أشرف عبد المنعم يكتب: رَد شُبْهَةِ السَّامِرِيَّ!!
يُثير اليهودُ والنصارى شُبهة عن قوله تعالى {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ}، فيقولون أن مدينة -سامر أو شامر (كما ينطقها اليهود)- لم تكن بُنِيَتْ بعد! فكيف يخاطب سيدنا موسى الرجل بـ«سامري»!!
الإجابة: نعم وقت عبادة العجل بعد خروج بني إسرائيل من مصر لم تكن مدينة «السامرة-الشامرة» قد بنيت بعد! ومثيري هذه الشبهة، إما جُهلاء جهلا تاما بكتبهم أو خبثاء ،وكل ما يتطلعون إليه هو بث الشك في قلوب المؤمنين.
فلو قرأوا في سفر أخبار الأيام الأول..إصحاح 6 عدد 46 «بن امصي بن باني بن شامر» لعرفوا أنه من نسل سيدنا يعقوب عليه السلام أي من بني إسرائيل، ثم لو قرأوا في سفر الملوك الأول إصحاح 16 عدد 24 «واشترى جبل السامرة من شامر بوزنتين من الفضة وبنى على الجبل ودعا اسم المدينة التي بناها باسم شامر صاحب الجبل السامرة.» إذن المدينة التي بنيت أخذت إسمها من شامر وأصبح كل من قانطيها «سامري»! ولكن قبل ذلك، كلمة سامري تطلق على أبناء سامر(شامر)، وهذا ليس بغريب، فالسفر الثالث في كتب اليهود والنصارى إسمه سفر «اللاويون» نسبة الى «لاوي» وهو من الأسباط أبناء سيدنا يعقوب عليه السلام ومن نسله أيضا سيدنا موسى وكذلك سيدنا هارون عليهما السلام، للتوكيد اقرأ سفر التكوين إصحاح 35 وعدد 23 «بنو ليئة: راوبين بكر يعقوب، وشمعون ولاوي ويهوذا ويساكر وزبولون.» وكذلك في سفر الخروج 4 عدد 14 «فحمي غضب الرب على موسى وقال اليس هرون اللاوي أخاك…» هنا الله تعالى يقول أن هارون اللاوي أي ينسبه لإبيه «لاوي» وكذلك من صنع العجل هو «سامري» أي من بني سامر فهذه كتلك ولكن الغرض مرض.فتأمل!
الكارثة الكبرى أن اليهود والنصارى لا يقبلون أن يكون صانع العجل أي المرتد أحد بني إسرائيل بل ينسبون هذا الكفر إلى نبي الله هارون عليه السلام!! القصة كاملة بأكاذيبها في سفر الخروج إصحاح 32، ففي عدد 3 «فنزع كل الشعب اقراط الذهب التي في أذانهم واتوا بها إلى هرون. 4 فاخذ ذلك من ايديهم وصوره بالأزميل وصنعه عجلا مسبوكا. فقالوا هذه الهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من ارض مصر. 5 فلما نظر هرون بنى مذبحا امامه. ونادى هرون وقال غدا عيد للرب.»! فقد بَرَّأَ وطَهَّرَ اللهُ تعالى نبيَّه الكريم هارون من هذه التهمة الشنيعة في قوله تعالى على لسان موسى الذي خاطب المرتد صانع العجل والداعي لعبادته «قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ، قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي» فهنا إعتراف من المرتد الجاني بفعلته الشنيعة وبراءة لنبي الله هارون من الكُفر والرِّدَّة وحاشاه أن يفعل ما يستميت اليهود والنصارى أن يثبتوه عليه بل ويُكَذِّبون كتاب الله الذي يطهر سمعة أنبيائه من الكفر والشرك!!
ولكن أيضا من يقرأ كتب اليهود والنصارى، سيجد أن الكذاب الكافر الذي نسب صناعة العجل وعبادته لنبي الله هارون، قد وقع في خطأ كارثي وفادح ليفضح الله كذبه وغباء من يؤمن بكلامه، ففي سفر الخروج 32 عدد 26 “وقف موسى في باب المحلة.وقال من للرب فالي.فاجتمع اليه جميع بني لاوي. 27 فقال لهم هكذا قال الرب اله إسرائيل ضعوا كل واحد سيفه على فخذه ومروا وارجعوا من باب إلى باب في المحلة واقتلوا كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه وكل واحد قريبه. 28 ففعل بنو لاوي بحسب قول موسى.ووقع من الشعب في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف رجل. 29 وقال موسى املاوا ايديكم اليوم للرب حتى كل واحد بابنه وباخيه.فيعطيكم اليوم بركة” أي أن الله تعالى أمر بقتل من عبد العجل كما في عدد 33 “فقال الرب لموسى من أخطا إلى امحوه من كتابي.
وهذا هو العدل وهذا هو الحق وقد ذكره الله تعالى في كتابه الكريم {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}!
والسؤال هنا لماذا لم يَقتل سيدنا موسى أخيه سيدنا هارون كما أمر بني إسرائيل أن يفعلوا وقد فعلوه؟ فكاتب السِّفر وناسب الكفر للنبي الكريم لم يُعطِ ولو سببا واحدا ، ولم يذكر مثلا توبة أو نَدم من جانب سيدنا هارون!! الحقيقة أن الكاتب المرتد قد ذكر الندم ولكن نسبه لله تعالى!! ففي نفس السِّفر يطلب موسى عليه السلام من الرب أن يندم على الشر الذي كان سيفعله بالشعب وبالفعل في عدد 14 اقتنع الرب بكلام موسى وكانت النتيجة «فندم الرب على الشر الذي قال انه يفعله بشعبه».!!
ويبدو أن كلمة «سَامِرِيِّ» أصبحت مَسَبَّة وعَيب ومَنقصة وتُطلق على الشخص المُضِل و المُرتد عند بني إسرائيل، وإقرأوا معي في سفر
يوحنا 8 عدد 48 «فأجاب اليهود وقالوا له لـ(يسوع): «السنا نقول حسنا: انك سامري وبك شيطان؟» رغم عِلم اليهود بنسب سيدنا عيسى وأنه ليس من ذرية شامر! وهنا الكلمة (سامري) تعني أنك مُضل وكافر ومُرتد ومُجدف وهذه الاتهامات الظالمة الكاذبة هي ما دأبت يهود على توجيهها للمسيح عليه السلام مِرارا وتكرارا في العهد الجديد… فتأمل!
و باختصار يَرفض النصارى واليهودُ أن يكون صانع العجل والداعي لعبادته مُرتدا مجرما من عامة الناس، ويقبلون أن يكون الفاعل نبيا كريما اصطفاه الله تعالى العليم الحكيم بل وينسبون الندم لله تعالى! ونسوا ما في كتبهم في سفر العدد إصحاح 19 عدد 23 «لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي؟» ظُلمات بعضها فوق بعض والحمد لله على نعمة الإسلام.
ودمتم.