في مشهد يفضح التوتر الخفي بين الحليفين، ألقت قوات الشرطة الأمريكية القبض على موظف إسرائيلي يعمل في جهاز حساس تابع مباشرة لمكتب نتنياهو، حيث جرى احتجازه واستجوابه بطريقة أثارت تساؤلات عن مدى الثقة بين الطرفين في وقت تشتد فيه الأزمات في المنطقة وتتصاعد حدة التحالفات الهشة وسط صراعات تكنولوجية وأمنية لا ترحم.
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في عددها الصادر أمس الأربعاء أن الولايات المتحدة قامت باحتجاز موظف يعمل في المديرية الوطنية الإسرائيلية للإنترنت وهي جهة حكومية تعمل تحت إشراف مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مباشرة.
وأوضحت الصحيفة أن الموظف المحتجز تعرض للاستجواب خلال مشاركته في مؤتمر مهني بالولايات المتحدة، حيث تم احتجازه لفترة وجيزة قبل الإفراج عنه دون إفصاح عن طبيعة الأسئلة الموجهة إليه أو الأسباب الكامنة وراء هذه الخطوة غير المسبوقة
تأثيرات محتملة
لم تذكر التقارير هوية الموظف المحتجز ولا طبيعة عمله الدقيق داخل المديرية الوطنية للإنترنت التي تشرف على البنية التحتية الرقمية الإسرائيلية وتلعب دورا محوريا في الأمن السيبراني للدولة العبرية.
لكن الحادثة تفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى توتر العلاقات الأمنية بين واشنطن وتل أبيب خاصة في ظل التحديات التكنولوجية المتزايدة والتنافس على السيطرة في الفضاء الرقمي الذي أصبح ساحة جديدة للصراع بين الدول.
سياق متوتر
جاءت هذه الواقعة في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية الإسرائيلية توترات متعددة على خلفية الحرب على غزة والخلافات حول الخطط الأمنية المستقبلية في المنطقة.
ويبدو أن الحادثة قد تزيد من حدة هذه التوترات خاصة إذا ما تبين أن الاستجواب كان مرتبطا بملفات حساسة تتعلق بالأمن القومي أو التكنولوجيا المتقدمة التي تعتبرها الولايات المتحدة ضمن نطاق مصالحها الحيوية.
ردود فعل متوقعة
حتى الآن لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة الإسرائيلية أو المسؤولين الأمريكيين على الحادثة لكن المراقبين يتوقعون أن تل أبيب قد تطلب تفسيرات من واشنطن حول سبب استجواب موظف يعمل في جهاز حكومي رفيع المستوى.
فيما قد تدفع الواقعة إلى مراجعة الإسرائيليين لآليات التعاون الأمني والتكنولوجي مع الولايات المتحدة خاصة في المؤتمرات الدولية التي قد تتحول إلى ساحات لتبادل الاتهامات أو فرض السيطرة.
الحادثة تكشف أن التحالفات حتى بين أقوى الأصدقاء ليست بمنأى عن الشكوك والاختبارات حيث تظل المصالح العليا هي العامل الحاسم في تحريك الأحداث خلف الكواليس بعيدا عن الضجيج الإعلامي والتصريحات الدبلوماسية المعلنة.