلَّهم يُعظِّمون هؤلاء ويحسِنونَ القولَ)
14- ابنُ كثير: (الإمامُ أبو حنيفةَ فقيهُ العِراقِ، وأحدُ أئمَّةِ الإسلامِ والسَّادةِ الأعلامِ، وأحدُ أركانِ العُلَماءِ، وأحَدُ الأئمَّةِ الأربعةِ أصحابِ المذاهِبِ المتبوعةِ، وهو أقدَمُهم و
15 – عبدُ العزيزِ بنُ باز: (الشَّافعيُّ، ومالِكٌ، وأحمَدُ، وأبو حنيفةَ، والأوزاعيُّ، وإسحاقُ بنُ راهَوَيهِ، وأشباهُهم، كُلُّهم أئمَّةُ هدًى ودُعاةُ حَقٍّ، دَعَوا النَّاسَ إلى دينِ اللهِ وأرشَدوهم إلى الحَقِّ)
16 – محمَّد ناصِر الدِّينِ الألبانيُّ: (فإذا كان هذا عُذرَ أبي حنيفةَ فيما وقع منه مع المخالفةِ للأحاديثِ الصَّحيحةِ -دونَ قَصدٍ- وهو عذرٌ مقبولٌ قطعًا؛ لأنَّ اللهَ لا يكَلِّفُ نفسًا إلَّا وُسعَها، فلا يجوزُ الطَّعنُ فيه كما قد يفعَلُ بعضُ الجَهَلةِ، بل يجِبُ التأدُّبُ معه؛ لأنَّه إمامٌ من أئمَّةِ المسلِمينَ الذين بهم حُفِظَ هذا الدِّينُ، ووصل إلينا ما وصَل من فروعِه، وأنَّه مأجورٌ على كُلِّ حالٍ، أصاب أم أخطأ)
………..
يسري الخطيب