مقالات

أحمد الجوهري يكتب: التفسير الأهوائي!

أريد أن أسجل أنه في هذا اليوم بدأت «الدعوة الحزبية» مرحلة «التفسير الأهوائي» للقرآن الكريم، وأعلنت وفاة مرحلة سابقة كانوا يعلنون فيها دائمًا أنهم يفهمون الكتاب والسنة بفهم السلف.

آية من كتاب الله تعالى -يا مؤمن- حرفها شيخهم عن معانيها المعلومة من الكتاب والسنة والآثار واللغة..

  • فانبرى لهم الناس الذين يقرءون القرآن مثلهم يسائلونهم: لكن الآية ليست على هذا المعنى في القرآن، كيف أخذتم منها المعنى الذي ترددونه؟
  • وقال لهم العلماء وطلاب العلم: بيننا وبينكم كتب التفسير.

 هَاتوا تفسير واحد مِن الصحابة: علي، أبي، ابن مسعود، ابن عباس.. إلخ.

 هاتُوا تفسير واحد مِن التابعين: مجاهد، سعيد، عكرمة، طاوس.. إلخ.

 هاتوا تفسير واحد مِن القرون الثلاثة: ابن السائب، مقاتل، ابن جريج، ابن سلام..إلخ.

 هـاتوا تفسير أئمة المأثور.

 هَاتوا تفسير أئمة الرأي.

 هاتُوا تفسير مفسر مِن السنة، مِن الشيعة، مِن الإباضية.

فماذا كان جوابهم؟

– التقطوا كلمات مِن هنا وهناك لسد العوز وستر العورة:

  • خطاب لابن باز أرسله إلى الشيخ أحمد شاكر استدل فيه بالآية، آه والله، ابن باز صار هو السلف!
  • سفسطة وباطنية في مقالين ينضحان بالجهل في صفحة الدعوة وصفحة جريدتها يحومان حول الآية في محاولة لتفريغ معناها المأثور، وتثبيت فرية “الشيخ” عليها ودعم تحريفه لها.

– أحد المقالين يدندن حول طريقة يسميها “الوصف المؤثر والمناط” وهو لا علم له بهذا الباب سوى رصّ كلمات حفظها ثم قاءها في المقال.

– والآخر بكلام منه هو طنطنة في سطور من جمله هو وكلماته هو وحروفه هو ليس فيها في تفسير الآية نقل واحد عن إمام ولو من الرافضة!

 آه والله –

فهم السلف أصبح فهم (أمين والبرتاوي).

يا أدعياء السلفية!

يا من صدعتم رؤوسنا بشعار الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة: أين فهم سلف الأمة لهذه الآية من كتاب الله تعالى؟

  • فإن زعمتم أنهم تكلموا فيها بكلامكم، فهاتوا كلامهم ليؤيد كلامكم.
  • وإن زعمتم أنهم ما تكلموا فيها بكلامكم، فمن أين أتيتم أنتم بكلامكم.
  • وإن زعمتم أنهم لم يتكلموا فيها أصلًا، فالتفاسير تكذبكم.
  • وإن زعمتم أنكم فُتح لكم فيها بما لم يفتح لهم، فقد قدحتم في شعاركم وتكلمتم بأهوائكم!

أليس منكم رجل بصير: يغار على كتاب الله؟

  • أن يلتمس تفسيره من الكتب (أ ب تفسير قرآن)

– فإن وافقتم الصواب يقول: أصبنا وهذا الدليل.

– وإن أخطأتم الصواب يقول: أخطأنا ونستغفر؟!

هل نجد فيكم هذا الرجل؟

أحمد الجوهري

مصنّف ومحقّق، يدرّس علوم الشريعة، ومدير معهد في الأزهر الشّريف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى