مقالات

أحمد هلال يكتب: تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية

من أحد المؤثرات الإعلامية لـ طوفان الأقصى والداعمة للمعركة بمنطق إنساني مقبول، أغنية سويدية رائعة تقول كلماتها «تحيا فلسطين و تسقط الصهيونية»، كانت هذه الأغنية أيقونة التظاهرات في بلاد غربية كثيرة.

اخترقت كلماتها البسيطة والعميقة المفهوم الإنساني والتعايش الحضاري لكل شعوب العالم.

طوفان الأقصى وتغيير المفاهيم والقيم والمبادئ والأخلاق والتمييز بين صاحب الأرض والمحتل!!.

طوفان الأقصى أحدث تغييرات هائلة في القيم والتصورات وأيقظ شعوب العالم الذي ظل تحت ضغط إعلام مزيف يقلب الحقائق وتشويه الوقائع وأصبحت مصداقية الإعلام الأمريكي علي المحك!!

ولم يعد يثق المجتمع الأمريكي في وسائل الإعلام ومهنيته في تداول الأخبار .

ونقلا عن الإعلامي أيمن ندا حول تقارير عن مصداقية الإعلام الغربي يقول:

لعلَّ أكبر هذه الأوهام وأكثرها استقراراً عبر الصراع العربي الإسرائيلي هو أنَّ الرأي العام الأمريكي يؤيد بشدة الموقف الإسرائيلي، ويصدق بشكل أعمى الرواية الإسرائيلية ، وأنَّه لا يوجد تعاطف من الأمريكيين نحو الحق العربي الفلسطيني..

وهو وهمٌ تفنِّده نتائج الدراسات العلمية، وتدحضه استطلاعات الرأي العام الأمريكية.. على سبيل المثال، فقد أشارت دراسة أجراها (جالوب) لتحليل اتجاهات الرأي العام الأمريكي نحو الصراع العربي الإسرائيلي (فبراير 2013- فبراير 2023)، إلى أنَّ التعاطف مع الجانب الفلسطيني قد زادت نسبته منذ عام 2013، فبينما كان في 12% في فبراير 2023، بلغ 19% في فبراير 2017، ووصل إلى 25% في فبراير 2021، ووصل إلى 31% في فبراير 2023 .. على الجانب الآخر، فبعد أن كانت نسبة التعاطف مع الجانب الإسرائيلي 64% في فبراير 2013، وصل إلى 62% في فبراير 2017، وإلى 58% في عام 2021، وإلى 54% في فبراير 2023…

وفي الصراع الحالي (7 أكتوبر….)، أشارت نتائج الاستطلاعات التي أجريت خلال الأسبوعين الماضيين إلى النتيجة ذاتها.. فبعد أن كانت نسبة التعاطف مع الموقف الإسرائيلي (68%) وفقاً لاستطلاع أجراه فوكس نيوز (7-9 أكتوبر)، انخفص إلى (61%) خلال الفترة من 12- 16 أكتوبر وفقا لاستطلاع أجراه Quinnipiac.. ووصل إلى 48% خلال الفترة من 16-17 أكتوبر، وفقاً لاستطلاع أجراه YouGov.. ووصل إلى 36% خلال الفترة من 17- 19 أكتوبر وفقا لاستطلاع أجراه CBC News.. وفي استطلاع أجراه NewsNation/Decision Desk HQ poll، نشرت نتائجه الإثنين 30 أكتوبر، أشار 49% إلى تعاطفهم مع إسرائيل…

لقد سقطت وكالات الأنباء العريقة في مستنقع كبير ولن تعود الثقة في مصداقيتها كما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر.ولم تعد تلك الوكالات هي المصدر الموثوق للمعلومات.

 حيث أن هناك واقع إعلامي جديد سحب البساط من تلك الوكالات بعد انحيازها للمحتل من جهة وظهور إعلام جديد من جهة أخرى؛لم يعد هناك ثبات للمشهد الإعلامي رغم تغير العناصر المكونة له..

المشهد العالمي تغير، ووسائل الإعلام تغيرت.. ومواقع التواصل الاجتماعي فرضت نوعاً جديداً من الرأي العام العالمي.. في دراسة أجراها جالوب (فبراير 2023)، أشار 58% إلى أنَّ أهم مصدر لهم للحصول على الأخبار هي مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية (أونلاين)، في مقابل 31% أشاروا إلى التليفزيون، وأشار 7% إلى الراديو، و3% إلى الصحف المطبوعة!

وفي معركة طوفان الأقصى ظهر تأثير الإعلام العسكري ومصداقيته وقوته وترقب الكثير لاستقاء الأخبار الصحيحة من تصريحات الناطق العسكري الملقب بالملثم، وأصبح أيقونة الحركة الإسلامية في ساحة المعركة.

وأصبح له القدرة والكفاءة والخبرة على هزيمة الجيش الإسرائيلي نفسيا من خلال الضغط النفسي الهائل على المجتمع الإسرائيلي عبر بث فيديوهات للأسرى أو الوعد بهزيمة قاسية!!.

طوفان الأقصى أرادتها حماس ضربة إستباقية بسيطة للغاية لإحداث مستجدات وواقع علي الأرض وتحريك للقضية الفلسطينية.

لكن من القدر أن نتائجها فاقت التوقعات وزادت، ومن هنا تحولت من معركة محدودة إلى معركة مواجهة مباشرة وحاسمة لطرف دون طرف آخر ولن يرضى الطرفان بنصف معركة أو نصف نصر أو نصف هزيمة!!

تحولت إلى معركة صفرية لابد أن تختلف نتائجها وتداعياتها عن المواجهات السابقة!!.

ومن هنا زادت وحشية ودموية الجيش الإسرائيلي وتحول من جيش نظامي إلى عصابة دموية لا تلتزم بقانون ولا يمنعها عقل ولا منطق من ارتكاب مجازر إنسانية مهولة بعد الفشل المستمر حتى الآن ميدانيا وعسكريا!!

ومن العجيب على مستوى تعاطف الشعوب الغربية مع غزة وجود منظمة يهودية ضد الحرب وتطالب نتنياهو بعدم المتاجرة باسم اليهود لارتكاب مجازر إنسانية تحت شعار ديني حيث أنه لا مشكلة مطلقا بين الأديان وإمكانية التعايش بينما المشكلة في اليمين المتطرف الذي يحكم إسرائيل باسم الصهيونية العالمية!!.

تحول الخطاب الإعلامي ومساحة الوعي وتبيان الحقيقة أدت إلى اتساع الحاضنة الشعبية للقضية الفلسطينية عالميا وهذه معركة أخرى تخسرها الدعاية الكاذبة التي تروج رواية نتنياهو.

لقد خسر نتنياهو كل أوراقه في المعركة عسكريا وانهزم إعلاميا واستخباراتيا؛ ولم يتبقى من المعركة غير تحييد قدرات اللوبي الصهيوني ومدى قدرته في التأثير على الدعم والمساندة اللامحدود للكيان الصهيوني .

وحسب ما ورد من تصريحات السيد إسماعيل هنية حول طبيعة تلك المعركة يقول :

هنية: إنها معركة مصيرية بين من يؤمن بالتسامح والسلام الإنساني والتعايش الحضاري وبين النازيين الجدد يدعمهم قوى استعمارية تدوس كل القيم من أجل مصالحهم وعقليتهم الدموية.

  إننا وفي اليوم السادس والعشرين لهذه الملحمة البطولية لمقاومتنا وشعبنا وأمام هذه المجازر وحرب الإبادة التي يشنها النازيون الجدد نؤكد أننا نقف إجلالاً وإكباراً لهذا الصمود الأسطوري لشعبنا رغم الدمار  الهائل وسقوط الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى والتي كان آخرها المجزرة الوحشية في مخيم جباليا والنصيرات والشاطئ والفالوجة بل أقول المجزرة الممتدة على كل مساحة القطاع الحبيب.

  إن شعبنا بهذا الصمود والثبات والتشبث بوطنه أفشل مخططات العدو بنكبة جديدة من التهجير والشتات

وبدأ سقوط الصهيونية وعودة الأراضي الفلسطينية المحتلة وتغيرات دراماتيكية في منطقة الشرق الأوسط.

تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية.

وللقصة بقية

أحمد هلال

حقوقي وكاتب مصري

أحمد هلال

حقوقي وكاتب مصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى